ما الجديد المنتظَر بعد البيان الاخير لسفراء "الخماسية"؟
الاحداث- كتب ابراهيم بيرم في صحيفة النهار يقول:"كان البيان الذي صدر الاسبوع الماضي عن سفراء اللجنة الخماسية في أعقاب اجتماعهم في مقر السفارة الاميركية في عوكر، علامة فارقة في مسيرة هذه اللجنة من ناحيتين:
الاولى، انه أعاد الاعتبار الى دور اللجنة التي انطلقت بعد وقت قصير من حدوث الشغور، لان حراكها السابق بقي عديم الفائدة.
الثانية، ان البيان صيغ هذه المرة بلهجة ومضامين مختلفة بدت أكثر حزماً وتحديداً للأمور ، وهو ما ترك تداعيات على المشهد السياسي اللبناني من جهة، ووضع اللاعبين الاساسيين في حلبة هذا المشهد أمام تحديات جديدة من جهة أخرى.
وفي كل الاحوال، كان البيان بمثابة حجرأُلقي في بحيرة سياسية كان المقيمون على حفافيها يتصرفون باطمئنان الى انها راكدة، وهذا المستجد أثار موجات من ردود الفعل ستأخذ وقتها.
وعلى المقلب الثاني، فان الناظرين بارتياب الى حراك الخماسية والذين يراهنون على عنصر الوقت وإطالة أمد الشغور، أفصحوا عن وجهة نظر مغايرة. ففي رأيهم ان ليس لدى الخماسية الادوات الكافية لفرض رؤيتها. وفي الموازاة ثمة من يرى استحالة الفصل بين اجراء انتخابات رئاسية فيما القذائف تدوّي في غزة وعلى الحدود الجنوبية.
وحيال كل هذا المشهد المتشابك ثمة مَن انصرف الى التنقيب في خفايا الامور ليتأكد من ان كلمة السر الرئاسية قد أتت أو هي على وشك ان تأتي لكي يبني على الشيء مقتضاه.
يبدو النائب المستقل غسان سكاف الذي جعل من مسألة انهاء الشغور شغله الشاغل ومهمته الاساس منذ انتخابه الى اليوم، "مستبشرا" ببيان سفراء الخماسية. ويقول في تصريح لـ "النهار": "ان هذا البيان شكّل علامة فارقة قياسا مع كل الحراك السابق للخماسية، إنْ لجهة توقيت الاصدار أو ظروف صوغ البيان". ويضيف: "في التجارب السابقة كانت حدود الامور عند الخماسية عبارة عن عموميات وتمنيات ونصائح، لكننا نجد ان البيان الاخير لسفراء الخماسية ينطوي على عناصر جديدة ومهمة وعملية، ابرزها انه يتضمن مهلة حثّ لانتخاب الرئيس محددة بنهاية أيار الجاري أو اوائل حزيران المقبل".
ويستطرد سكاف: "لا أخفي انني سبق وتواصلت مع سفراء الخماسية وفي مقدمهم السفيرة الاميركية، وكنت من المشددين على ضرورة تحديد سقف زمني لكي تستقيم الامور ونطمئن الى ان المسألة وُضعت على المجرى الصحيح، وذلك انطلاقا من رؤية جوهرها انه لا يمكن لمن يرغب جادا في وضع حد للشغور الرئاسي ان يترك هذا الامر على همّة القوى اللبنانية وبعهدتها. فمثل هذا الاجراء هو وصفة للإخفاق ومزيد من الخلافات واضاعة الوقت واطالة زمن الشغور. وها هم قد بادروا ولو متأخرين".
ورداً على سؤال قال سكاف: "إن ما يشاع ويقال عن ان ثمة انقساما وتباينا داخل الخماسية حول مقاربة الاستحقاق هو غير دقيق، خصوصا انهم متفاهمون على طبيعة المهمة الاساس المنوطة بهم، اي انهاء الشغور في اسرع وقت منعاً لتفشي الفوضى في الدولة".
وهل ان مساحة التفاؤل عنده قد ازدادت بعد البيان الاخير لسفراء الخماسية؟
يجيب سكاف: "ان تفاؤلي الاساس يأتي من معلومات استقيتها اخيرا وفحواها ان الحراك الداخلي والخارجي على حد سواء بقصد تأمين انتخاب رئيس جديد ستزداد وتيرته في الايام المقبلة، وهذا يعكس حزماً وعزيمة عند المولجين والمعنيين".
وأضاف ردا على سؤال آخر: "ان بيان سفراء الخماسية الاخير قد صيغ بطريقة ديبلوماسية ذكية جدا من شأنها ان ترضي الاطراف كافة، فهو دعا الى مشاورات تسبق الانتخاب كبديل من طاولة التفاوض التي يرفضها البعض، وحكى في الوقت نفسه عن جلسات انتخاب بدورات متتالية. والواضح ان الهدف الاعمق هو لمّ الشمل اللبناني على الهدف الواحد". وشدد على "ان انتخاب رئيس جديد بات ملحّاً ليس فقط لاخراج البلاد من ازمتها المالية والاقتصادية الخانقة، بل ايضا ليكون لها مكان على طاولة المفاوضات الاقليمية المقبلة، خصوصا ان مسألة الترتيبات الحدودية ستكون مطروحة بالحاح بناء على القرار 1701".
وختم سكاف: "ما لاحظناه هو انه بعد الكارثة الاخيرة التي حلّت بايران والتي نقدم لقيادتها أحر التعازي، وجدنا ان القيادة هناك سارعت الى تحديد المسار الدستوري والآليات التي تضمن انتخاب بديل من الرئيس الراحل وتحول دون اي فراغ دستوري. ونحن نرى ان هذا سلوك حضاري راقٍ يستبطن حرصاً على المصلحة العليا لايران ولا يهدر الوقت. ونحن يتعين علينا ان نقتدي بهذه التجربة ونعطي الاولوية لانتخاب رئيس جديد للحيلولة دون الكثير من المشكلات والثغرات والفوضى في بلادنا".