من الصحف

لودريان يتبنى التحفظات المسيحية على حوار بري ولا رئيس في المجلس الحالي
المكلفون الاميركيون والفرنسيون بالملف اللبناني سيحضرون قمة باريس
الخلافات قد تطيح بمشاركة لبنان في الاجتماع العربي بشان النازحين

الاحداث- كتبت صحيفة "الديار" تقول:"لا جديد في المشهد الداخلي، والانظار الى ما بعد القمة الاميركية الفرنسية بشأن ملفات المنطقة ومن ضمنها غزة وجنوب لبنان واستطرادا الرئاسة اللبنانية، في ظل المعلومات عن انضمام باربرا ليف وهوكشتاين الى فريق بايدن، وان غريو ولودريان الى فريق ماكرون عند بحث الملف اللبناني في القمة الاميركية الفرنسية التي تجمعهما في باريس في ٦ حزيران، والمستشارون الأربعة ضليعون في الملف اللبناني ويعرفون كل التفاصيل عن الرئاسة والاوضاع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وهذا ما يؤكد على اهمية الملف اللبناني عند الجانبين الاميركي والفرنسي ودخوله مرحلة جديدة بعد ٧ حزيران، وفي التسريبات الاعلامية، ان الاجتماع سيركز على الرئاسة ووضع الحدود وأمن إسرائيل وكيفية تطبيق القرارات الدولية وامكانية الدمج بين الورقتين الاميركية والفرنسية للوصول الى قواسم مشتركة او ورقة موحدة، ومن هنا، فان الهدف من زيارة لودريان إلى لبنان تكوين رؤية شاملة عن الوضع الداخلي اللبناني قبل اسبوع من القمة، وزيارة الموفد الفرنسي مشابهة تقريبا لجولة السفيرة الاميركية على القيادات اللبنانية خلال الايام الماضية للوصول الى خلاصة عن مواقف كل الاطراف قبل مغادرتها الى بلادها وتقديم تقريرها الى هوكشتاين وليف قبل انتقالهما الى باريس، ومن هنا تكتسب زيارة لودريان الى بري وحزب الله اهمية بالغة واستثنائية بالتوازي مع زيارة السفيرة الاميركية الى رئيس المجلس، لان موقف الثنائي الشيعي يبقى الاساس في رسم ما ستقرره الدولتان بشأن لبنان والرئاسة والحدود.

وفي المعلومات، ان لودريان طرح خلال جولاته تشاورا متقطعا، ثنائيا او ثلاثيا ورباعيا، ليس واضحا حتى الان، وتبين من خلال طرحه انه يريد مراعاة الهواجس المسيحية الرافضة للحوار في المجلس النيابي برئاسة بري والالتفاف على هذا الطرح، وفي المعلومات، ان الاجتماع مع حزب الله كان صريحا وواقعيا ولم تتخلله مواقف عالية السقف، وشدد حزب الله على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية من خلال الحوار في المجلس النيابي برئاسة بري وليس اي حوار اخر، في ظل عدم امتلاك اي طرف للاغلبية النيابية، وضرورة عدم الربط بين الحرب في الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية لكن وجهات النظر بين حزب الله ولودريان كانت متباعدة ومتعارضة، واقتصر النقاش على الملف الرئاسي، لكن وفد الحزب تطرق الى موضوع غزة والهمجية الاسرائيلية والاعتداءات على لبنان، وسال: كيف يمكن مواجهتها من دون حوار داخلي؟

وفي عين التينة، تنازل بري بالشكل لجهة استبدال كلمة الحوار بالتشاور، وتمسك بالمضمون لجهة «رئاسة جلسات التشاور»

وشكر بري ماكرون على جهوده وارساله موفدا خاصا الى لبنان مكررا تمسكه بمبادرته لجهة انتخاب رئيس للجمهورية من دون شروط مسبقة للتشاور حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الانتقال الى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس بدورات متتالية من ضمن قائمة مرشحين حتى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس جديد.

كما التقى لودريان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي قال : ليس المهم شكل الحوار والمناقشات بل: هل هناك التزام من بري بالدعوة لجلسات متتالية بغض النظر عن جلسات الحوار؟

وفي المعلومات، ان لودريان كشف للذين التقوه، عدم وجود أي تغيير في مواقف الاطراف من الرئاسة والجنوب، وان ما سمعه في لقاءاته خلال زيارته الماضية منذ سنة تقريبا عاد وسمعه في لقاءات امس، محذرا من زوال لبنان السياسي اذا لم ينتخب رئيس للجمهورية وبقاء لبنان الجغرافي، داعيا الى التشاور وليس الحوار لتجاوز تمسك الثنائي الشيعي بتراس الجلسات وتوجيه الدعوات، لكن فكرته سقطت، وبالتالي فان جولة لودريان لم تنتج شيئا، و « كلام بكلام «، اما بالنسبة للجنوب فان لودريان يعرف ان القرار لحزب الله وموقفه ثابت « لا وقف للنار في الجنوب قبل وقف النار في غزة « ويعرف ايضا الرفض الشامل للورقة الفرنسية وما تضمنته من شروط تعجيزية بالنسبة لانسحاب فرقة الرضوان لمسافة ١٠ كيلومترات عن الحدود واعطاء حرية العمل للقوات الدولية.

وفي المعلومات، ان الدكتور جعجع تمسك امام لودريان برفضه الحوار قبل انتخاب الرئيس واعتبار الامر مخالفة دستورية، مدعوما من الراعي، كما حمل محور الممانعة مسؤولية الفشل، وقال جعجع : « لن نقبل بمنح رئيس مجلس النواب صلاحيات ليست له، وبان يمر كل استحقاق به حكما، فليتفضل بري ويدعو الى جلسة « اما باسيل ففضل ان يكون «خارج السمع « وعدم الاجتماع بالموفد الفرنسي كونه لم يستمع الى نصائح التيار بتاجيل الزيارة، كما التقى لودريان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وتناول الغداء مع كتلة الاعتدال وبعض النواب المستقلين وابلغهم، ان حزب الله يرفض الحوارات الثنائية والثلاثية ومتمسك بالحوار في المجلس النيابي، كما ان جنبلاط متمسك بحوار بري.

هذه الاجواء تؤكد حسب مصادر سياسية عليمة، استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل المجلس النيابي الحالي جراء التوازنات النيابية وعدم قدرة اي فريق على الحسم، لانه لا امكانية لانتاج اتفاق معراب جديد، ولا وليد جنبلاط يريد ان يكون بيضة القبان والحسم لصالح هذا الطرف او ذاك قبل تأمين الغطاء المسيحي لفرنجية، علما ان جنبلاط هو من اقنع ماكرون خلال لقائه الأخير معه منذ اسبوعين عدم زيارة لبنان في ١٥ حزيران وعدم توجيه الدعوات لحوار في باريس مفضلا حوار الرئيس نبيه بري على اي حوار اخر.

وتتخوف المصادر السياسية من ان تلجأ اسرائيل الى تصعيد اعتداءاتها الوحشية في غزة وارتكاب المزيد من المجازر وتوسيع القصف في الجنوب بالتزامن مع انعقاد القمة الباريسة في محاولة لفرض شروطها والتأثير على قراراتها وبيانها الختامي في ظل ضغط سعودي بان يتضمن إشارة الى وقف اطلاق النار في غزة والتلميح الى حل الدولتين، علما ان احد المسؤولين الاسرائيلييين لمح الى استمرار الحرب على غزة لـ ٧ اشهر.

موضوع النازحين

في معلومات مؤكدة، ان الخلافات داخل مجلس الوزراء اجلت تشكيل الوفد اللبناني الى سوريا لبحث ملف النازحين نتيجة عدم حماس بعض الوزراء للمشاركة.

وذكرت معلومات، ان لبنان قد لايشارك في الاجتماع العربي في دمشق المخصص لبحث ملف النازحين بمشاركة ممثلين عن الاردن ومصر والعراق، لان الحكومة ما زالت تماطل في تشكيل الوفد اللبناني وزيارة دمشق، وهذا ما قد يؤدي الى غياب لبنان عن الاجتماع، فدمشق ابلغت المسؤولين اللبنانيين رفض التعامل الامني والتمسك بارسال وفد حكومي وهذا لم يتحقق حتى الان رغم الوعود الكثيرة، علما ان رئيس الاتحاد الاوروبي كرر في مؤتمر بروكسل نفس المواقف التي اعلنه العام الماضي لجهة ابقاء النازحين في لبنان والبحث في رفع المساهمة المالية شرط وقف الممارسات العنصرية بحق النازحين وعمليات الترحيل القسرية، وفي المعلومات ان المجتمعين في بروكسل لم يكونوا متحمسين للموقف اللبناني وتمسكوا برفض العودة قبل البدء بالحل السياسي.

سجال عنيف بين جعجع وخريس

شكل موقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الرافض لقرار الحكومة تحويل مبلغ ٩٣ مليار ليرة لمصلحة مجلس الجنوب مادة سجالية عنيفة بينه وبين النائب في حركة امل علي خريس، وقال جعجع: القرار يناقض ما قالته الحكومة عن الاحداث العسكرية عندما بدات في الجنوب ويتعارض مع تمنيات اكثرية الشعب اللبناني وارادتهم، ودعا الحكومة الى مراجعة قرارها محملا من يستسهل اتخاذ قرارات مصيرية تبعات حروبه ومغامراته.

ورد النائب علي خريس على كلام جعجع بالقول « شفي الله حكيما من الخيارات الخاطئة وحمى الله الجنوب واهله ومجلسه من امراض العمالة المستعصية « واضاف: ما افصح مشروع حالات حتما عندما يحاضر في العمل الدولاتي الصحيح».