من الصحف

لودريان آتٍ لغربلة الآليات وانتخاب الرئيس دونه عقبات

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:" هل تحمل عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت تحولاً حقيقياً؟ وهل ثمة مؤشرات وإيجابيات دفعته للعودة، لا سيما أنه سبق له وأفضى أمام بعض الأصدقاء بأنه لا يحب الفشل، ومستاء من تمادي الشغور الرئاسي، لكنه لن يترك مهمته ويرحل، بل سيتابع اللقاءات والاتصالات بغية الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، هذا الأمر أكده مراراً، لكن ما استجد، زيارته إلى واشنطن ولقاؤه بالموفد الأميركي ٱموس هوكشتاين، والتواصل الدائم بين باريس والرياض، فهذه المؤشرات دفعت لودريان للعودة إلى بيروت.
 
لكن مرجعاً سياسياً يفضي في مجالسه بأن لا انتخاب رئيس في المدى المنظور، بل نحتاج إلى وقت طويل، والشغور ذاهب إلى أشهر وربما أكثر، إلا في حال جاءت لحظة دولية إقليمية مؤاتية ساعدت في حصول الإنتخاب. ومن خلال إطلاعه على زيارة لودريان، يؤكد بأنه لا جديد سوى المشاورات و البحث في الآليات التي تم التوافق عليها، ما يعني أن زيارته ليست لتحديد موعد لانتخاب الرئيس، أو أنه يحمل في جعبته ما يولد إيجابيات لسد الفراغ الرئاسي.
 
في السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد الميداني جنوباً، وثمة توقعات بناء لتقارير دبلوماسية عربية وغربية واستخباراتية، بأن إسرائيل ستستغل الوقت الضائع إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتتمادى في اعتداءاتها، وخصوصاً على الحدود الشمالية مع لبنان، حيث تتجه الأوضاع إلى التصعيد ورفع منسوب القصف والغارات، وربما أكثر من ذلك بكثير، وصولاً إلى العمق اللبناني، ما أكده أكثر من سفير عربي وغربي في مجالسهم بناء على معطيات وأجواء، ناهيك عن أن مواقف القادة الإسرائيليين تصب في هذه الخانة. وطالما ثمة صعوبة لعدم التوصل إلى هدنة في غزة، وانسحابها تلقائياً على الجنوب، فهناك استحالة بأن ينتخب الرئيس في وقت قريب، لأن هناك ترابطاً في المسارات، ويخطئ من يظن أن بإمكانه أن يفصل ملف الجنوب عن غزة أو العكس صحيح، ناهيك عن أن البحث الذي سبق وقام به الموفد الأميركي هوكشتاين كان التوصل إلى تمرير الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن مسار الجنوب وغزة، لكنه لم يوفق في هذه الغاية.
 
لذا زيارة لودريان قد تكون مهمة في هذا التوقيت، باعتبار أن هوكشتاين منكب على تطبيق القرار 1701، والوصول إلى حل في هذا الإطار، ويتابع الحرب الدائرة في غزة والجنوب بغية التوصل إلى حل على الحدود بين لبنان وإسرائيل، ولهذا الهدف، وزير الخارجية الفرنسي السابق لن يخترع المعجزات في زيارته، وهذا ما تم تأكيده قبل وصوله، وبمعنى آخر، انتخاب الرئيس دونه عقبات وصعوبات حتى الساعة.
 
أما على الصعيد الداخلي، فرئيس مجلس النواب سيتابع لقاءاته واتصالاته الأسبوع المقبل، أكان مع اللجنة الخماسية أو على الصعيد الداخلي. وعلم بأن اللقاء الذي جمعه بعضو كتلة الاعتدال النائب وليد البعريني، كان لوضعه في صورة تحرك كتلة الاعتدال بعد اللقاء التقييمي الذي عقدته. وفي هذا الإطار، يقول النائب البعريني لـ"النهار"، رداً على الآلية الجديدة للتكتل والمبادرة الرئاسية، "نحن الآن في طور التشاور في هذا الشأن، لضمان تأمين خرق معين ولا نستطيع القول إن ثمة آلية جاهزة حتى الساعة".
 
أما عن اللقاءات المقبلة مع من؟ وهل ستتم وفق آلية معينة؟ يجيب النائب البعريني "اللقاءات مستمرة منها ما هو علني، كالاجتماع مع السفير المصري والرئيس بري منذ أيام، ومنها ما هو بعيد عن الإعلام، وبالطبع اللقاءات لا تستثني أحداً من القوى السياسية والدبلوماسيين والسفراء الذين يتعاطون بالملف الرئاسي، وبمعنى أوضح، نحن لسنا طرفاً بل هدفنا السعي لإنتخاب الرئيس وخلاص البلد من كبواته وأزماته وتحديداً الاقتصادية، لأنه كلما طال الشغور وصعوبة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والشروع في الإصلاحات، فذلك سيؤدي إلى تراكم الأزمات وتحديداً الاقتصادية والاجتماعية، وهذا أمر خطير جداً".
 
ولدى سؤاله أين أصبحت مبادرة الاعتدال وهل لاتزال سارية المفعول؟
 
يجيب النائب البعريني، "قلنا ونكرر، المبادرة باتت أرضية لأي حل، وبالتالي لا يمكن أن تنتهي إلا لحظة إنتخاب الرئيس، وهي قائمة وتتطور وفق الحاجة والتطورات، وبناء على هذه الأجواء والمؤشرات، فإننا سنستمر في سعينا الحثيث للوصول إلى النتائج المتوخاة، إنما من الطبيعي الأمور ليست بالسهلة، فثمة خلافات وتباينات وتراكمات، لكننا نحظى بدعم من الأكثرية النيابية واللجنة الخماسية، خصوصاً أننا لا نسعى لأي مناصب وأهداف سوى الوصول إلى انتخاب رئيس، ما نعتبره هدفاً وطنياً سامياً".