نتنياهو بصم على اتفاق وقف النار.. ويثأر من صمود بيروت
بايدن يحدّد ساعة الصفر ويكشف عن نشر جنود أميركيين في الجنوب.. ومجلس الوزراء يصادق اليوم ويقرر إرسال جنوباً
الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء": أصرَّت دولة الاحتلال، قبل ساعات من موافقة الكابينت على وقف اطلاق النار مع لبنان على لسان رئيسه بنيامين نتنياهو على الانتقام من بيروت، عاصمة الوحدة الوطنية، والصمود الوطني، والكرامة الوطنية، التي تجلت باحتضان وايواء النازحين ولم تتمكن دوائر الفتنة من التحريض او جرّ اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم الى التنابذ والخلافات والنزاعات، فبقيت بيروت، هي بيروت، عاصمة الحق وعاصمة الوطنية، كما عرفت بمحطات تاريخية من الـ1967 الى 1968 وما بعدها، وصولاً الى مواجهة الغزو عام 1982 الى 2006 وصولاً الى اليوم.
وهذا ما أكد عليه الرئيس نجيب ميقاتي، عندما اعتبر ان استهداف بيروت يثبت حقد العدو الاسرائيلي عليها كحاضنة للبنانيين.
إعلان بايدن
وبعيد العاشرة من ليل امس، اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ان لبنان واسرائيل يقبلان بوقف اطلاق النار، مشيراً الى ان 70 الف اسرائيلي نزحوا بعدما فرض عليهم حزب لله الحرب، واصفاً النزاع بأنه الاكثر دموية بين حزب لله واسرائيل.
واكد ان السلام الدائم لا يمكن ان يتحقق في ساحة القتال، لذلك وجهت فريقي لانهاء النزاع.. مشيراً الى ان وقف النار سيدخل حيز التنفيذ عند العاشرة صباحاً (بالتوقيت المحلي).. مؤكداً ان الاتفاق سينفذ بشكل كامل، وانه سيكون هناك قوات اميركية في الجنوب.. واذا خرق حزب لله الاتفاق، فإن اسرائيل تملك حق الدفاع عن النفس.
واكد ان الاتفاق يدعم سيادة لبنان، ويشكل بداية جديدة لهذا البلد، ويعود الشعب اللبناني الى مستقبل ينعم فيه بالسلام.
وتلقى الرئيس ميقاتي اتصالا من الرئيس الاميركي جو بايدن تشاورا في خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف اطلاق النار.
وقد شكر الرئيس ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الاميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق النار.
وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا.
وقال: إن هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم. كما انه يساعد على ارساء الاستقرار الإقليمي.
إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد.
كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا .
وفي الوقائع، ليل بيروت امس، لم يكن كسائر الليالي الماضية، سيارات اسعاف وصليب احمر وهيئات صحية، لا احد في الشوارع، المحلات، المطاعم كلها مقفلة، والخوف سيّد الموقف، والاسئلة الغامضة حول اليوم التالي، ونوايا العدو، الذي لا يقف عند كلمة ولا عند حدّ او ما شاكل..
وجاءت الضربات بعد ان صدق وزير الدفاع كاتس ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.
وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال وبرئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، جلسة عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم في السراي الكبير، لبحث التطورات الراهنة والاوضاع المستجدة، والموافقة على اتفاق وقف النار ويقاطع وزير الدفاع موريس سليم الجلسة، وكذلك وزراء التيار الوطني الحر، التي ستبحث في نشر الجيش اللبناني في الجنوب، في اطار تطبيق القرار 1701.
وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما أعلن بشأن اتفاق إطلاق النار يعد هدنة وليس نهاية للحرب، وذلك بأنتظار التسوية النهائية، ويمكن اعتبار أن هذه الهدنة لشهرين بمثابة شهرين تجريبيين.
وقالت إن اتفاق وقف إطلاق النار يحضر في اجتماع مجلس الوزراء اليوم على أن يخرج الموقف الرسمي بشأنه من الحكومة علما انه يتضمن نقاطا سبق وأن أكد الجانب اللبناني أنها لم ترد لاسيما نقطة حرية تحرك إسرائيل ضد ما يهدد أمنها، وأشارت إلى أن هناك عملا مطلوبا من الحكومة والمجلس النيابي من أجل مراقبة هذا الاتفاق وعدم خرقه. ومن هنا فإن اجتماعات تنطلق للمرحلة المقبلة وفق قواعد تم إرساؤها في الاتفاق والتي تتصل بالمصلحة اللبنانية.
ودعت إلى انتظار ما قد يخرج من مواقف بعد وقف إطلاق النار والتي تؤسس لهذه المرحلة الجديدة.
ودعا نائب رئيس المجلس السياسي لحزب لله محمود قماطي الى التدقيق بما ورد على لسان نتنياهو، مؤكداً اننا ملتزمون بما تم الاتفاق عليه ولن نسمح للعدو بتمرير الأفخاخ في الاتفاق، ونشكك بالتزام نتنياهو الذي عودنا على الخداع ولن نسمح له بتمرير هذه الافخاخ.
وأضاف: يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة غدا (اليوم). وقال قماطي في حديث لـ«الجزيرة»: إنّ بعض البنود التي وردت في الإعلام الإسرائيلي غير صحيحة وتمس السيادة اللبنانية. واستمرارنا في المقاومة بالميدان أحب إلينا من الموافقة على اتفاق ينتقص من السيادة اللبنانية. ونحن خضنا المفاوضات من موقف قوة بعد استعصاء لبنان على جيش الاحتلال.
واكد قماطي: ان ليس للعدو أي خيار سوى الانسحاب الكامل من أراضينا ولن نخون دماء الشهداء.
وفيما ترتب على الغارات على النويري وبربور ومار الياس والحمراء والبسطة الفوقا والجناح، عدا احياء الضاحية الجنوبية.. ذعر وخوف وسقوط شهداء وجرحى، تقفل دوائر المالية اليوم، وكذلك المدارس والجامعات بما في ذلك التعليم عن بعد.
قبل ساعات قليلة على اعلان رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة الى اتفاق وقف اطلاق النار المؤقت في لبنان لمدة 60 يوماً، واعلان لبنان واميركا وفرنسا بعده الاتفاق الي سيبدأ تنفيذه الساعة العاشرة من صباح اليوم، قرر العدو الاسرائيلي شن عدوان جوي تدميري غير مسبوق على معظم الاراضي اللبنانية من بيروت التي تعرضت لنحو 7 غارات، الى الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب من صيداحتى ما بعد صور واقضيته الاخرى وصولا الى عكار مرورا بالبقاع، ما اسفر عن مجازر كبيرة في كل هذه المناطق. واستمرت غارات ما قبل الاتفاق نحو اربع ساعات وسبقها غارات اخرى نهارا على مناطق عديدة.وادت احدى الغارات على منطقة بربور في بيروت الى استشهاد محمود شري وإصابة عماد شري شقيقيّ النائب أمين شري في قصف شقة سكنية لعائلة النائب شري الذي نجا من الغارة.
وافادت القناة 14 الإسرائيلية: ان واشنطن طالبت بوقف إطلاق النار بحلول الصباح وتل أبيب طلبت تمديد الوقت حتى مساء اليوم لمهاجمة أهداف أخرى في لبنان.
واذا كان الاتفاق المؤقت مقدمة لبحث لاحق في تفاصيل تطبيق القرار 1701 بتوسيع نشر الجيش اللبناني في الجنوب ليكون مسؤلاوحده عن امن الجنوب وترتيب وضع الحدود البرية، فإن الاتفاق اعطي كيان العدو حرية العمل العسكري حيال اي عمل يرى انه يهدد امنه ومستعمراته، كما تضمن حسب المعلومات اعطاء لبنان ايضاً حق الدفاع عن النفس، مع فارق ان الجهة التي ستتولى حق الدفاع عن النفس غير معلومة، هل هي الجيش بوضعه الحالي المحتاج الى سلاح ردع لجيش العدو والذي بات يستهدفه العدوكل يوم، ام المقاومة من تحت الارض؟
يعترف الجانبان بأهمية تطبيق قرار 1701، الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الدول.
أن هذه الالتزامات لا تلغي حق العدو ولبنان في ممارسة حقهما الطبيعي بالدفاع عن النفس إذا تعرض أي منهما لهجوم.
القوات الأمنية الرسمية والجيش اللبناني سيكونان الجهتين الوحيدتين المسموح لهما بحمل السلاح أو تشغيل قوات في جنوب لبنان.
ستخضع عمليات بيع أو إنتاج أو توريد الأسلحة للبنان لإشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية فقط.
سيتم تفكيك جميع البُنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات..
سيتم تشكيل لجنة خاصة تضم ممثلين مقبولين من الجانبين، بالإضافة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، للإشراف والمساعدة على تنفيذ الاتفاق. وستقدم "إسرائيل” ولبنان تقارير دورية عن أي انتهاكات محتملة. إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
ستنشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار المتفق عليها.
ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا.
ستدعم الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى تحديد حدود برية معترف بها دولياً.
واشارت بعض المعلومات الى انه بعد رفض لبنان اشراك بريطانيا والمانيا باللجنة الدولية لمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار، ستضم اللجنة فقط من اميركا وفرنسا الى جانب اليونيفيل ولبنان واسرائيل، وعلم انها ستكون برئاسة جنرال اميركي.
ميقاتي
واكد الرئيس نجيب ميقاتي» أن العدوان الاسرائيلي الهستيري مساء امس على بيروت ومختلف المناطق اللبنانية والذي يستهدف بشكل خاص المدنيين يؤكد مجددا ان العدو الاسرائيلي لا يقيم وزنا لاي قانون او اعتبار.
وقال: كما ان استهداف بيروت بشكل خاص يثبت حقد العدو عليها بما تمثله من حاضنة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، ولكونها ايضا تتحضن العدد الاكبر من النازحين عن مناطق العدوان.
واضاف: إن المجتمع الدولي مطالب بالعمل سريعا على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار.وتبقى في الختام تحية خاصة الى أهل بيروت التي تحملت الكثير هذا النهار، كما تحمّلت على الدوام الحمل الاكبر عن كل لبنان.
بنود الاتفاق
وحسبما تسرب لدى الاعلام العبري والاجنبي، ينص الاتفاق في ابرزبنوده على:
تعهد حزب لله في لبنان بعدم القيام بأي عمل هجومي ضد العدو الإسرائيلي.
في المقابل، التزام العدو الإسرائيلي بعدم شن أي عمليات عسكرية هجومية على الأراضي اللبنانية، سواء براً أو جواً أو بحراً.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، عقب الإعلان عن الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، «بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر الكامل، مشيداً بما أسماه فصل الساحات وعزل حركة حماس في غزة».
وقال نتنياهو في كلمة له بعد اجتماع الكابينيت: لن ننهي الحرب قبل أن نحقق النصر. أعدنا حزب لله عقودا إلى الوراء وسنستهدفه مجدداً في حال انتهاكه الاتفاق.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ان الهجوم على «حزب لله» اللبناني فاجأ العالم. وتعهد نتنياهو بإعادة مئات الآلاف من الإسرائليين إلى منازلهم في الشمال، بعد ان غادروها جراء صواريخ حزب لله.
وتابع: سنطبق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وسنعيد بناء الشمال الإسرائيلي ونستمر حتى النصر.
وأكد نتنياهو أن حكومته ملتزمة بإعادة الأسرى المتبقين من غزة. وقال: بعد وقف النار في لبنان ستصبح حركة حماس لوحدها». وتعهد نتنياهو بمواصلة استكمال ضرب قدرات حركة حماس العسكرية، موضحاً أن اسرائيل ستتفرغ ايضا لمنع ايران من انتاج السلاح النووي.
وعزا نتنياهو القبول بالاتفاق الى ثلاثة اسباب: التركيز على ايران في المرحلة المقبلة، اعادة تأهيل الجيش الاسرائيلي والتسلح وفصل لبنان عن جبهة غزة.
وتوعد حزب لله بالرد اذا قام حزب لله بإعادة البنى عند الحدود فسنضرب، واذا اعاد الانفاق فسنهاجم ونعيد الحرب، وسنرد على كل خرق بقوة.
واشار الى الالتزام باعادة جميع الاسرى.
لكن وزير الامن القومي الاسرائيلي (المتطرّف) بن غفير: الاتفاق خطأ تاريخي، وهو لن يعيد سكان الشمال الى منازلهم بأمان.
والتقى نتنياهو رؤساء البلديات في مستوطنات الشمال، واكد لهم ان احداً لن يعود الى منزله حالياً، حتى نرى التزام الطرف الآخر بالاتفاق.
الوضع الميداني
ميدانياً، لجأ العدو الاسرائيلي في الساعات الاخيرة من تنفيذ غارات قاسية، وبالغة الايذاء في الضاحية الجنوبية، وبيروت، باستهداف اكثر من عشرين مبنى، ولم تكن مدن وقرى الجنوب والبقاع..
في هذا الوقت، قصف حزب لله بالصواريخ على المستوطنات وحيفا وصفد ونهايرا وعكا، كما دارت معارك عنيفة بين وحدات حزب لله والجيش الاسرائيلي في مثلث مرجعيون دير ميماس الخيام.
لكن التهديدات الاسرائيلية لم تتوقف، فهدّد الجيش الاسرائيلي في مدينة صور.
على الارض، ومن دون انذار مسبق، استهدف الطيران الاسرائيلي مبنى في المزرعة في قلب العاصمة بيروت متسببا بانهياره بالكامل في غارة عنيفة وبسقوط 3 قتلى على الاقل وعدد من الجرحى وافيد ان المبنى يؤوي نازحين ويضم مطبخا لإعداد الطعام لهم، وعلم ان من بين الشهداء شهيدان من عائلة شري.
وقال حزب لله «اننا قصفنا مستوطنة كريات شمونة برشقة من الصواريخ النوعية...كما إستهدفنا من داخل مدينة الخيام دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه بالقرب من مركز البلدية ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف مستوطنتي افيفيم والمنارة. وقال: شنينا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على موقع حبوشيت على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل وأصابت أهدافها بدقّة. واعلن ايضا «اننا شنينا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة معاليه غولاني وأصابت أهدافها بدقّة». وقال: إستهدفنا معسكر تدريب لقوات المشاة في شفي تسيون جنوبي مدينة نهاريا للمرة الأولى بصلية من الصواريخ النوعية.