من الصحف

وحشية الإجرام الإسرائيلي تضرب النصيرات.. وتعنّت بعض القوى يزيد من أزمات لبنان

الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الالكترونية تقول:"قطاع غزة الذي لم يغب يوماً منذ 7 أكتوبر عن واجهة الأحداث في العالم بظل الحدث الأول على مدار الساعات والدقائق، هزته مجدداً أمس مجزرة إسرائيلية غاية في البشاعة، واهتزّت معه الضمائر الحرة، حيال أكثر من مئتي شهيد فلسطيني قضوا عندما صبت آلة الحرب الاسرائيلية حممها على المدنيين في النصيرات وسط القطاع، لتتمكن قوات الاحتلال من استرجاع أربعة أسرى إسرائيليين.

أما المفارقة فكانت باشتراك قوات أميركية في العملية، وفق ما تم نشره، في وقتٍ كان الرئيس الأميركي جو بايدن في النورماندي محتفلاً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بذكرى الإنزال في الحرب العالمية الثانية ويبحث معه في اقتراحه وقف الحرب وتبادل الأسرى.

وفيما كل هذه الأهوال التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين وجنوب لبنان، فإن بعض القوى اللبنانية لا تزال تصمّ تفكيرها عن البحث الجدّي لإيجاد حلحلة في الملف الرئاسي ويؤدي تعنتها الى زيادة أزمات لبنان. غير أن هذه المواقف لم تمنع كتلة اللقاء الديمقراطي من متابعة اتصالاتها مع الكتل النيابية من أجل تحريك هذا الملف. وهو ما أكد عليه رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط أمس، مشددا على أن المسؤولية الوطنية تقتضي عدم التخلّي عن التواصل والتشاور، لتضافر الجهود وملاقاة أصدقاء لبنان، بما يؤدي إلى تعزيز دور الدولة وانتظام عمل المؤسسات والوصول إلى التسوية المطلوبة، لإتمام استحقاق الانتخابات الرئاسية. 

في غضون ذلك لم يتطرق بيان قمة النورماندي بين ماكرون وبايدن الى الملف اللبناني رئاسيا، بل تضمن إشارة بأن فرنسا والولايات المتحدة ستضاعفان جهودهما لتجنب انفجار الوضع في الشرق الأوسط لاسيما في لبنان. 
 
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن بيان قمة النورماندي كان واضحاً لجهة خفض التوتر جنوباً من قبل الأطراف، لكنه لم يأت على ذكر رئاسة الجمهورية في العلن رغم ايفاد الرئيس الفرنسي قبل ايام لمستشاره جان ايف لودريان إلى الفاتيكان للتباحث مع وزير خارجيتها الكاردينال بار ليني والمونسنيور بول ريتشارد غالاغير امين سر الفاتيكان بشأن لبنان، واصفاً الزيارة بغير العادية لبحث موضوع الرئاسة.

وفي سياق الحركة الداخلية، علق موسى على اللقاءين اللذين يعقدهما غداً الاثنين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع الرئيس نبيه بري في عين التينة، والبطريرك مار بشارة الراعي في بكركي، فاعتبر موسى أن التحركات الداخلية أمر جيد، وأي حركة لإنهاء الشغور الرئاسي يجب ملاقاتها، آملاً أن تُوصل هذه الحوارات والمبادرات الى مناخ يساعد على حل الأزمة الرئاسية.

لكن الحوارات الثنائية، برأي موسى، قد لا تكون كافية، لذلك يبقى الحوار الجماعي أفعل وأقوى، وخاصة بعد طرح الرئيس نبيه بري لحوارات متتالية تؤدي في نهاية المطاف الى انتخاب الرئيس.

وبموازاة ذلك يستمر التحريض غير المبرر في ملف النزوح السوري، في وقت بدأ وكأن توصيات مجلس النواب في هذا الملف، قد تبخرت، الأمر الذي عاد وطالب به النائب جنبلاط، الذي استغرب هذه الحملات التي تستهدف النازحين السوريين، وخاصة تلك التي ترفض تعليم الاطفال. 

وفي السياق نفسه استغرب الحزب التقدمي الإشتراكي أن يتم دفع هؤلاء الأطفال إلى الجهل والتطرف، وسأل: "أين بات التنسيق المطلوب والضروري مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟ وأين هو إحصاء الولادات السورية في لبنان؟ وأين بات التنسيق مع الحكومة السورية من أجل دفع موضوع العودة قدماً والإسراع فيها؟ وأين باتت فكرة إقامة مخيمات آمنة داخل سوريا؟".

كل هذه الملفات الضاغطة والتحديات الأساسية، مقرونةً بمخاطر جنون الإجرام الاسرائيلي كافية جداً لدفع كل القوى السياسية المعنية إلى انتهاج مسار مختلف في التعامل مع الأزمات والاقلاع عن لغة التحدي، والذهاب إلى الحوار الموضوعي، فهل من يفعل؟