من الصحف

التصعيد جنوباً مرشّح للتفاعل ومشاورات الخارج "مكانك راوح"

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"يطغى التصعيد الأمني في الجنوب وارتفاع منسوب الاعتداءات ال#إسرائيلية، وخصوصاً ال#اغتيالات التي تحصل من الجوّ عبر المسيّرات، على ما عداها، وبالتالي بات من المتعارف عليه أن من الصعوبة بمكان تمرير الاستحقاق الرئاسي أو الوصول إلى أي شيء آخر، ما دامت الحرب قائمة على الحدود الشمالية، وهذا ما تقرّ به أكثر من جهة ديبلوماسية ولا سيما الذين يتحركون في كل الاتجاهات على المستويين الدولي والعربي للوصول إلى هدنة في #غزة، تلقائياً تنسحب على الجنوب بعد معادلة "حزب الله" بأنه لن يوقف الحرب ما دامت الاعتداءات مستمرة على غزة.

في السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن أجواء الساعات الماضية تشي وفق تقارير استخباراتية دولية وعربية وأمنية، بأن إسرائيل قررت المضيّ قدماً في رفع منسوب عملياتها العسكرية، وقد توسّع بيكار اعتداءاتها دون أن تلتزم بقواعد الاشتباك والسقوف التي باتت معروفة من قبل الراعي الدولي الولايات المتحدة الأميركية، بأن لا تتخطى العمليات العسكرية من قبل كل الأطراف ما هو مرسوم لهم، وهذا بدأ يخرج عن مساره بما يثير الخشية من الأسوأ في الأيام المقبلة. يؤكد ذلك مرجع أمني سابق إذ يتوقع أن يطاول القصف مناطق جديدة، وربما في العمق اللبناني، لأن ثمة أجواءً بأن إسرائيل ستسعى قبل أيلول المقبل، أي موعد بدء المدارس، الى إعادة أهالي المستوطنات إلى منازلهم، بما قد يتطلب عملية عسكرية كبيرة، وبعدها ربما يحصل وقف إطلاق النار أو هدنة، لذا فاللعبة مفتوحة على كل الاحتمالات ميدانياً، ولا أحد يلتزم بقواعد الاشتباك من كل الأطراف المتقاتلة، فيما يعتقد أن الوقت الضائع الراهن قاتل بكل ما للكلمة من معنى. فهناك الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكذلك في لبنان شغور رئاسي وخلافات وتباينات، فيما المفاوضات الجارية للوصول إلى هدنة، تدور في حلقة مفرغة، وتحديداً من خلال اجتماعات القاهرة والدوحة وباريس، بانتظار الساعات المقبلة وما ستفضي إليه، ما يدل على أن الأمور ذاهبة على الأرجح باتجاه التصعيد إذ لم تنجح المفاوضات، وما زاد الطين بلة يتمثل بمصرع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وهذا أيضاً يعقد الأوضاع بعدما كانا على اضطلاع تام بكل المفاوضات الجارية، ولا سيما في سلطنة عمان بعد اللقاء الأميركي-الإيراني، إلا أن مصرعهما أدى إلى إعادة الأمور إلى المربع الأول.
0 seconds of 0 seconds
 

في سياق متصل، تشير المصادر إلى أن اللقاءات التي تحصل في الخارج من باريس إلى الدوحة، إنما هي في إطار التشاور لا أكثر ولا أقل، ولم تقدم أو تؤخر في هذه المرحلة، فالمضيفون يسألون ضيوفهم عن مآل الوضع في لبنان من جوانبه كافة، أكان ميدانياً أم على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وهؤلاء لمسوا أنه ليس في الأفق انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، والتركيز هو على الوضع في المنطقة وتحديداً في غزة. وعند سؤالهم عما آلت إليه المفاوضات الجارية في الدوحة أو القاهرة، وخصوصاً اللقاءات الأخيرة بين الأميركيين والإسرائيليين والفلسطينيين، يشيرون إلى أنها حتى الساعة لم تعط أي نتائج، ولمسوا أن الوضع في لبنان يحتاج الى وقت طويل خصوصاً على جبهة الجنوب، إذ ثمة صعوبة في هذه المرحلة للتوافق على هدنة في غزة، في ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويعتقدون أنه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية ليس هناك أي شيء يُبنى عليه، لذلك الأجواء ضبابية ميدانياً ورئاسياً، وبناءً على ذلك، فالمرحلة المقبلة للتشاور والتواصل وإمكانية تهدئة الوضع على المستوى السياسي، الأمر الذي ظهرت معالمه في جلسة مجلس النواب المخصصة للنازحين، أي التهدئة الداخلية ووقف كل ما يوتر الأجواء، وهذا ما برز جلياً عبر الهدوء الذي يسود كل الجبهات السياسية ومن مختلف الأطراف، نظراً لدقة المرحلة والظروف التي يجتازها البلد والمنطقة.

ويبقى أخيراً، طغيان ملف النازحين السوريين، حيث تحركت المياه الراكدة من خلال الخطوات التي برزت في الفترة الأخيرة على صعيد جلسة مجلس النواب أو ما صدر عن لجنة المال والموازنة من اقتراحات، وبمعنى أوضح، كي لا يتحول هذا الملف إلى أداة تفجير في الداخل، من خلال الانقسام السياسي أو ثمة خطوات خطيرة على صعيد المفوضية الأوروبية بعد المواقف الأخيرة لمعظم المسؤولين الأوروبيين، لذا التوافق المحلي ظهر جلياً، حيث تهيّب الجميع الموقف، وهناك ترقب للقاءات التي أجراها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وبمعنى أوضح، ثمة جدية كبيرة بدأت تظهر على خط ملف النازحين الذي تصدّر أولوية التطورات برمتها وطغى على كل الاستحقاقات.