"عروض" ديبلوماسية يتلقاها "حزب الله" ورصد للبوارج الأميركية
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"رغم كل #التهديدات العسكرية والأمنية المتبادلة بين أفرقاء الصراع في الإقليم من #تل أبيب الى اليمن وصولاً الى #طهران وسط الخشية من وقوع #حرب شاملة، تنشط أكثر من قناة ديبلوماسية غربية وعربية وغيرها في الطلب من إيران أولاً عدم الرد على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي ل#حركة "حماس" إسماعيل هنية الذي سقط على أرضها. ولم يعد خافياً أن "ديبلومسية السلحفاة" التي تطبّقها سلطنة عمان باحتراف بين واشنطن وطهران قد فعلت قنواتها أكثر في الأيام الأخيرة تحسباً لاشتعال المنطقة على وقع حرب ستطاول أكثر من دولة.
وتأتي التحذيرات تحت عنوان عدم إعطاء الحجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو في إقدامه على فتح حرب كبرى قد تؤدي وقائعها الى المزيد من أعمال التدمير والقتل حيث لم يكتف بحصيلة غزة وهو لم يفوّت مناسبة ولا فرصة وقبل عملية "#طوفان الأقصى" في انتظار مشاهدته حصول مواجهة أميركية - إيرانية عسكرية لا يريدها الطرفان ولكل أسبابه. وإن كانت الأنظار تتجه الى ردّ طهران فإنها تتجه أيضاً الى "#حزب الله" المتقدم في محور الممانعة وكيف سيتعاطى مع التطورات الأخيرة. وتكشف مرجعية #لبنانية أن الحزب تلقى مجموعة من العروض التي "لا تصدق" بعد اغتيال القائد العسكري في رأس قيادته فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية بغية ألا يقدم السيد حسن نصرالله على زيادة مساحة شعاع الحرب المفتوحة على أن تبقى محصورة في حدود شمال إسرائيل وجنوب لبنان على النمط الحالي ولو كان ساخناً من الطرفين في انتظار إنضاج الصفقة المنتظرة في غزة التي تأخرت كل هذه الأشهر.
وثمة عناصر يمكن أن تدفع نتنياهو أمام جمهوره من مؤيديه ومعارضيه الى السير بهدنة ولو لأسابيع ولا سيما بعد تصفيته كوادر عدة من "حماس" في مقدمهم هنية حيث لا يشبع الإسرائيليون من وجبات الاغتيال.
وثمة من طلب من الحزب أن يكون ردّه "مدروساً" وأن لا يتجاوز حدود مواجهته المفتوحة مع إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول الفائت الى اليوم. ولم يعط الحزب أي رسالة للسائلين والمستفسرين تؤدّي الى طمأنة إسرائيل مع تشديده على مسلّمة أن الرد آتٍ حتماً من دون أن يكشف بالطبع عن طبيعته وحجمه وكيف سيكون وأين؟ وأراد أن يترك إسرائيل ومؤسساتها في مربع كل هذا الارتباك من الحيرة والتساؤلات التي لم يشهدها المجتمع الإسرائيلي من قبل. وستتوضح رؤية نصرالله أكثر في كلمته اليوم في ذكرى أسبوع شكر.
ويردد مسؤول في الحزب على مسمع جهات مواكبة أن قيادته تلقت أكثر من رسالة في الأيام الأخيرة من جهات ديبلوماسية ودولية رفيعة المستوى تطلب منه عدم تكبيره "حجر الرد" في وقت ما زالت فيه طهران على رأيها حيث ترى أن الإدارة الأميركية "ليست وسيطاً نزيهاً". ولا يعني مثل هذا الموقف قطع شعرة معاوية السياسية بين الجهتين.
وفي زحمة انهماك "حزب الله" في كيفية الرد على إسرائيل والتحسّب لكل الاحتمالات فإنه يتوقف عند البوارج والسفن الأميركية التي حضرت الى البحر المتوسط ولا يريد الحزب الاصطدام معها، لكن سيكون لها بالمرصاد بالتعاون مع كل محوره إذا أقدمت على استهداف أي نقطة تخص الحزب أو أي منطقة في لبنان "ولن يتم عندها التفرج عليها" وسيكون هذا الأمر على شكل "فرصة" للحزب الذي لا يقلل وكل أفرقاء المحور معه من خطورة وصول القطع البحرية الأميركية في المتوسط التي جاءت أولاً لطمأنة إسرائيل.
ويجري التوقف بحسب أوساط أن هذه البوارج الحربية سيجري الاصطدام معها وستتعرّض طواقمها لأخطار في حال توجيهها ضربات في أي نقطة في لبنان.
ويذكر هنا قيادي في الحزب كل ما يعنيه الأمر عند الجهات المناوئة لمحوره أن قدرات المقاومة تراكمت بدرجات رئيسية كبيرة مقارنة بأيام عدوان تموز 2006 "وشتان بين قدرات اليوم وأمس لدى محورنا. وستثبت الأيام ذلك في حال وقوع المواجهة الشاملة التي أول من يفتتحها بنيامين نتنياهو ولا يعرف خواتمها".
وإن كانت رسائل التهديد المفتوحة بين إسرائيل وأفرقاء المحور قبل وقوع الحرب الشاملة تتفعل الاتصالات الديبلوماسية بين واشنطن وطهران وقد تؤدي الى قيام الأخيرة بتوجيه "رسالة نارية" مدروسة تجاه إسرائيل على أن تتغلب لغة الصفقة على المواجهة الشاملة شرط أن تتبلور هذه المناخات الإيجابية بدءاً من غزة وانسحابها على الجنوب مع عدم استبعاد أن يكون هذا التطور على حساب تطيير نتنياهو من رئاسة الحكومة ولو أن لهذا المخرج دونه عقبات وتعقيدات عدة تبدأ من واشنطن ولا تنتهي في تل أبيب. ومن هنا تنشط "المفاعلات" الديبلوماسية بين أصحاب الربط والقرار من المصنفين من فئة "النوويين" الذين يعملون على نسج التسويات الكبرى تحسباً ومنعاً من غرق الإقليم في بحر من الدم.
إذا تمكنوا...