من الصحف

باقري في بيروت "لمساندة غزة" والمفاوضات مع واشنطن "مستمرة"

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"ليس تفصيلا ان تكون المحطة الخارجية الاولى لوزير الخارجية الايراني بالانابة #علي باقري كني في بيروت بعد رحيل سلفه حسين امير عبد اللهيان والرئيس ابرهيم رئيسي في حادث تحطم طائرتهما. ويحل باقري في موقع عبد اللهيان وهما من جيل "ابناء القضية" في الحفاظ على الثورة الاسلامية الايرانية. وكانا على تواصل وتعاون كبيرين بحكم مسؤوليتهما في الديبلوماسية الايرانية، مع التذكير بان باقري هو من اول المولجين بملف المفاوضات النووية غير المباشرة مع الاميركيين والتي لم تنقطع في الاشهر الاخيرة في سلطنة عُمان. 

وردا على سؤال في احد لقاءاته امس ابلغ مسؤولا #لبنانيا ان المفاوضات مع المسؤولين في واشنطن "مستمرة"، وانه يواصل الحراك الديبلوماسي المكوكي لعبد اللهيان الذي كان على موعد الاسبوع الفائت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب. وباشر باقري مهماته على رأس الوزارة على هامش تشييع رئيسي مع اكثر من جهة، ولا سيما مع قياديين في "محور المقاومة" من فلسطينيين وغيرهم بمشاركة كبار المسؤولين في الحرس الثوري في دلالة ارادوا ايصالها لكل من يهمه الامر وهي ان القضية الفلسطينية ثابتة في صدارة اجندة اي مسؤول ايراني. 

وتبقى بيروت في حسابات طهران المحور المركزي نظرا الى دور "#حزب الله" الذي يشكل رأس تاج هذا المحور مع التوقف عند المكانة الكبيرة التي يحتلها السيد حسن نصرالله عند المرشد علي خامنئي الذي يطلب من كل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الاصغاء جيدا لكل ما يقوله نصرالله والاستماع الى رؤيته في لبنان والمنطقة، ولم يخرج الراحل قاسم سليماني عن هذه الثوابت - المسلّمات التي يديرها خامنئي. 

ومن هنا لن يحيد باقري عن خريطة هذه التوجهات وهو يقدم نفسه "جنديا" في هذا المحور والاستماع على الارض عن معطيات "حزب الله" في الجنوب والوقوف عند واقع الميدان الذي لوحظت سخونته اكثر من الجانبين في الجنوب واسرائيل. وثمة ثابتة تحرص ايران على ارسائها في المنطقة وما تمثله وهو تثبيت "توازن القوة" بغية الحفاظ على هذه المعادلة التي يؤمن بها المسؤولون في طهران لتحقيق الاستقرار المطلوب والحفاظ على علو ثبات كل فريق في المحور وعلى خصوصية كل ساحة. 

وتريد ايران القول من خلال اطلالة باقري في بيروت والرمزية التي تحملها لكل من يهمه الامر انها موجودة في التصدي لسياسات تل ابيب، وان سياسة القيادة الايرانية وتوجهاتها لن تتبدل ولن تتغير في رد مباشر لها على كل السيناريوات التي رسمها كثيرون بعد رحيل رئيسي وعبد اللهيان. ويأتي حضور باقري في توقيت انتظار بلورة ما سينتهي اليه عدوان اسرائيل في غزة والمواجهات المفتوحة في جنوب لبنان على مدار 240 يوما من اندلاع شراراتها مع التوقف عند الارتدادات التي ستخلفها هذه المواجهة في غزة وجنوب لبنان على المنطقة. وقد حضر ملف غزة بقوة في اجتماعيه مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وتحدث عن توجه ايران بالتعاون مع البلدان الاسلامية والعربية لانشاء تجمع لدعم المشاريع الاعمارية والانمائية والانسانية في غزة والبدء بتنفيذها بعد وقف اطلاق النار. 

ولذلك يستكمل باقري ما كان يقوم به عبد اللهيان في هذا الصدد. ودرج المسؤولون في ايران وخصوصا في وزارة الخارجية على ان الخلف يتابع سياسة السلف ولو اختلفت بصمة الشخص الذي ينفذ السياسة الخارجية لرئيس الجمهورية، وهو في موقع رئيس الحكومة اي بمعنى لا تحصل تغييرات جوهرية او استراتيجية في القرارات الكبرى لسياسة طهران الخارجية التي تحضّر لطي الصفحات الاخيرة في امتحان مادة المفاوضات النووية مع ادارة الرئيس جو بايدن قبل موعد حسم الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخريف المقبل.

ويبقى ان باقري المفاوض من فئة "نووي" يريد اثبات حضوره قبيل انتخاب الرئيس الايراني المقبل وتشكيل حكومته وهو من الاصوليين وانطلق من بيت ديني - سياسي من ركائز الثورة التي اطلقها الامام الخميني.

ومن المتوقع ان يحتل كني موقعه هذا في وزارة الخارجية بالاصالة في حال انتخب الايرانيون رئيسهم المقبل من اصحاب هذه المدرسة التي تسيطر في السنوات الاخيرة على المناخ العام في الجمهورية الاسلامية.