من الصحف

الثنائي لن يعطي قوّة للمعارضة

الاحداث- كتبت روزانا بو منصف في صحيفة النهار تقول:"كان يمكن أن يكون الاجتماع بين "كتلة التنمية والتحرير" التي يرأسها #رئيس مجلس النواب نبيه بري أو كتلة "الوفاء للمقاومة" الموالية لـ"#حزب الله" ونواب المعارضة الذين يعرضون اقتراحهم الذي قدموه الى #اللجنة الخماسية مع الكتل النيابية في مجلس النواب في حال حصوله ورقة قوية للمعارضة من حيث إن التشاور ممكن ومحتمل بين الكتل النيابية كما تطرحها هذه القوى بدلاً من طاولة الحوار التي يصر عليها الثنائي الشيعي. 

لم يكن متوقعاً أن يقوم الثنائي بذلك ولن يستدرج إليه ولا سيما إن كان إحراجه مبنياً على حشره من المعارضة في سعيها الى محاولة استقطاب سفراء الخماسية مسبقاً الى الاقتراحات التي تعرضها أو الى إيجابية المعارضة في حد ذاتها من حيث تعبيرها عن رغبتها في السعي الى حلول لا التقوقع في رفض طاولة الحوار الذي له أسبابه في رأي المعارضة. 

الجواب يعتبر نواب المعارضة أنه أتى على لسان #الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لم ير نوابه الذين التقوا نواب المعارضة جديداً في الاقتراحين اللذين تقدم بهما النواب أمس. وهذا في حد ذاته يضع حداً للمبادرة علماً بأن المقاصد راهناً كما بات معروفاً، ليست بعد في اتجاه مرونة المواقف بما يفسح فك أسر الرئاسة الأولى ولا تزال القوى السياسية تستهدف تسجيل النقاط بعضها في مرمى بعض في الوقت الضائع. 

وهذا يعرفه الجميع ويتصرفون على أساسه مع تسجيل مبادرات تتوالى كما لو أنه بمثابة بسباق البدل حين تنهي مبادرة ما حركتها فيتسلم فريق آخر شعلة المحاولة تحت ذرائع عدة من بينها: لئلا يترك أو يهمل موضوع الاستحقاق الرئاسي أو من أجل تظهير نشاط محلي يواكب أو يحلّ مكان الخارج أو ربما أيضاً إعطاء اللجنة الخماسية مادة للاستمرار من خلال محاولة النفاذ من نقطة ما من أجل التوفيق بين المواقف، إذ فهم بعض النواب أو فسّر ما نقل عن بري دعوته قبل يومين إدارة الرئيس جو بايدن للاستفادة من المومنتم الإيراني الذي أوصل المرشح "الإصلاحي" مسعود بزشكيان الى الرئاسة الايرانية والبناء عليه إيجاباً للعلاقات بين الجانبين على أنها قد تكون ترتبط بالرغبة لدى بري في ظل مأزق داخلي يتعمّق ويتحمّل هو مسؤولية كبيرة فيه، في أن يؤدي أي تلقف أميركي للانتخابات الإيرانية الى اتفاق قد يشمل حلحلة في أفق الوضع في لبنان. ما يعني بالنسبة الى هؤلاء النواب ببساطة أن لا تجاوب محتملاً مع أي مبادرة أو تحرك ما لم تتحقق بعض الشروط التي تنتظر تفاهماً أميركياً إيرانياً يشمل لبنان أو يترك تداعياته عليه. 

وفي رأي هؤلاء إن بري يدرك أن الإدارة الأميركية باتت راهناً في مكان آخر ولا سيما بعد التحديات التي بدأت تواجه الحزب الديموقراطي وإمكان نجاح الضغوط من أجل سحب بايدن ترشّحه كما يدرك صعوبة أن تتمكن الإدارة في المناخ السياسي الحالي من إعطاء أي مؤشرات لانخراط أكبر مع إيران في هذا التوقيت لاحتمال انعكاس تردداتها سلباً في هذه المرحلة في ظل المزايدات من الجمهوريين علماً بأن الكثر يدفعون في اتجاه مؤشرات أو إشارات تشجيعية لإيران مع انتخاب بزشكيان تستبق احتمال انتخاب دونالد ترامب. 

وهذا يمكن أن يأتي بداية من الجانب الأوروبي خاصةً، باعتبار أن دولاً أوروبية عدة هي شريكة في الاتفاق النووي مع إيران علماً بأن خطوات سينتظرها كثر لمعرفة هوية الوزراء أو طبيعة الحكومة التي سيأتي بها الرئيس الإيراني الجديد والرسائل التي يوجّهها عبر أسماء من ستضمّهم حكومته حيث يُضغط من أجل أن تكون "حكومة ثورية".

في حمأة انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات، لم تتوقع الخارجية الأميركية أي تغيير في سلوك إيران بعد انتخاب بزشكيان رئيساً معتبرة أن هذا التطور لا يعزز احتمالات استئناف الحوار وأن واشنطن لا تتوقع أن يقود هذا الانتخاب الى تغيير في توجهات إيران وسياساتها. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في ظل الرئيس الجديد.

ولعل ذلك سيسري حتى تبيان مدى قدرة الهامش الذي يتمتع به الرئيس الإيراني فيما يضغط البعض من أجل إعطائه مؤشراً إيجابياً يعطيه دفعاً في الداخل الإيراني كذلك.