المبادرات الرئاسية تهاوت والكلمة الأولى والأخيرة للجنوب!
الاحداث - كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"لم تكن حظوظ مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني" في شأن انتخاب رئيس للجمهورية أفضل حالاً من تلك التي سبقتها، ولن تكون حيال أي مبادرات مستقبلية يمكن أن تشهدها البلاد، كما هي الحال مع تحرك كتلة "#اللقاء الديموقراطي"، وقبله الجولة التشاورية لرئيس "#التيار الوطني الحر" النائب #جبران باسيل. لم يعد السبب خافياً على أحد، وإن تأخر البعض في الاعتراف به، أو بقي في حالة إنكار لحقيقة الواقع الميؤوس منه رئاسياً، وذلك في انتظار أن تتبين ملامح التسوية للوضع المشتعل جنوباً.
قبل أيام قليلة، كشف عضو الكتلة النائب سجيع عطيه أن المبادرة قد توقفت أو جُمدت، عازياً ذلك إلى أن كل المبادرات متوقفة بسبب ارتباطها بالوضع في غزة.
ومع إعلان كهذا، تكون كل المبادرات الهادفة إلى تحريك الجمود على خط الملف الرئاسي قد اصطدمت، تماماً كما هو متوقع لها، بالحائط المسدود الذي يعكس عملياً أن لا قرار داخلياً بعد لدى "حزب الله" والمحور الذي يدور في فلكه لفتح هذا الملف. وهذا يعني استطراداً نهاية كل الوساطات المتصلة بالاستحقاق.
هل تؤدي هذه الخلاصة إلى اقتناع الوسط السياسي بأن اللعب في الوقت الضائع لا يجدي، فتتوقف الاندفاعات نحو مبادرات تسعى إلى ملء الفراغ، مع علم مسبق أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة؟
كل المعطيات السياسية والعسكرية تفيد اليوم بأن لا صوت يعلو على صوت المواجهات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وقد جاءت الزيارة الخاطفة للموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين لتؤكد هذه الحقيقة، كما فعل تصريحاه من عين التينة أولاً ومن السرايا الحكومية ثانياً. فالوسيط الأميركي الممسك بملف التفاوض حول تنفيذ قرار مجلس الامن ١٧٠١ وتثبيت الحدود البرية، بعد نجاحه في ملف الترسيم البحري، حمل رسالة واضحة جداً حول مستوى الخطر الذي يواجهه لبنان جراء التطورات على الجبهة الجنوبية. لم يقارب الوضع الداخلي أو الاستحقاق الرئاسي من قريب ولا من بعيد، إلا من زاوية الانعكاسات السلبية الخطرة على المواطنين الآمنين وعلى الاقتصاد، حاصراً مهمته واهتمامه بالوضع الجنوبي المقلق والبالغ الخطورة، وفق تعبيره. وتكتسب زيارة هوكشتاين أهمية استثنائية هذه المرة في التوقيت والمضمون. فهي لم تحمل مقترح صيغة نهائية للتسوية المرتقبة، كما كان متوقعاً، بعدما رُبطت أي زيارة له بالحل. بل هي قادته مباشرة من تل أبيب حاملاً هذه المرة نبرة عالية حيال التهديدات الإسرائيلية الجدية، وداعياً السلطات اللبنانية والقوى السياسية إلى أخذها على محمل الجد، من دون أن يقفل الباب على إمكان الحل الديبلوماسي الكفيل بتلافي المزيد من التصعيد، وهو فحوى الرسالة التي حمله إياها الرئيس الأميركي جو بايدن، المستمر في عمله على الاقتراح - الصفقة الذي قدمه قبل فترة، وكشف هوكشتاين انه قطع شوطاً كبيراً بموافقة جميع القوى المعنية في انتظار حركة "حماس" لتقول كلمتها. مع العلم أن الوضع اللبناني سيكون رهن هذا الرد، بما يعيد هذا الوضع إلى مربعه الاول، وربما إلى أخطر من ذلك، إذ بعدما كان الربط بين أي حل أو تسوية في لبنان بملف غزة، باتت الأولوية للوضع على الحدود، بعدما تجاوزت الحرب الكثير من الخطوط الحمر، ونقلت المعركة من إسناد غزة عبر إشغال الجيش الإسرائيلي إلى حرب مكتملة المواصفات بين إسرائيل و"حزب الله"!