من الصحف

ضغوط دولية وشعبية على نتنياهو للقبول بخطة بايدن
تصعيدٌ متبادَل يُشعل الجنوب والبقاع... ودعواتٌ مستمرّة لإنهاء الشغور الرئاسي

الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"الكلمة يوم أمس السبت كانت للميدان، حيث اتّجهت الأنظار الى التّصعيد المتبادَل بين إسرائيل و"الحزب" في الجنوب، والذي تمدّد ليلاً إلى البقاع مع شنّ الجيش الإسرائيلي غارات على غرب بعلبك ردّاً على إسقاط مسيّرة له خلال النهار، فيما أعلن سلاح الجوّ أنّه استهدف العمق اللبناني بتوجيهات من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وكان "حزب الله"، أعلن إسقاط مسيّرة من نوع "هرميز 900" فوق الأراضي اللبنانية، في عملية وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنّها استثنائية.
وأكّد الجيش الاسرائيلي أنّ المسيّرة التي اُسقطت بصاروخ أرض – جو، هي واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يملكها.

قبل ذلك، شنّ "الحزب" هجوماً جوّياً بمسيّرات انقضاضيّة على ثكنة يفتاح، كما استهدف مقرّ قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ بركان ثقيلة، اضافة الى سواها من المواقع العسكرية الإسرائيلية.


في المقابل، كثّف الجيش الإسرائيلي القصف الجوّي والمدفعي على القرى الجنوبية طوال يوم السبت، معلناً أنّه شنّ أكثر من 40 غارة خلال 72 ساعة على مواقع لـ "حزب الله" وعناصر تابعة له ومنصّة لإطلاق الصواريخ.


وقد أدّت غارة من الطيران الحربي على أحد أحياء صدّيقين في صور، الى سقوط عدد من الجرحى، بينهم أطفال.


وكانت غارة إسرائيلية صباحاً على بلدة مجدل سلم أسفرت عن إصابة شخصين بجروح، فيما قالت إسرائيل إنّها استهدفت مقاتلَين من "الحزب".


كما استهدفت الغارات الجوية، ثلاث مرات في 24 ساعة، منطقة دردريه الواقعة بين بلدتي حومين الفوقا وعين قانا، ودراجة نارية على طريق عام حاروف، واستمرّ التصعيد ليلاً مع استهداف بلدات حناوية وبرعشيت وراميا بقصف عنيف.


الشغور الرئاسي
وعلى وقع الجبهة المشتعلة جنوباً، حضر الملف الرئاسي بقوّة في مؤتمر "التجدد للوطن" الثاني الذي حمل عنوان "من لبنان الساحة...الى لبنان الوطن".

 

من المؤتمر الثاني لـ "التجدد للوطن"

 


فقد اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كلمته أنّ "المقاطعة الناتجة عن عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيّدة الموقف اليوم، ولذلك لا يجرؤ أحد على المبادرة الى فتح حوار وطنيّ صريح وصادق يتفوّق على كل المصالح الشخصية والفئوية، وكذلك لا يرى أحد جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّياً في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحوّلت الى قنابل موقوتة".
وسأل الراعي: "أما آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين لا نقيم اعتباراً الا للبنان السيّد الحرّ المزدهر، لبنان الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب، فنبادر فوراً الى انتخاب رئيس للجمهورية يقود حواراً وطنياً مخلصاً للبنان يعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار...؟".


من جهته، شدّد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، على ضرورة "ألّا ننساق إلى الفكر الطائفيّ الذي يقود إلى الانتحار عاجلاً أو آجلاً"، مشيراً الى أنّ "التجربة اللبنانيّة لا يكتمل نجاحها سوى بصونها من الداخل ومن الخارج".
وتساءل العبسي: "هل من الضروريّ القول إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضنا ببعض وبلبنان؟ إنّه الخطوة على طريق العودة الى حضن الوطن".


أمّا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، فأكد خلال اجتماع برئاسة المفتي عبد اللطيف دريان، "أهمية ترسيخ مناخ التحاور والتلاقي والتفاهم بين كل المكونات السياسيّة لانتخاب رئيس للجمهورية والإقلاع عن التجاذبات السياسية والتصلّب في المواقف والمماحكات والخصومات والتباعد والفرقة والانقسام، خشية انزلاق لبنان نحو المجهول ومن ثم الانفجار والانهيار".


في المقابل، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: "نحن دائماً كنا ندعو للحوار من أجل الخروج من المأزق، على قاعدة أن الطريق المسدود لا يؤدي الى الانتخاب... فقالوا لا! هذا يعني أنكم لا تريدون انتخاب رئيس للجمهورية إلا على شاكلتكم، نحن نريد رئيساً للجمهورية على شاكلة لبنان، ونحن حاضرون ومنفتحون لكل نقاش على قاعدة وطنية وليس على قاعدة طائفية ولا مذهبية، وندعوكم للحوار من أجل أن ننجز الاستحقاق الرئاسي".


وصول خليفة فرونتسكا
وسط هذه الأجواء، وصلت إلى بيروت، المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، المعيّنة حديثاً في هذا المنصب، خليفةً ليوانا فرونتسكا.
وفور وصولها، قالت إنّها تتطلّع "إلى التعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية وجميع الشركاء في لبنان والمجتمع الدولي لتعزيز تنفيذ القرار 1701".


خطة بايدن وقصف غزة
إقليمياً، تواصلت الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثّف على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما تستضيف مصر اليوم الأحد، اجتماعاً مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في "إعادة فتح معبر رفح الحدودي" مع غزة، حيث تتمسّك القاهرة بمطلب الانسحاب الاسرائيلي الكامل منه.


وغداة طرح الرئيس الأميركي جو بايدن "خريطة طريق" لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، حذّر نتنياهو من أنّ "شروط" التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار" لم تتغيّر وتشمل "القضاء" على حماس وتحرير جميع الرهائن.


وعلى وقع التظاهرات الشعبية في تل أبيب التي طالبت بقبول مقترح بايدن، هدّد الوزيران من اليمين المتطرّف إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، بإسقاط الحكومة إذا قبل نتنياهو بالخطة.


أمّا زعيم المعارضة يائير لبيد فتعهّد بدعم نتنياهو في حال مضى قدماً في اتفاق الهدنة.

في الغضون، دعا الوسطاء القطري والمصري والأميركي، في بيان مشترك، إسرائيل وحركة "حماس"، الى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، تجسيداً للمبادئ التي حدّدها بايدن.
بدوره أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمه للاقتراح الأميركي، معتبراً أنّ الحرب في غزة يجب أن تتوقّف.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية رحّبت بخطة بايدن، معتبرة أنّها فرصة ونافذة لتطبيق حلّ الدولتين، وشدّدت على أهمية أن تتضمن كافة المبادرات المتعلقة بإعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية اللبنانية، التطبيق الشامل للقرار ١٧٠١.