من الصحف

تصعيد غير مسبوق في العدوان جنوباً.. "التقدمي" لا يتوقع المعجزات ولكن

الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي مساره الجرائمي متعمداً استهداف المدنيين في جنوب لبنان كما يفعل في غزة، فإن درجة غير مسبوقة من التصعيد شهدتها نهاية الأسبوع، حيث عاد الطيران المعادي واستهدف مدنيين في بلدة حولا، ما أدّى إلى استشهاد شقيقين مزارعين.

مسار الأمور في الجنوب يشي بأن المرحلة المقبلة سيكون التصعيد والعمليات النوعية عنوانها، إذ في الفترة الأخيرة، بات من الواضح أن إسرائيل تعتمد أكثر فأكثر على سياسة الاغتيالات وتكثّف من هذه العمليات بالتوازي مع تدمير يطال قرى حدودية، في حين أن "حزب الله" يرد في العمق الإسرائيلي أكثر من خلال المسيّرات ويقصف مواقع عسكرية عبر صواريخ جديدة.

ورغم تعويل نسبي على أن تكون مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزّة هي الحل لوقف حمام الدماء الذي تغرق به المنطقة بفعل الاجرام الإسرائيلي، فإن الاقتراح لا يزال غير قابل للتحقق طالما أن إسرائيل لم تعلن موافقتها الفعلية، فيما يُنتظر موقف "حماس" منه، إلّا أن مراقبين قالوا إن الطرح ليس بعيداً عن الاتفاق الأخير الذي وافقت عليه "حماس" ورفضته إسرائيل قبل أسابيع قليلة، ما يعني تكرار سيناريو الرفض الإسرائيلي.

رئاسياً في لبنان، لا مفاعيل لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، حيث اتصفت جولته بأنها استطلاعية قبل القمة الفرنسية – الأميركية، ويُرجّح جميع المراقبين على أن حلحلة الاستحقاقات مؤجّلة إلى ما بعد انتهاء حرب غزّة وبدء مسار التسويات، وقد يكون لبنان آخر المستفيدين.

لكن إلى جانب الاستطلاع، عاد لودريان وجدّد طرح المرشّح الثالث، وهذه الصيغة قد تكون الأنسب، لأن المرشّحين المطروحين حالياً غير مقبولين من الطرف الآخر، وهو الطرح الذي كان الرئيس وليد جنبلاط أوّل من طرحه قبل بدء الشغور الرئاسي.

وفي السياق نفسه، يشرع اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي بجولته غداً على مختلف الأطراف السياسية، ليبحث معها ملفات عدّة، وبحسب المعلومات، لن يكون النقاش مرتبطاً بالاستحقاق الرئاسي فحسب، بل بالوضع في الجنوب والوضع الاقتصادي والاجتماعي وكل الاستحقاقات الداهمة، وسيكون عنوانه الأول التواصل للوصول إلى أرضية مشتركة.

وإذا كان الهم الوطني ليس جديداً أن تتصدى له زعامة المختارة والحزب التقدمي الاشتراكي، فإن قيادة التقدمي لا تتوقع حصول معجزات بنتيجة التحرك، لكنها تعوّل على ما يمكن استثارته لدى الافرقاء من حس المسؤولية وواجب الحرص على حماية لبنان وصون ما تبقى من الدولة في ظل الأخطار الجسيمة المحدقة بالبلاد في كل الاتجاهات. وعليه فإن النوايا الإيجابية مطلوبة من الجميع ومعها إقران الأقوال بالأفعال لملاقاة مساعي "التقدمي"، وإلّا فإن الأمر سيكون بمثابة الدوران في حلقة مفرغة.