شهران على الحرب: ذروة مخيفة تسحق التسوية!
الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول: حتى لو لم يكن ثبت اغتيال محمد حيدر في الغارة الإسرائيلية المزلزلة على حي فتح الله في البسطة فجر أمس، فإنّ ذلك لم يقلّص أو يقلّل حقيقة مخيفة تتلخّص في أنّ الحرب التي ربما بلغت ذروة عنفها وتوحشها لا تبدو على مشارف نهايتها بل ربما تكون لا تزال بعيدة للغاية عن النهاية.
واتخذ التصعيد الجنوني الذي صب حمم إسرائيل على مناطق بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي والجنوب بعداً سلبياً زاد قتامة الوضع إذ تزامن التصعيد العنيف في الهجمات الإسرائيلية مع مرور شهرين تماماً على بدء الحرب في ٢٣ أيلول الماضي الأمر الذي زاد المؤشرات لاستبعاد أي تسوية وشيكة أو في فترة قريبة كما كان ساد الاعتقاد لدى زيارة الموفد الأميركي آيموس هوكشتاين لبيروت قبل انتقاله إلى إسرائيل. بذلك كانت حصيلة ذكرى الشهرين كارثية تماماً.
وفي الإحصاءات التي لا تزال تتبدل في كل لحظة تجاوز أمس عدد الشهداء في المجازر الجوالة الـ٦٠ شهيداً بينهم 20 في البسطة وأكثر من ٦٥ جريحاً وأكثر من ٢٥ شهيداً في بلدات في البقاع الشمالي. ولم يقتصر التطور الحربي التصعيدي على تكثيف موجات عشرات الغارات الإسرائيلية التي تناوبت على دك المزيد من مباني الضاحية والإغارة على بعلبك – الهرمل وما تردد عن اغتيال القيادي العسكري الأكبر راهناً في "حزب الله" فقط بل ان التطورات على ساحة المعركة الميدانية في الجنوب اتخذت بعداً بالغ الخطورة في ظل التوغل البري الواسع الذي حققته القوات الإسرائيلية على المحاور الثلاثة الحدودية في اتجاه التوغل في جنوب الليطاني. وفي حال ثبات وثبوت هذا التقدم في الساعات المقبلة فإنّه يعني بلا شك أنّ العملية البرية تحقق اختراقات ملموسة بات يصعب تجاهلها وإنكارها. كما أن المغزى السياسي والديباوماسي لهذا التدهور الخطير يختصر بإخفاق متكرر لمشروع وقف النار والتسوية التي أدارها هوكشتاين ولم تنجح بحيث عاد الموفد الأميركي إلى واشنطن ولم يظهر أي مفعول واقعي لتقدم مزعوم في الصيغة او الإطار الذي يعمل عليه.
وكان سكان المنطقة وسكان المتن والجبل استيقظوا عند الرابعة فجراً على دوي مخيف لصواريخ إسرائيلية خارقة للتحصينات، شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، دك بها الجيش الإسرائيلي البسطة الفوقا، في عملية ذكر أنها لاغتيال قيادي في الحزب غير أنّ الانباء حول هويته تضاربت، كما لم يُعرف ما إذا كان المُستهدف قُتل ام لا، في وقت ترددت معطيات عن استهداف عدد من مسؤولي الحزب في الضربة التي تسببت بسقوط نحو 20 قتيلاً وإصابات نحو 70 إصابة سيما انها حصلت في منطقة "مدنية" مكتظة بالسكان.
وفي وقت أفيد بداية أنّ المستهدف بالغارة هو القيادي طلال حمية، أفادت القناة 12 الاسرائيلية بأن الشخصية المستهدفة في غارة وسط بيروت أهم من طلال حمية، وأشار إعلان إسرائيلي إلى أن المستهدف هو رئيس قسم العمليات في "الحزب" محمد حيدر، وهو بمثابة رئيس أركان الحزب.
وحيدر كان مستشاراً لنصرالله ويوصف بالعقل الأمني الاستراتيجي لحزب الله، كان نائباً سابقاً في البرلمان اللبناني. في المقابل، قال الإعلام الإسرائيلي بأنه لم يتم التأكد من مقتل القيادي بحزب الله محمد حيدر.
وفي الإطار عينه، لفت مسؤول عسكري إسرائيلي سابق إلى أنّ محمد حيدر أدار الحرب ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. وأشارت معلومات إلى وجود قادة ميدانيين لحزب الله أثناء استهداف محمد حيدر في غارة البسطة. في المقابل، قال عضو كتلة الوفاء النائب أمين شرّي من البسطة: لا وجود لأي شخصية من "حزب الله" في المبنى المستهدف في منطقة البسطة. وبعد الظهر، قالت مصادر أمنية إسرائيلية: العملية في بيروت استهدفت بالفعل القيادي بحزب الله محمد حيدر لكنها فشلت.
وقبل هذه الضربة وبعدها توالت تحذيرات الجيش الإسرائيلي إلى سكان الضاحية بالاخلاء، ثم شن الطيران الحربي سلسلةُ غارات أخرى، اتبعها بغارات مدمرة على البقاع الشمالي حيث سقط نحو ٢٥ شهيدا .
أمّا في الميدان الجنوبي، وغداة التقدم الكبير الذي حققه الجيش الإسرائيلي نحو نهر الليطاني عبر دير ميماس، أشارت معلومات إلى أنّ القوات الإسرائيلية سيطرت على الجزء الأكبر من بلدة البياضة. وقطعت طريق النبطية مرجعيون، منطقة الخردلي، بشكل كلي بفعل غارة إسرائيلية نفذها الجيش الإسرائيلي فجراً.
وعينُ الجيش العبري باتت على الخيام، حيث يقوم بعمليات تفجير عنيفة جداً في المدينة، يصل عصفها إلى البلدات المجاورة، وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة وشن غارات عنيفة على البلدة أيضاً.
ويحاول الجيش الإسرائيلي في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع. ودارت اشتباكات بين منطقتي البياضة ووادي حامول مع محاولة توغل اسرائيلية إلى الناقورة. وترافق ذلك مع شن عمليات تفجير للمنازل في شمع وطيرحرفا..
في المقابل، أعلن "حزب الله" "اننا اشتبكنا مع قوة من جيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة وأوقعنا أفرادها بين قتيل وجريح والإشتباكات مستمرة".
وقال إنه استهدف قوة إسرائيلية بالصواريخ في مدينة الخيام 4 مرات. وأعلن "اننا استهدفنا برشقة صاروخية تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي عند مثلث دير ميماس كفركلا".
كما أعلن "اننا استهدفنا تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة حانيتا بصليةٍ صاروخية". واستهدف "مستوطنة "أفيفيم" بصلية صاروخية". وبث حزب الله مشاهد من إستهداف قاعدة حتسور الجويّة التابعة للجيش الإسرائيلي جنوب تل أبيب بصواريخ مجنّحة.
وقال: إستهدفنا دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه غربي بلدة شمع ما أدّى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.