نتانياهو يستغل استشهاد السنوار لمواصلة «المذبحة»... والمقاومة لن تستسلم
قوات الاحتلال توسع دائرة الترهيب والتدمير... وجنودها في «المصيدة»
ابواب الديبلوماسية مقفلة امام باريس... والوضع الامني الداخلي مستقر
الاحداث – كتبت صحيفة "الديار": بات من الواضح ان جيش الاحتلال الاسرائيلي يقاتل دون استراتيجية واضحة تساعده على الخروج من المراوحة البرية التي تكبده خسائر فادحة في العديد والعتاد. مقاتلو حزب الله ينصبون الكمائن ويوقعون الجنود والدبابات في المصائد المعدة مسبقا، والتقدم بطيء جدا، فحتى مساء امس لم تتمكن الوية النخبة من السيطرة الكاملة على اي قرية حيث تستمر عمليات الكر والفر على كل محاور القتال، وفيما تجاوز عدد الجنود الخارجين من الخدمة ال300 بين قتيل وجريح تجاوز عدد دبابات الميركافا المحترقة العشرين.وماذا بعد؟ انه السؤال الذي لا جواب عنه من احد، فمن خطط للعملية العسكرية في كيان الاحتلال لم يضع في حساباته ان يصمد حزب الله بعد سلسلة العمليات الامنية القاسية التي توجت باغتيال الامين العام الشهيد السيد حسن نصرالله، والان كل الخيارات احلاها مر، المراوحة قاتلة، والتوغل المحدود يعني استمرار الوقوع في «المصيدة»، والغزو الكبير يعني العودة الى الاحتلال والدخول في عملية استنزاف مكلفة وطويلة لن توقف الصواريخ على المستوطنات ولن تعيد الامن لدولة الاحتلال. لكن لا يوجد من ينزل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو «المنتشي» باغتيال الصدفة لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار الذي سبق واذله مع كيانه في «طوفان الاقصى»، وهو استشهد حاملا سلاحه وقاتل حتى آخر رمق، فداء لقضية شعبه التي اعاد احياءها من جديد على الرغم من انف العالم الكاذب.
استمرار «المذبحة»
لكن نتانياهو الذي اعلن بالامس ان الشرق الأوسط لديه فرصة الٱن لوقف «محور الشر وإحلال السلام والازدهار»، معلنا ان الحرب لم تنته بعد، «والنور ينتظر على الظلام» في غزة وبيروت وفي الشرق الاوسط، يبحث عن صورة انتصار وهمية، ووجد ضالته مجددا في القطاع حيث ستمنحه واشنطن المزيد من الوقت لمواصلة هجومه على قوى محور المقاومة كونه يحقق لها مبتغاها بادوات «قذرة» لا تأبه بارواح شعوب المنطقة التي تحولت الى مجرد ارقام لا تستحق الحياة. ما يعني اننا سنكون امام مرحلة تصعيد جديدة، وبانتظار التحضيرات لتنفيذ العدوان على طهران، ستستمر المذبحة في غزة ولبنان عبر التدمير الممنهج لمقومات الحياة والانتقام من الابرياء، لكن المقاومة لن تتراجع ولا مكان في قاموسها للاستسلام، وبما ان الكلمة الان للميدان، ولا مكان للديبلوماسية والسياسية، فان «النار بالنار»، ووفق استراتيجية السيد الشهيد «ما سترونه لا ما تسمعونه»، وسيتكرر مشهد احتراق دبابات الميركافا الاربع في اللبونة، وستظل سماء فلسطين المحتلة تمطر الصواريخ.
«القوات الخاصة» في الميدان
ميدانيا، لمست قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين ارتفاع التنسيق الميداني بين مجموعات المقاومة المنتشرة على طول الجبهة الممتدة على مسافة 120 كلم، حيث تتم ادارة المواجهات بدقة متناهية لناحية تنسيق التراجعات التكتيكية والقصف المدفعي ثم المبادرة الى الهجوم ونصب الكمائن، والامر يعود بحسب مصادر ميدانية الى ادخال المقاومة لمجموعات جديدة من القوات «الخاصة» الى ساحة القتال تتمتع بمزايا مختلفة تدريبا وتسليحا، وقد بدات النتائج تتظهر في ساحة المعركة. حيث تم بالامس افشال محاولتي تقدم على محور اللبونة، فجرا اصيبت دبابتان واحترقتا بالجنود والضباط، وفي الصباح حاولت دباباتان التوغل لسحب الدباباتين المحترقتين فاصيبتا ايضا بصواريخ موجهة فاحترقتا ايضا. كما نصب كمين لقوة متوغلة من مرتفعات مزارع شبعا والسدانة، ولدى وصولها الى مشارف السدانة اطلقت باتجاهها قذائف صاروخية، ما اجبرها على التراجع نحو مواقعها. اما في القطاع الشرقي، فاستمرت المعارك على ضراوتها، والقصف كان عنيفا جدا لتغطية التقدم باتجاه، رب ثلاثين، والطيبة، ومرتفعات العديسة، كما جرت محاولة تقدم من محيط موقع القبع باتجاه حولا ومركبا، وقد استهدفتها المقاومة بصليات صاروخية وجرت مواجهات من مسافات قريبة، وانتهت المواجهات بالامس دون اي سيطرة اسرائيلية كاملة على اي قرية، وادعاءات العدو باحتلال كامل عيتا الشعب كذبتها الغارات العنيفة على احياء البلدة التي دخل الجيش الاسرائيلي الى الحارة الغربية المحاذية للحدود، وعمل هناك على تجريف المنازل.
اطلاق الصواريخ مستمر
وقد واصلت المقاومة اطلاق صليات الصواريخ على المستوطنات، وقصفت مساء تجمعات كبيرة للقوات الإسرائيلية جنوب مستعمرة كفر جلعادي وشتولا بصواريخ نوعية وحققت إصابات دقيقة. كما اطلقت «صلية صاروخية استهدفت تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية». واعلن حزب الله ايضا، انه استهدف تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية محققا إصابات مباشرة».
توسيع دائرة العدوان
وفيما سقط 45 شهيدا و179 جريحا خلال ال24 ساعة الماضية، توسعت دائرة التحذيرات الاسرائيلية وانتقلت من الضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبان محددة قبل استهدافها، لتشمل التحذيرات قرى وبلدات في البقاع والجنوب والشوف، استهدفتها الغارات لاحقا، فيما وردت اتصالات هاتفية بمواطنين ومسؤولين ورؤساء بلديات وصولا الى قضاة امس وسفارات ومكاتب اعلام، ثبت انها تحذيرات كاذبة، لكنها ادت الى حالات هلع على نطاق واسع، وكان لاستهداف بلدة الوردانية في قضاء الشوف بغارتين اثر كبير في المواطنين حيث شهدت البلدة حركة نزوح كثيفة. كما استهدفت الغارات تمنين الفوقا وغارة اخرى سرعين التحتا شرقي بعلبك وغارة ثالثة بلدة سرعين. كما تم استهداف منطقة الحوش في صور والبرج الشمالي مرتين. وانذر ايضا سكان العباسية، وطيردبا بقصفهما.
لا سيطرة على القرى الحدودية
وقد أكد حزب الله أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من «السيطرة الكاملة» على أي قرية في جنوب لبنان، منذ إعلانه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود في نهاية أيلول. وقال النائب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحافي في ساحة النجمة ان العدو لم يتمكن من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة «دمّر، صوّر واهرب» ولفت الى ان قوات الاحتلال تتبع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج للمناطق الحدودية.
لا خيار الا القتال
وأوضح فضل الله انه رغم كثافة النيران والغارات وزج جيش العدو بنخبة قواته، فإن المقاومة تقاتل في الامتار التي يتسلل اليها العدو وتستهدف تجمعات جنوده في في فلسطين المحتلة. كما اشار فضل الله إلى أنّ العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً على الحدود حيث يحاول إقامة منطقة عازلة، والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة». وأكّد «أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم»، وتابع: «ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم ضد شعبنا يحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان «. وقال: «على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة».
المزيد من اليأس
وقد بدا اليأس يتسلل الى اكثر من جهة امنية اسرائيلية رسمية وغير رسمية بعد الاقرار بان حزب الله الذي لديه عشرات الآلاف من العناصر العسكرية النظامية، وفي الاحتياط، لم يختفِ، وهو يقاتل دفاعاً عن بقائه، وهو سيستخدم كل الأدوات التي يملكها. وبخلاف الرواية الإسرائيلية الرسمية، يقر هؤلاء إنه بعد الاضطراب الذي تسبّبت به الضربات القاسية التي وُجّهت إلى الجيل المؤسس للحزب، وسلسلة القيادة الرفيعة المستوى، يبدو أن الحزب نجح في التعافي.
«الطعم المر»؟
ومن هؤلاء دورون ماتسا، المسؤول السابق في «الشاباك»، وعضو حركة «الأمنيين»، الذي دعا الى ضرب اعنف للبنان على مبدأ أن ما لا يأتي بالقوة، يأتي بالمزيد منها، لكنه في المقابل بدأ يشعر بالقلق من استنساخ تجربة حرب لبنان 2006، وقال إنه يستشعر طعماً مرّاً للحرب الحالية، كما كان في حرب لبنان الثانية، التي انتهت بنتيجة تعادل غير مرغوب بها إسرائيلياً.
الحل بالمخرج السياسي
وفي خضم احتفاء قيادات الاحتلال باغتيال السنوار الذي الحق بهم العار قبل عام، ووسط المراوحة البرية في لبنان، وفي خضم حملات التهديد والوعيد والاستعدادات لضرب إيران، دعا اسحاق بريك، وهو واحد من أبرز جنرالات الاحتياط في جيش الاحتلال، نتانياهو للذهاب الى تحقيق اتفاق السياسي لان «إسرائيل» تواجه خطر الانهيار الاقتصادي، إذا ما استمرت هذه الحالة، ومن شأنها أن تصل، خلال وقت قصير، إلى حالة الإفلاس، وانعدام قدرتها على خوض الحرب.
القلق من حرب استنزاف
وينضم بريك الى كثير من المحللين الإسرائيليين الذين يقرون بان حزب الله نجح في اعادة تجميع قدراته، ويدير المواجهة على نحو مثير للاعجاب ، وباتوا يحذرون من حرب استنزاف فيما الجيش الاسرائيلي استُنزف تماماً والعبء كله واقع على كاهل أولئك الذين يخوضون جولتهم الرابعة في الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب. كما أن الجنود النظاميين منهكون أيضاً، ويفقدون المهارات المهنية بسبب توقف الدورات التدريبية، أو إلغائها بالكامل. واليوم يُستنزف الجنود في حرب لا نهاية لها.
حكومة حمقى ستدمر «اسرائيل»
وإذا ما استمرت الحرب فـ «اسرائيل» قد تخسر قواتها البرية، براي بريك الذي يخلص الى القول» ان مَن لديه إلماما بالوضع الحالي في حرب الاستنزاف، يدرك أن أهداف الحكومة، المتمثلة في «القضاء التام على حماس»، و «إخضاع حزب الله»، «وتركيع إيران وقطع صلاتها بأذرعها»، ليست أهدافاً واقعية، بل ليست سوى رؤيا قدرية غيبية لبضعة أشخاص يعيشون في جنة الحمقى وهم جهلة لا يفهمون الأمور، ولا يرون أمامهم الصورة الحقيقية للواقع، وذلك إمّا بسبب الجهل، وإمّا نتيجة تبنّي أوهام، أو رغبات لا تتمشى مع الواقع. فهذه الحكومة الفاشلة وهؤلاء الجهَلة الذين يتبعونها، كأنهم «قطيع من الحمقى»، سيواصلون قيادة الدولة نحو خطر يهدد وجودها.
نقص الصواريخ الاعتراضية
وفيما نجح حزب الله في التعافي ولا يزال يمتلك مخزونا كبيرا من الأسلحة، وفق الاعلام الاسرائيلي، تعاني «إسرائيل» نقصا في صواريخ الاعتراض، وتعمل مصانعها على مدار الساعة لإنتاج هذه الصواريخ، ووفق صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية، فإن تكلفة صاروخ الاعتراض بمنظومة «السهم» تراوح بين مليونين و3 ملايين دولار، وتبلغ تكلفة صاروخ منظومة «مقلاع داود» 700 ألف دولار، أما صاروخ منظومة «القبة» فيكلف 30 ألف دولار.
ولفتت الصحيفة الى ان النقص في صواريخ الاعتراض يسلط الضوء على التحدي المستمر الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي لتوفير الذخائر المختلفة، ومن المرجح أن تشتد الضغوط على الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لزيادة إنتاج الصواريخ الاعتراضية، مع تصاعد الصراع مع حزب الله وإطلاقه المزيد من الصواريخ والقذائف على «إسرائيل».
لا يوجد»نصر مطلق»؟
وبحسب الصحيفة، بدأ حزب الله يتعافى، وهذا واضح في وتيرة نطاق الهجمات، بما فيها الضربات المنتظمة على حيفا والمناطق المحيطة بها، ولا يزال حزب الله يمتلك مخزونا كبيرا من الصواريخ والقذائف التي يمكن أن تزيد من حاجة «إسرائيل» إلى المزيد من الصواريخ الاعتراضية. ولفتت الى انه إلى جانب التحدي المتمثل في زيادة الطلب على الإنتاج، تواجه الصناعات الدفاعية صعوبات متزايدة في الحصول على المواد الخام من الخارج، بسبب الضغوط الشعبية على حكومات دول غربية في ظل جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، ولهذا فإن الاحتياطيات مصممة لتوفير الموارد الكافية لصراع قصير وليس لحرب غير محددة المدة تهدف إلى تحقيق رؤية غامضة «للنصر المطلق»، الذي عادة ما يتحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تحذيرات وشائعات لا جديد سياسيا... واستقرار امني
وفي مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتم عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعما للبنان. وعلم في هذا السياق، ان لا جديد ديبلوماسيا، وباريس لا تملك اي اوراق جدية يمكن التعويل عليها لاجبار واشنطن على السير بالتفاوض السياسي. في المقابل اطلع الرئيس بري من مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي على الاوضاع الامنية، ووفقا لمصادر مطلعة، تبدو الامور جيدة حتى الان، والامور متماسكة، بالقياس الى التحديات القائمة.