من الصحف

مساعي "التهدئة" الأميركية الإيرانية في غزة ولبنان: أسبوع مزدحم

الاحداث- كتب منير الربيع في صحيفة المدن الالكترونية يقول:"على وقع المبادرة الأميركية من أجل وقف الحرب على غزة، ومواصلة التصعيد بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.. هناك محطات كثيرة سياسية وديبلوماسية هذا الأسبوع، لا بد من التوقف عندها، في إطار محاولة استشراف المرحلة المقبلة. 
ما بين ساعات وأيام قليلة، يُفترض أن تحسم وجهة المساعي الأميركية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تكثيف الجهود الديبلوماسية الأميركية لتحقيق ذلك، بالإضافة إلى إرساء الهدوء على الجبهة اللبنانية. خصوصاً بعد تأكيد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين على التمسك بمبادرته وعن أن الاتفاق شبه ناجز. في السياق، برز تطور جديد سرّبته هيئة البث الإسرائيلية، في خبر يشير إلى أن رئيس المخابرات الأميركي، وليم بيرنز، يعمل أيضاً على إرساء التهدئة في لبنان.

أسباب التصعيد
لكن الوقائع الميدانية تبدو أنها في حالة تسابق مع الوقائع السياسية، من خلال التصعيد المشهود وانتقال حزب الله وإسرائيل إلى مرحلة جديدة من القتال والمواجهات، بينها توسيع نطاق الاستهدافات، وتعمّد تحقيق إصابات مباشرة من وراء كل استهداف، إما في مواقع أو مخازن أو مبان سكنية أو على المستوى البشري. هذا التصعيد له تفسيران، الأول أنه قد يكون التصعيد الأخير ما قبل وقف اطلاق النار، وكل طرف يسعى إلى إظهار يده العليا عسكرياً. فيما التفسير الآخر يضع التصعيد في سياق التدرج الواضح في ارتفاع وتيرة المواجهة واحتمال اتساعها أكثر أو انتقالها إلى حالة حرب.

لكن الأكيد، حسب ما تقول مصادر ديبلوماسية متابعة، أن القرار الدولي أوروبياً، أميركياً، وإيرانياً لا يزال على المبدأ نفسه، برفض انتقال الحرب إلى لبنان ورفض اتساع الصراع. وأن الضغوط التي تمارس على الإسرائيليين تتزايد لمنع تدهور الأوضاع في جنوب لبنان إلى حالة حرب، خصوصاً أن حزب الله قد أبلغ جميع المعنيين بأن أي حرب واسعة عليه لن تبقى محصورة داخل الأراضي اللبنانية، ويمكنها أن تتوسع لتصبح حرب إقليمية. ويعطي الحزب أمثلة كثيرة عن التضامن من قبل محور المقاومة مع غزة وفتح الجبهات. لذلك، فمع لبنان ستكون الأمور أكثر صعوبة على الإسرائيليين والأميركيين في المنطقة ككل.

مواعيد سياسية وديبلوماسية
في محاولة لتلافي أي موجة تصعيد جديدة، تظهر التحركات الديبلوماسية والسياسية ما بين الداخل والخارج. فأولاً، لبنان على موعد اليوم الإثنين مع زيارة أولى لوزير الخارجية الإيرانية بالوكالة، علي باقري كني. ومعروف أن الرجل هو الذي يفاوض على الملف النووي وغيره من الملفات. وهو الذي عقد اجتماعات مباشرة مع المسؤولين الأميركيين، في مؤشر واضح إلى أن طهران لا تزال تصر على التواصل لا التصادم. 
ستكون زيارة كني استكشافية بعد تسلمه لمهامه، وذات طابع تنسيقي مع الحلفاء، بالإضافة إلى العادة السياسية الإيرانية الثابتة بالإطلالة بين فترة وأخرى على الدول التي تتمتع فيها بنفوذ، وفق قاعدة عدم ترك هذه الساحات.

في المقابل، فإن السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، غادرت إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في اجتماعات سفراء منطقة الشرق الأوسط. كما سيكون لها اجتماعات مع الكونغرس الأميركي، لتقديم إحاطات حول تطورات الوضع في لبنان والمنطقة، وانعكاساتها على الواقع اللبناني. 
تأتي زيارة جونسون متزامنة مع زيارة سيجريها قائد الجيش جوزيف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، حيث سيكون له سلسلة لقاءات مع مسؤولين عسكريين، وفي الكونغرس، بالإضافة إلى لقاءات أخرى، من بينها تنظيم عشاء له مع شخصيات لبنانية وأميركية وستحضره السفيرة الأميركية. 
هناك من سيقرأ في هذه الزيارة الكثير من الإشارات السياسية التي ستحملها، خصوصاً لجهة التوقيت والوقائع. فمن حيث التوقيت، لبنان ينتظر الوصول إلى تسوية حول انتخاب رئيس للجمهورية. أما من حيث الوقائع، فإن الجيش اللبناني هو المعني بشكل مباشر بأي حل يفترض أن يتم الوصول اليه في الجنوب، لناحية إدخال المزيد من التعزيزات البشرية والعسكرية والإشراف على تطبيق القرار 1701.

مساعي التهدئة على المستوى الإقليمي، تقابلها مساع للتهدئة على المستوى الداخلي، من خلال المبادرة التي سيقدم عليها اللقاء الديمقراطي، والذي سيبدأ تحركاً سياسياً جديداً يوم الثلاثاء، من خلال جولة على مختلف القوى السياسية والكتل النيابية، في إطار إعادة تحريك المساعي الداخلية لتقريب وجهات النظر حول الحوار أو التشاور أو النقاش، لتفعيل البحث السياسي في سبل الخروج من الأزمة، ومواكبة أي اتفاق على وقف إطلاق النار، خصوصاً وسط قناعة تفيد بأنه لحظة وقف اطلاق النار وتجدد التفاوض لتسوية الوضع في الجنوب، فإن مسار التسوية السياسية والرئاسية سيفتح.