الشكليّات تحاصر التقريب بين الكتل ... والتقدّمي يحفر في الصخر
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"تكثر مبادرات الكتل النيابية وتتداخل في ما بينها من "#الاعتدال الوطني" الى "#اللقاء الديموقراطي" وانتظار حراك رئاسي يحضره رئيس "#التيار الوطني الحر" جبران باسيل في الأيام المقبلة لفتح ثغرة إيجابية في الجدران المرفوعة بين الأفرقاء على أمل التوصّل الى قواسم تؤدّي الى انتخاب رئيس الجمهورية. ويملك الحزب التقدمي الاشتراكي جملة من العوامل التي تساعده في الحديث والتلاقي مع كل الجهات النيابية على مستوى الكتل والنواب المستقلين لتتوصّل الى إنتاج "خلطة" مؤاتية تكون محل قبول الجميع قدر الإمكان وحثّهم على التشاور وإتمام الانتخابات. ولا يقلل أحد من تعقيدات الشكليات حيال شكل التشاور المنتظر مع اتساع حجم الخلافات بين كتلتي "التنمية والتحرير" و"القوات اللبنانية" في مشهدية لم تصل مرة الى هذه الدرجة من السخونة بين الطرفين.
يعرف نواب التقدمي سلفاً أن محاولتهم تسير وسط طريق غير معبّدة وسط انعدام مناخات الثقة بين الأفرقاء الذين يقولون إنهم يتوقفون عند جملة من الأعراف وعدم القفز فوق قواعد الدستور لأن الخلاف الحقيقي يبقى على المضمون حيث يتمسّك "الثنائي" بمرشحه سليمان فرنجية فيما لن يوفّر معارضوه وسيلة لاستبعاده من بورصة المرشحين. ولذلك سارع مناوئوه الى الترحيب بخيار "المرشح الثالث" الذي يسوّق له الموفد الفرنسي جان إيف لودريان حيث يلقى قبولاً لدى نواب المعارضة. جولة التقدمي الذي سبق لمؤسسه الراحل كمال جنبلاط قيامه بمثل هذه المحاولات لم تصل اليوم نتيجة اختلاف الظروف والمناخات الى درجة إجراء الامتحانات للمرشحين، إذ كان جنبلاط من اللاعبين الأساسيين في انتخاب سليمان فرنجية الجد عام 1970 عندما وزع أصوات كتلته بين ابن زغرتا والياس سركيس.
وتعرف المختارة جيداً أخطار حقل الألغام الذي تحاول تفكيكه حيث تظهر الوقائع أن الدكتور سمير جعجع لا يزال على رأيه مع حصول بعض "الزحزحة" في الأفكار التي يستند إليها والتي كرّرها على مسمع لودريان وكتلة "الاعتدال" مع تشديده الدائم على عدم خلق أو تثبيت أي أعراف تسبق عملية الانتخاب. ويتحدث التقدمي عن "مرونة" يبديها باسيل في مقاربته لما يحضر قبل التوجّه الى جلسة انتخاب تنتج رئيساً ولا يزال على تلاقيه مع جعجع في قطع الطريق أمام فرنجية الذي لن يتراجع بدوره عن رحلة ترشّحه تحت قاعدة أن الفصل وفق اللعبة الديموقراطية يكون تحت قبة البرلمان. ولا يعترض باسيل على حصول تشاور برئاسة الرئيس نبيه بري شرط أن لا يؤدي هذا الأمر الى تكريس أعراف في المستقبل.
ويتحدث التقدمي عن أجواء إيجابية مشجعة سمعها من أعضاء نواب كتلة "تجدد" حيث إن الأخيرين يتعهدون بعدم تقصيرهم حيال أي مسعى يسهم في خلق الأجواء المؤاتية لجلسة الانتخاب المنتظرة والخروج من حالة المراوحة واللاتوازن في البلد.
وتكمن المعضلة في التنازل عن الشكليات التي تسيطر على كل اللقاءات الأخيرة ومحاولات التقريب بين الكتل حيث يواجه التقدمي وقبله "الاعتدال" معضلة حسم مسألة الجدل الدائر حول نقطتين: من يدعو الى جلسة التشاور أو من يترأسها، حيث لم تتقبّل "القوات" أي مشاركة لبري في هذه العملية على أساس أنه في موقع الطرف من خلال تمسكه بترشيح فرنجية وقيادته معركته الانتخابية. وتوصّل "اللقاء الديموقراطي" في جلستيه مع "الاعتدال" و"تجدّد" الى جملة من النقاط المشتركة ولم تبرز أي حساسية بين الكتلتين حيث إنهما تعملان في المساعي نفسها لتحقيق "هدف" التوصّل الى جلسة انتخاب حقيقية على غرار ما تطبّقه البرلمانات المسؤولة في العالم لا تلك التي تتفرّج على شغور يستمر منذ 18 شهراً من دون أن يتراجع رؤساء كتل عن فيتواتهم. وبعد اتخاذ "التقدمي" زمام مبادرة التواصل مع الكتل وبتشجيع من الدوحة وباريس، لا يقتصر جهد التقدمي هنا على الشق المحلي فقد التقى فريق لودريان في السفارة الفرنسية السفير السعودي وليد بخاري والتواصل مفتوح مع سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
ومن جهتها تقول "الاعتدال" إن مهمتها تتكامل مع ما يقوم به "اللقاء الديموقراطي" حيث لا خلاف في التوجهات بين الطرفين، لكن نائباً شمالياً يعترف بالصعوبات التي تعترض كل محاولات التوفيق بين الكتل وخياراتها المتباعدة حيال انتخاب الرئيس مع إشارته الى أن حرب إسرائيل في غزة والمواجهات العسكرية في جنوب لبنان تسهم في "عرقلة الانتخابات أكثر" ولو أن "حزب الله" لم يربط الحرب المفتوحة باستحقاق الانتخابات.
ويقول نائب في التقدمي إنه لا يمكن التعاطي مع "حزب الله" على أساس التشكيك والنيّات المسبقة بعد الكلام الواضح للسيد حسن نصرالله في هذا الخصوص. ويؤكد مسألة التواصل بين الكتل وسيستكمل التقدمي جولاته بلقاء كل مكونات مجلس النواب من الكتل والمستقلين على أن يقوم بعدها تيمور جنبلاط بجمع خلاصة وما توصّل إليه ونقله الى رئيس المجلس للبناء على خلاصات كل هذه المساعي التي لم تظهر حتى الآن اقتراب ولادة انفراجات يشاهد اللبنانيون من خلالها صندوقة الاقتراع تدور على النواب من دون فرط الجلسة وتطيير نصابها على وقع عواصف تحذيرات العقوبات من الأميركيين والأوروبيين.