ما التحديات التي يواجهها «حزب الله» بعد 8 أشهر من القتال؟
أبرزها الاغتيالات وعدم تكافؤ القوة النارية وخطر توسعة الحرب
الاحداث- كتبت بولا أسطيح في صحيفة الشرق الاوسط تقول:"تتفاقم التحديات التي يواجهها «حزب الله» بعد 8 أشهر من القتال على طول الجبهة الجنوبية إسناداً لغزة.
ومن المرجح أن «الحزب»، الذي قرر وحيداً فتح جبهة جنوب لبنان، كان يعتقد أن حرب إسناد غزة قد تستمر أياماً أو أسابيع، لكن تبين له أنه إسناد مفتوح تحول مع مرور الوقت إلى عملية استنزاف له لا أحد يعلم كم ستستمر، وما إذا كانت ستتحول إلى حرب موسعة ومدمرة تشمل كل مناطق نفوذه في لبنان.
ولعل أبرز التحديات التي يواجهها «الحزب»، وفق خبراء، هو الحد من عمليات الاغتيال المتواصلة لقيادييه وعناصره، وكذلك الاستمرار في القتال من دون أن ينجر إلى حرب موسعة تريدها إسرائيل.
ويعدّ الناشط السياسي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين أن «التحدي الأبرز الذي يواجهه (حزب الله) في ما سماها (حرب المشاغلة والإسناد)، هو أن تتدحرج المواجهة إلى حرب شاملة لا يريدها، باعتبار أن مثل هذه الحرب ستؤدي إلى تغيير كبير لا يمكن تقديره أو توقع تداعياته»، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الانكشاف الأمني تحدٍّ أساسي آخر يواجهه، خصوصاً أن وقائع المواجهة الجارية كشفت عن قدرة إسرائيلية غير مسبوقة على قتل عدد كبير من كوادر الحزب الأمنية والعسكرية والتقنية، بشكل يظهر حجماً من الانكشاف الأمني له لم يكن متوقعاً».
ويضيف الأمين أن «التحدي الثالث، وهو سياسي ومعنوي، يتمثل في إعادة ترميم الثقة التي تصدعت في نفوس مؤيديه، لا سيما الذين اطمأنوا إلى أنه قادر على لجم أي عدوان إسرائيلي على القرى والبلدات الحدودية التي تعرضت لتدمير هائل خلال الأشهر الماضية، وهو ما جعل كثيرين يعيدون النظر والتفكير ملياً بعد الحرب في ما إذا كانوا سيعمدون إلى القيام باستثمارات جديدة في البناء أو المشاريع الاستثمارية، فضلاً عن الاستقرار مجدداً في الجنوب باندفاع كما كانت الحال بعد عام 2000 وحرب عام 2006.
أما الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، العميد المتقاعد خليل الحلو، فيعتقد أن «الصعوبة الأبرز التي يواجهها (الحزب) في هذه الحرب هي عمليات الاغتيال التي لا تتوقف، والاستهداف المتواصل لمواقعه ومراكزه في الجنوب، مما يحول المواجهة إلى حالة استنزاف متواصلة من دون توقف، وإن كان قد أسقط 4 مسيّرات».
ويشير الحلو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «تحد آخر؛ ألا هو عدم تكافؤ القوة النارية، باعتبار أن القوة النارية الإسرائيلية أكبر بكثير، وتحديداً لجهة نوعية القذائف التي تطلق وَزِنتها، والقنابل التي تلقيها الطائرات، إضافة إلى أن (الحزب) لا يمتلك مدفعية توازي مدفعية الإسرائيليين، الذين يمتلكون أيضاً مسيّرات دقيقة في مقابل امتلاك الحزب مسيّرات انتحارية، يمكن اعتبارها نقطة قوة، لكن من دون أن يتضح ما إذا كانت تنجح في ضرب أهدافها أم لا».
أما رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، فيرى أن «التحدي الكبير الذي يواجهه (حزب الله) هو التهديد الإسرائيلي باجتياح لبنان وتوسيع الجبهات. فالمؤكد أن (الحزب) لن يكون البادئ بهذه الحرب، لكن الجانب الإسرائيلي لا يزال يفضل هذا السيناريو، وهو إن حصل فسيؤدي إلى دمار كبير وضحايا كثيرين، وسيتم تحميل (حزب الله) مسؤولية هذه الخسائر داخلياً».
ويشير جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «حرب الاستنزاف» بوصفها التحدي الأبرز، قائلاً: «صحيح أن الجانب الإسرائيلي يُستنزف وهو مأزوم أكثر من الجانب اللبناني، لكن الاستنزاف يطال (الحزب) أيضاً، وعلى المستويات كافة»، مضيفاً أنه «رغم كل التحديات، فإن (الحزب) لا يستطيع على الإطلاق أن يوقف الحرب اليوم؛ لأنه سيظهر بموقع المهزوم، ولذلك، فإن الحرب ستستمر وتتوسع في الأشهر المقبلة، لكنها ستبقى تحت سقف معين؛ لأن الحرب الموسعة ستؤدي إلى تورط إيران وأميركا، وهما لا تريدانها».