رفض متجدّد لمحاولات برّي... و"القوّات" ضدّ الحوار للمرّة الألف
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لا تزال العقبات والشروط المتبادلة بين الكتل النيابية تتحكم بالمشهد العام في البلد، وهي لن تؤدي وفق هذه المقاربات المتضادة الى انتخاب رئيس الجمهورية.
الرئيس #نبيه بري لا ينفك منذ اليوم الأول لأزمة انتخابات الرئاسة يؤكد أهمية التلاقي بين الكتل ودخولها في جولة من الحوار أو المشاورات فضلاً عن تأييده لكل ما تتجه إليه المجموعة "الخماسية" ومبادرة كتلة "الاعتدال" وقوله للطرفين إنه لن يتأخر في الاستفادة من أي نافذة إيجابية إن كانت تؤدي الى إتمام عملية الانتخاب في ظل عدم تمكن البرلمان الى اليوم من القيام بهذا الواجب الدستوري.
وإن كان بري مع أن تصدر الدعوة لهذا الحوار عن الأمانة العامة للمجلس على أن يكون رئيساً لطاولته، لا يبدو أن الطريق معبّدة أمامها للتوصّل الى الإجراء الذي تعترضه جملة من التعقيدات والاعتراضات من كتل المعارضة وعدد لا بأس به من النواب المستقلين مع ملاحظة أن أعضاءً في الفئة الأخيرة بدأوا من اليوم إجراء مشاورات مع أحزاب ليحلوا معاً في لوائح مشتركة بعد مرور سنتين على الدورة الجارية.
وتقف "القوات اللبنانية" في مقدم الجهات المعارضة لأي دعوة حوارية تكون برئاسة بري وتخرج من وجهة نظرها عن أبسط القواعد البرلمانية ورفضها إرساء أي أعراف جديدة تولد أي ارتدادات سلبية في المستقبل. وإن كانت "القوات" تقول إن مشكلتها مع رئيس المجلس "ليست شخصية" فإن لسان حالها حيال هذا الموضوع وعلى ضوء ما يبذله سفراء "الخماسية" الى جولات "الاعتدال"، يقول إنها لا تعارض لقاءات تشاورية في صالون المجلس أو القاعة العامة لا فرق، مع اعتراضها الدائم على أن تكون برئاسة بري "ما دامت غير رسمية" على أن تكون الدعوة لهذا النوع من الجلسات - اللقاءات تُستهلّ بعبارة: "تداعى النواب" وأن تأتي بواسطة أعضاء كتلة "الاعتدال". وتقول "القوات" بعد تكرار "موقفنا بكل وضوح" وللمرة الألف إنه لا يوجد أي تطور جديد في هذا الملف والدعوة الى أي جلسة تشاورية "على أن لا تكون تحت عنوان الحوار". وتوجّه كلامها الى رئيس المجلس "الذي يفهم علينا جيداً". ولذلك لا تمانع أن تحصل هذه المشاورات غير الرسمية وأن تُرفع حصيلة نتائجها لبرّي ليدعو بعدها الى جلسة تؤدّي الى انتخاب رئيس. وترفض "القوات" اتهامها بأنها تمارس سياسة العناد وتعطيل انتخابات الرئاسة. وتواصل اتهامها لكتلتي "حزب الله" و"أمل" ومن يقف معهما بأنهم "لا يريدون إجراء الانتخابات وأقله إن لم يضمنوا انتخاب سليمان فرنجية".
من جهته لا يقبل "الثنائي" اتهامات "القوات" هذه لا بل يحمّلها الى جانب كتل أخرى مسؤولية عدم انتخاب رئيس منذ أكثر من سنة ونصف السنة. وبعد التسليم بتوفر وجود تأمين الثلثين أي 86 نائباً في أي جلسة انتخاب تبيّن أن المعارضة ولا من يقف في وجهها تقدر على توفير 65 نائباً لانتخاب رئيس، وأن المعارضين (مع تكتل لبنان القوي) في عز تقاطع تحالفهم على اسم جهاد أزعور لم يسجّلوا له أكثر من 59 صوتاً مع الإشارة الى أن لا شيء يثبت اليوم أن "التيار الوطني الحر" ما زال على تقاطعه مع "القوات". وفي لحظة الانسداد هذه لم يبق أمام #مجلس النواب إلا خياران: التسليم بهذا الشغور المفتوح وعدم انتخاب رئيس أو التوجه الى حوار أو تشاور يؤدي الى إنتاج رئيس وتأليف حكومة جديدة وإطلاق عجلة تحصين المؤسسات في خضم كل التحديات التي تواجه البلد ومؤسساته مع التذكير هنا بأن "الخماسية" لم تعارض حصول تشاور أو أي شكل من أشكال الحوار بين الكتل النيابية حيث لا يخالف هذا الأمر قواعد الانتخاب والدستور.
ويرفض "الثنائي" مقولة أنه يعمل على استغلال حرب غزة وما يحصل في جنوب لبنان لتعطيل انتخابات واستثمار عامل الحرب على طاولة المفاوضات لإيصال مرشحه. وفي غضون هذه الموجة من المواقف الاعتراضية المتبادلة بين الأفرقاء وقبل وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت في نهاية الشهر الجاري لم تتلق "القوات" وجهات أخرى أي دعوة لعقد جلسة حوار للأفرقاء في باريس ولم يقدّم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو أي طرح من هذا النوع لحوار تستضيفه بلاده مع الإشارة الى أن السير بهذا التوجه يتطلب تنسيقاً مع "الخماسية" زائد أن باريس غير قادرة وحدها على إتمام هذه العملية بعد أكثر من انتكاسة تلقتها في تعاطيها مع هذا الملف. ولن تشارك "القوات" في جلسة "حوار كلاسيكي" لأن ما ترفضه في بيروت لا تقبل به في الخارج. وبعد تأكيد الأفرقاء مواقفهم هذه وتكرارها لا يبدو أن انتخابات الرئاسة ستحصل قريباً ولو حضر كل العالم الى بيروت.