ارتباكات في حركة الطيران في لبنان والطلب يرفع أسعار تذاكر السفر أرقام الوافدين تتراجع ونزوح جماعي خشية تصاعد التوترات
الاحداث- كتبت سلوى بعلبكي في صحيفة النهار تقول:"منذ ارتفاع حرارة الميدان السياسي والعسكري بعد صاروخ #مجدل شمس والتهديدات والضربات الإسرائيلية التي تلته، وصولاً إلى اغتيال القيادي البارز في "#حزب الله" #فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة طهران، اشتعلت المخاوف والهواجس من توسيع دائرة الردود العسكرية والأمنية في بيروت والمنطقة، بما انعكس مخاوف على حركة #مطار بيروت.
هذا الواقع، تُرجم بتراجع عدد الرحلات الجوية من بيروت وإليها وتجميد شركات طيران عملها حتى تاريخ محدد، فتحول مشهد عرس المغتربين القادمين لقضاء الصيف في #لبنان إلى نزوح جماعي، مع ما رافقه من ارتباكات في الحجوزات، خصوصاً أن الكثير من المسافرين ارتأوا استباق موعد سفرهم أو شراء تذاكر جديدة وتغيير الوجهة حيث تتوافر الحجوزات.
هذا الوضع أدى إلى ارتفاع أسعار #بطاقات السفر من لبنان إلى مختلف #عواصم العالم، وهو أمر بديهي في رأي المعنيين لاعتبارات عدة، أولها أن حركة الطيران في العالم تُعدّ حالياً في حالة الذروة أسعاراً ونشاطاً، وثانياً لأن شركات عالمية أوقفت مرحلياً، أو أرجأت رحلاتها إلى بيروت تخوفاً من الأوضاع السائدة، ما قلص عدد الطائرات عن المعتاد بالرغم من الطلب الشديد، وثالثاً لجوء طيران الشرق الأوسط "الميدل ايست" إلى إعادة برمجة رحلاتها تماهياً مع قوانين وشروط تأمينية.
وفيما تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لائحة أسعار تذاكر سفر مضاعفة إلى تركيا وأوروبا وأميركا، لم ينف نقيب أصحاب مكاتب السفر جان عبود لـ"النهار" هذه المعلومات، معتبراً أن الأمر بديهي، إذ إنه كلما امتلأت مقاعد الطائرة ارتفع سعر البطاقات أكثر، علماً أن الأسعار التي يجري تداولها تتعلق بمقاعد الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال.
ليس جديداً القول إن الموسم السياحي "ضُرب" وأصيب بنكسة قد تظهر ارتداداتها بعد بضعة أشهر، إذ إن شهر آب يعتبر شهر الذروة السياحية في لبنان، وتالياً خسر الاقتصاد غالبية المغتربين الذين كانوا قد أعدوا العدة من حجوزات للقدوم إلى لبنان، وبدأت طلائع الوافدين تترجم بتراجع أعداد الركاب القادمين على رحلات بيروت، مقابل ارتفاع أرقام المغادرين بعد التهديدات، فباتت تفوق أرقام الوافدين بمعدل 2000 راكب يومياً.
وفي السياق، يؤكد عبود أن عدد الوافدين تراجع من 13 ألفاً يومياً في شهري حزيران وتموز إلى نحو 9 آلاف في اليومين الماضيين، أي بتراجع نحو 30%، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عدد الرحلات التي كانت تصل إلى نحو 90 طائرة يومياً فتراجعت إلى نحو 77، علماً أن بعض الشركات أوقفت رحلاتها الليلية.
أما أرقام مطار بيروت، فتشير الى أن عدد الوافدين بلغ في تاريخ 30 تموز 9668 راكبا،ً فيما بلغ عدد المغادرين 11167 راكباً، وفي 29 تموز بلغ عدد الوافدين 9526 راكباً، في مقابل 11297 مغادراً، فيما بلغ عدد الوافدين 11855 راكباً في 28 تموز، في مقابل 14933 مغادراً.
وفيما يستخدم مطار بيروت نحو 60 شركة عالمية منها شركات منخفضة التكاليف، أحصي إلغاء أكثر من 110 رحلات دولية منذ الأحد الماضي، وتأخر في وصول 210 رحلات أخرى في الفترة عينها. ولكن عبود أكد أن أياً من الشركات لم توقف رحلاتها إلى لبنان، بل عمد بعضها إلى تأجيلها أو تأخيرها وتغييرها.
فمجموعة "لوفتهانزا" مثلاً، من باب الحذر، علقت 5 مسارات جوية من بيروت وإليها تشغلها شركات الخطوط الجوية الدولية السويسرية و"يورو وينغز" و"لوفتهانزا" حتى الخامس من آب الجاري، ثم أعلنت عن تمديد تعليق الرحلات من بيروت وتل أبيب وطهران وإليها حتى 12 من الجاري. فيما أكد عبود أنه تم تحويل مسافري هذه الشركات إلى شركات طيران أخرى تعمل على خط بيروت في إطار INTERLINE AGREEMENT الذي يفرض على #شركات الطيران تحويل الركاب في ما بينها، وتسديد التكاليف من طريق الـ"آياتا".
أما "الميدل ايست" فحافظت على تسيير رحلاتها ذهاباً وإياباً، ولكن مع تعديل جداول الرحلات، ولا سيما التي تصل ليلاً أو فجراً.
وأعلنت شركتا "إير فرانس" و"ترانسافيا فرانس" تمديد تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 آب الجاري على الأقل "بسبب الوضع الأمني"، وفق بيان للشركة الأم "إير فرانس-كا إل إم"، السبت الماضي.
وكانت شركة "الخطوط الجوية الملكية الأردنية"، علقت رحلاتها يومين امتثالاً لقرار هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني تعليق جميع رحلات الشركات الوطنية إلى مطار بيروت، قبل أن تستأنفها منذ أيام، فيما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية، السبت، عن تشغيل آخر رحلاتها من بيروت الأحد الماضي، وذلك للمسافرين الراغبين في العودة إلى الكويت.
كذلك ألغت الخطوط الجوية التركية عدداً من رحلاتها في الأيام الماضية، ومثلها فعلت شركة طيران "صن إكسبرس" للرحلات المنخفضة التكاليف، ومقرّها تركيا، وشركة "إيه.جيت" التابعة لـ"الخطوط الجوية التركية"، وشركة طيران "إيجه" اليونانية، و"الخطوط الجوية الإثيوبية" رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت.
وفيما حضّت الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان، أعلن طيران الإمارات أنه لن يسمح بسفر العملاء المارين عبر دبي والمتجهين إلى بيروت في الأول والثاني من آب الجاري، أصدرت كندا، إشعارا للطائرات الكندية بتجنب المجال الجوي اللبناني لمدة شهر بسبب مخاطر النشاط العسكري التي تهدد الطيران.