لا جديد في زيارة باقري للبنان باستثناء التواصل وتحصين العلاقة
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"شهدت الساحة اللبنانية في الآونة الأخيرة زحمة موفدين دوليين وعرب وإقليميين، في إطار ما يعانيه البلد من أزمات متراكمة ومتناسلة، إذ ما كاد الموفد الفرنسي جان إيف لودريان يغادر العاصمة اللبنانية بعد زيارة شملت لقاء كل القيادات، حتى وصل إلى بيروت وزير الخارجية ال#إيراني بالإنابة علي #باقري كني في توقيت يحمل في هذه المرحلة أكثر من دلالة ورسالة بأن إيران لن تتخلى عن لبنان، وهي "مكملة" في السياسة ذاتها التي كان ينتهجها وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبد اللهيان، وسبق لكبار المسؤولين الإيرانيين، وفي طليعتهم المرشد الاعلى علي خامنئي، ان أكدوا أن الأمور في إيران طبيعية، والسياسة لن تتغير بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان.
أما ماذا عن هذه الزيارة في المرحلة الراهنة، فتشير مصادر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الى أنه كان على تواصل دائم مع الوزير الراحل، وعندما كان يأتي إلى بيروت، يسأل عما اذا كان الوزير بوحبيب في بيروت من أجل ترتيب مواعيد للقاءات، وانه قبل مصرعه بساعات، كان بصدد ترتيب زيارة إلى العاصمة اللبنانية، بمعنى ان التنسيق كان مستمراً ودائماً. أما ماذا بحث بو حبيب مع باقري، فتقول المصادر المعنية أن ليس هناك من جديد، والأمور لاتزال على ما هي حول الحرب في الجنوب وغزة، وصولاً إلى الوضع اللبناني الداخلي، وفي صلبه الإستحقاق الرئاسي، إذ لم يحمل الوزير الإيراني أي صيغة أو مشروع أو سلة حلول، بل تشاور وعرض مسهب لكل الأوضاع والتأكيد على العلاقة الوطيدة بين البلدين، مع الإشارة إلى أن كني يواكب الملف التفاوضي مع الولايات المتحدة الأميركية، في حين أن شقيقه متزوج من ابنة المرشد خامنئي، وهذا له مدلوله وأهميته على غير مستوى وصعيد، وهو على دراية تامة بالملف اللبناني، لذلك فان زيارته للعاصمة اللبنانية طبيعية، والأهم في توقيتها ومضمونها أنها تأكيد على أن السياسة الإيرانية بعد رحيل عبداللهيان لن تتغير، الأمر الذي تم تأكيده خلال المباحثات التي أجراها مع سائر المسؤولين الذين التقاهم.
هل من جديد أفضى به الوزير باقري؟ بداية ترد المصادر بأنه "من الحلقة الضيقة المقربة من مرشد الثورة، وهذه مسألة مهمة جداً في السياسة الإيرانية، أكان على المستوى الدولي أو الإقليمي، وخصوصاً حول لبنان، بفعل الدور الإيراني المتنامي على الساحة الداخلية، والعلاقة التي تربط طهران بـ"#حزب الله"، إنما إيران لا تريد الحرب، من دون إغفال دورها المهم، لاسيما بعد قصفها العمق الإسرائيلي، لذلك فالزيارة وإن كانت طبيعية إنما تعتبر مهمة في هذه الظروف، لكن الصراحة تقتضي أنه لم يحمل معه أي مؤشرات جديدة يمكن البناء عليها على مستوى الحرب في الجنوب أو الوضع اللبناني بشكل عام، إنما هي في إطار المواكبة والمتابعة والتشاور الدائم مع المسؤولين اللبنانيين، والتأكيد على الدور الإيراني الطليعي في المنطقة".
وتخلص مصادر الخارجية الى أن الوزير الإيراني كشف عن تطور العلاقة الإيرانية - السعودية، وأنهما متفقتان على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، والعلاقات بينهما تسير في الاتجاه الصحيح، بعد عودة العلاقة الديبلوماسية وتبادل السفراء بين البلدين.
وعلى خط موازٍ، فإن أهمية الزيارة بحسب المطلعين والمحللين، تمثلت في لقاء باقري مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بهدف التعزية بوفاة والدته، إلى بحث عميق وجلسة طويلة حول مجريات الأحداث من غزة إلى الجنوب، وهنا ينقل وفق المعلومات أن الوزير الإيراني حمل موقف بلاده التفصيلي، لأن اللقاء مع نصرالله يبقى مغايراً لكل اللقاءات في إطار العلاقة التحالفية الإستراتيجية والإيديولوجية، لكن ثمة ستار حديدي يبقى يحيط به، بمعنى أنه الأساس بالنسبة للمواجهة الميدانية، حيث الدعم الإيراني اللامحدود للحزب في سياق الحرب المفتوحة على الحدود الشمالية مع اسرائيل، وما يقوم به الحزب ميدانياً في هذا المجال.
يبقى أخيراً انه من خلال المعطيات المتوافرة، فان زيارة وزير الخارجية الإيراني لم تحمل أي جديد على صعيد مشروع هدنة لوقف الحرب في الجنوب، أو الإستحقاق الرئاسي، باعتبار ان ثمة مشاورات جارية باستمرار من اللجنة الخماسية مع طهران التي لها دور أساسي في المنطقة، وعلاقة استراتيجية مع "حزب الله".