هل تندلع الحرب بعد ساعات أو أيام أو اسبوع كحد اقصى؟
الجيشان الاميركي والاسرائيلي استنفرا الى اقصى حد والجيش الايراني ومقاومة حزب الله الى اقصى درجات التأهب
مفاجأة قد تحصل ليست لمصلحة التحالف الاميركي
الاحداث- كتبت صحيفة "الديار" تقول : على بعد ساعات او ايام على ابعد تقدير، وهو امر غير وارد، ستشتعل المنطقة من اسيا، اي من ايران الى الشرق الاوسط والاقليم الى فلسطين والى الجبهة الشمالية المحتلة من الصهيونية، ولا نعرف مدى حجم تدخل العراق والحوثيين في هذه الحرب، ومدى مشاكلهم الداخلية. اما بالنسبة للساحة السورية، فقد اصبحت خارج ساحات حرب على ما يبدو، وأدّى الرئيس الروسي بوتين دورا كبيرا في اخراج سوريا من محور الممانعة. ومن فترة بعيدة، قام بهذا الدور بوتين مع الرئيس الاسد، وظهر ذلك في قمة البحرين العربية حيث لم يخطب الرئيس السوري بشار الاسد. ثم لاحقا ارسلت السعودية بعد اسبوعين سفيرها الى دمشق، وايطاليا تبادر الى فتح سفارتها في العاصمة السورية، وتدعو 8 دول اوروبية لمراجعة ملف العلاقة مع سوريا. ومن الناحية العسكرية، هنالك نقاط للجيش الروسي الذي امره الرئيس الروسي بوتين بالانتشار في الجولان كيلا تُفتح جبهة الجولان عسكريا. وبالاشارة الى ان الوضع في سوريا مستقر، فان الالاف من قرى مناطق الهرمل وبعلبك من الطائفة الشيعية، وحتى غيرها، نزحوا باتجاه سوريا، وهي عائلات مدنية. اما الشبان والرجال، فقد بقوا في الهرمل وبعلبك والنبي شيت وبريتال وفي قراهم ذات الاغلبية الشيعية، بل تم الاقتصار على ارسال القسم المدني من العائلات الى سوريا وبقاء المقاتلين والرجال في هذه المنطقة، من الهرمل الى بعلبك الى ما قبل زحلة لبضعة كيلومترات.
الولايات المتحدة حشدت اكبر قوة بحرية، حيث وصل عدد السفن والمدمرات الحربية الاميركية الحديثة الى 22 سفينة ترافقها حاملتا طائرات، واحدة موجودة في بحر العرب والثانية موجودة قبالة شواطىء فلسطين. كما اعلن البنتاغون الاميركي، اي وزارة الدفاع الاميركية، انه ارسل اسرابا عديدة من الطائرات الحديثة من طراز اف 35 ومن طراز اف 15 التي قام الجيش الاميركي بتحديثها، حتى اصبحت متطورة جدا، وتستطيع السفر واجراء العمليات الحربية الى حدود 5 الاف كيلومتر، وطائرات اف 15 اصبحت فعاله بالقصف ورمي القنابل الثقيلة اكثر من اف 35، لكن اف35 تتفوق عليها بانها طائرة شبحية لا يكتشفها الرادار. كذلك يملك جيش العدو الاسرائيلي 200 طائرات من طراز اف 15 هي في وضع ممتاز، وترافق الطائرات التي تنفذ عمليات قصف وغير ذلك، وتكون مهمتها الاشتباك مع اي هدف يقترب من هذه الطائرات في الجو، كذلك حماية طائرات الخزانات من الوقود لان الطائرات التي تقصف على مدى بعيد تحتاج الى تعبئة وقودها عدة مرات من الفيول وبنزين الطائرات، وهو ما تؤمنه هذه الطائرات التي لدى «اسرائيل» 3 طائرات منها، لكن الولايات المتحدة وضعت بتصرفها 6 طائرات اخرى للتزود ببنزين الطائرات في الجو. وزير الخارجية الاميركي تواصل مع وزير الحرب الاسرائيلي غالنت، وابلغه كل التدابير، وان الولايات المتحدة ستدافع عن «اسرائيل» الى اقصى حد، لكن هل هذا يعني ان الطيران الحربي الاميركي سيقصف ايران او مواقع حزب الله في لبنان، لان طلب السفارة الاميركية المستعجلة خلال الساعات البارحة كان اكثر من هلع وخوف، فنشرت السفارة الاميركية رسالة الى من يحمل الجنسية الاميركية، بضرورة ايجاد اي تذكرة سفر الى اي بلد والخروج من لبنان خوفا من ردات فعل على وقوف الولايات المتحدة ضد حزب الله وقصف مراكزه او ضد ايران وقصف مراكزها. واعلنت السفارة الاميركية ان من ليس معه اموال ليسافر هي جاهزة لتسليمه الاموال، وما ان يصل الى البلد، سواء الى اليونان او ايطاليا او اوروبا او اي مكان، يمكنه الاتصال بالسفارة الاميركية، وهي ستؤمن له كل الاموال، مع انه تسلم اموالا كبيرة من السفارة الاميركية في بيروت. لكن السفارات الاميركية تلقت تعليمات باعطاء الاميركيين الاموال اللازمة، وهم يختارون البلد الذي يبقون فيه، لكن وزارة الخارجية الاميركية تريدهم ان يسافروا الى الولايات المتحدة.
طهران والاستعداد للحرب
اجتمع مجلس النواب الايراني في حضور الحرس الثوري وحضور فريق مخابرات، وكان البيان الصادر عنه انه يجب الحاق خسائر كبرى بـ «اسرائيل»، لا بل محاولة تدمير بنيتها التحتية، وانها مست بسيادة ايران، وان لعاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية، اي طهران، قيمة عليا بضمير ووجدان الشعب الايراني. كما ان اغتيال ضيف لديها وهو على فراش النوم جريمة حرب، كما وصفها رئيس مجلس النواب الايراني. وذكرت قناة العربية عرضا عن الصواريخ التي تملكها ايران، فذكرت ان ايران لديها 6 انواع من الصواريخ، لكن الصاروخ الافعل هو صاروخ الرضوان، وسرعته تصل 8 مرات سرعة الصوت، اي انه من الصواريخ الفرط صوتية، ولا يحتاج الى اكثر من دقائق قليلة حتى يصيب هدفه. واضافت ان ايران امتلكت هذا النوع من الصواريخ، حوالى 2500 صاروخ. ثم عددت قناة العربية 5 انواع من الصواريخ، لكنها ليست اسرع من الصواريخ ارض ارض تصل خلال 13 دقيقة الى هدفها في «اسرائيل»، ويمكن ان تتعامل القبة الحديدية بشكل يسقطها. كما ان الطيران الاسرائيلي الذي سيبقى مستنفرا في الاجواء بحدود 80 طائرة، اضافة الى حوالى 70 طائرة اميركية ستحاول اسقاط هذه الصواريخ وعدم وصول اي صاروخ الى اهدافه فهل ستنجح؟
المعارك تبدأ بخطط، لكن لا احد يعرف كيف تكون نتيجة الحرب.
حزب الله يتحضر للحرب
رفع حزب الله جهوزتيه القتالية الى اعلى مستوى. وبسبب ذلك، دعت القيادة العسكرية الاسرائيلية الى حرب استباقية يقوم فيها الطيران الحربي الاسرائيلي بضربة استباقية على مراكز حزب الله العسكرية والصاروخية بخاصة، لان الضربات الصاروخية من لبنان باتجاه نهاريا وحيفا وتل ابيب ستصيب اهدافها ولو اسقطت منها القبة الحديدية 70 او 80% من هذه الصواريخ، ذلك ان وصول 20% من الصواريخ سيؤدي الى نزوح كبير من حيفا ومن نهاريا، وبخاصة من تل ابيب. وهذه المدن الثلاث تأوي مليونين و200 الف اسرائيلي، كما ان الابراج الشاهقة في تل ابيب، وهي مراكز شركات كبرى مالية واقتصادية وشركات دولية وشركات الاسهم والبورصة، ستصاب بالصواريخ. ولا تكفي الملاجىء الموجودة في تل ابيب لاستيعاب المواطنين الاسرائيليين الذين يسكنون في تل ابيب وحيفا ونهاريا. وخط القصف من لبنان الذي كله تضاريس ووديان وجبال عالية، يجعل مقاومة حزب الله قادرة على القصف بعنف دون ان تكون مراكزها مكشوفة، بينما مدينة نهاريا ومدينة حيفا ومدينة تل ابيب هي على خط واحد على ساحل البحر الابيض المتوسط، والصواريخ تصيب اهدافها بسهولة لان القصف الساحلي حيث لا يوجد جبال ولا يوجد تضاريس صخرية وغير ذلك يؤدي الى اصابتها اصابة مؤلمة وموجعة. اما مقاومة لبنان، فلها عمق استراتيجي حيث هناك شاطىء البحر الابيض المتوسط مباشرة من 500 و600 متر يبدأ تكون الجبال، ومنها الى 3 الالاف متر. ولدى حزب الله عمق استراتيجي يمتد من حدود لبنان مع الكيان الصهيوني الى اقصى اعماق البقاع الشرقي الشمالي، اي الى منطقة الهرمل وبعلبك وفي عكار ومنطقة القموعة. والبعض يتحدث عن وجود صواريخ في جبال الارز، كما ان لمقاومة حزب الله عمقا استراتيجيا يمتد الى سوريا، ويمتد الى العراق، ويمتد الى ايران، وهو ليس محاصرا مثل الشعب الاسرائيلي في فلسطين حيث الجغرافيا واضحة جدا وكلها صخور.
الحرب متى ستبدأ؟
وفق صحيفة معاريف الاسرائيلية، فقد ذكرت ان فجر يوم الاثنين الحرب ستبدأ بين ايران و»اسرائيل»، لكنها لم تستطع تحديد ما اذا كانت ايران ستبدأ الحرب بالتنسيق مع حزب الله او ان حزب الله سيقود الحرب باستراتيجيته الخاصة الذي يعرفها في الجنوب وفي لبنان، كيلا تنهمر الصواريخ الايرانية وفي الوقت ذاته صواريخ حزب الله. والمعركة بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة هي الاقوى على الاطلاق، فحزب الله يملك 100 الف مقاتل، ويمكن ان يجند 50 الف مقاتل اضافي، وهم من الاحتياط. كما ان حزب الله اعلن انه يملك اكثر من 100 الف صاروخ ارض ارض، وهي صواريخ ذكية وصواريخ دقيقة الاصابة، لكن لا احد استطاع معرفة عدد الصورايخ التي يملكها حزب الله، انما على الاقل 100 الف صاروخ. واذا ضرب حزب الله صواريخه الدقيقة الاصابة، والتي تشكل اكثر من 60% من الصواريخ الباليستية، وقام بتصنيعها كي تصبح دقيقة في معامله في لبنان، فسيصيب قواعد عسكرية اسرائيلية، وبنى تحتية اسرائيلية، وسيضرب مواقع عسكرية، وسيضرب ايضا مدنا فيها مدنيون ومواطنون اسرائيليون. ذلك ان سماحة السيد حسن نصرالله قال في الحديث عن استشهاد القائد العسكري الكبير فؤاد شكر، ان 70 مدنيا اصيب في هذا الهجوم، ولم يتركز هذا الهجوم على شقة القائد العسكري الكبير فؤاد شكر. وهي اشارة الى ان مقاومة حزب الله لم تكتف بقصف قواعد عسكرية، بل ستقصف بصواريخ دقيقة الاصابة مستوطنات وبلدات يوجد فيها مدنيون، ردا على قصف الضاحية الجنوبية وقتل فؤاد شكر وجرح معه 72 مدنيا، اضافة الى قتل 8 مدنيين.
في المعلومات العسكرية ان «اسرائيل» لم تعد قادرة على الهجوم البري كما فعلت سنة 2006، وقامت بالوصول الى بلدة الخيام ومحاصرتها، وقد قام حزب الله بردعها عند هذه النقطة. لكن اليوم تقول المعلومات والتقديرات ان اي هجوم اسرائيلي على الاراضي اللبناينة، سيقابله هجوم من قوات الرضوان وقوات النخبة من حزب الله على الجليل، واحتلال مستوطنات. وهنا الطائرات الاسرائيلية لن يكون لها دور كبير، اذ تتعطل بين هجوم مقاتلي حزب الله في قلب مستوطنات يسكنها مستوطنون اسرائيليون. وهذا الامر لا يخيف حزب الله، بل قال سماحة السيد حسن نصرالله لا تستبعدوا ان تقوم قواتنا بالدخول الى الجليل. ويملك حزب الله هذه القدرة، انما بنسبة محدودة يمكنه السيطرة على مسافة 4 كيلومتر بعرض 7 كيلومتر، وبهذا يكون اول مرة يدخل جيش عربي او قوة عربية الى ارض فلسطين المحتلة منذ حرب 1973، وهكذا تتوالى قوة الردع الاسرائيلية مع قوات الردع لمقاومة حزب الله.
ماذا سيفعل الجيش الأميركي الجوي والبحري؟
مع مجيء القيادة العامة للجيوش الاميركية الى «اسرائيل»، ومنها الى الدوحة، فان الجيش الاميركي سيشترك مباشرة في القتال ضد ايران وضد حزب الله، وطبعا يكمل جيش العدو الاسرائيلي مجازره ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقد تحصل مفاجآت عديدة، فالسيد حسن نصرالله قال في السابق لقد اعددنا العدة لحاملات الطائرات والبوارج الاميركية التي ستهاجمنا والتي انتشرت يوم هاجمت ايران بالطائرات والمسيرات «اسرائيل» في وضع قتالي لتهاجم كل من يقوم بالاعتداء على فلسطين المحتلة. ومن هذه المفاجأت ربما اطلاق 100 صاروخ بدفعة واحدة على حاملة طائرات اميركية، ولدى حزب الله صورايخ ارض بحر، وعدد كبير منها قادر على تنفيذ هذه المهمة. وصحيح انه من الصعب تحديد جغرافيا نقطة وجود حاملة الطائرات في البحر لانه لا يمكن الاستناد الى خرائط، بل ان هنالك اجهزة تحدد بعد حاملة الطائرات عن الشاطىء والمسافة، واذّاك يمكن لحزب الله ان يوجه 50 صاروخا في الوقت ذاته دفعة واحدة ضد حاملة طائرات، واذا اصابها ستكون الولايات المتحدة امام خيارات خطرة وكبيرة او خيارات للتراجع لا يمكن ان تقبل الولايات المتحدة ان تنكسر امام حزب الله وامام محور ايران وحزب الله. ولذلك ستفعّل طائراتها الحربية التي لديها، وتصل الى 300 طائرة من قواعد جوية موجودة في العالم العربي وعلى ظهر حاملة الطائرات، لتقوم باعمال قصف عنيف جدا لتدمير مرابض الصواريخ التي تنطلق، وهذه المرابض غير معروفة، ولذلك نقول «الله يستر من الحرب الآتية».