غوتيريس وبوغدانوف وتجنّب "الحزب" حرباً واسعة
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"عندما يلتقي أي مسؤول لبناني في بيروت او الخارج أيَّ مسؤول اجنبي لا يمكن فصل ما يدور في غزة وحرب اسرائيل عن ازمات لبنان وعدم قدرة قواه السياسية وكتله النيابية على التوصل الى علاجات في ظل رفع الشروط والشروط المضادة بين الافرقاء. ويعترف اكثر من مسؤول غربي وآخرين من فئة السياسيين "المحايدين الموضوعيين" قدر الامكان بانه اصبح من الصعوبة بمكان تحييد مواجهات جنوب لبنان عن غزة وانتظار ما سيقدم عليه رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال رفح إذ لا يبدو انه سيتراجع عن اجتياحها لتحقيق ما رسمه منذ الساعات الاولى للرد على عملية حركة "حماس" في السابع من تشرين الاول الماضي.
وعلى هامش اعمال القمة العربية في المنامة الخميس الفائت حضر الامين العام للامم المتحدة انطونيو #غوتيريس، ولم ينفك في اجتماعاته مع اكثر من مسؤول عن اطلاق دعواته المتتالية الى وقف حمّامات الدم ضد الفلسطينيين بعد سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى وتدمير منازلهم، وتشديده على عدم سكوت العالم على هذه الابادة الاسرائيلية حيث يعتقد ان الحرب مفتوحة في غزة، ولا توحي معطيات الاتصالات الجارية التي تقودها اميركا اولا انها ستؤدي قريبا الى وقف لاطلاق النار.
ومن النقاط التي يجري التوقف عندها امام كل ما يدور في المنطقة هو ما نُقل عن توقف غوتيريس عند "#حزب الله" الذي لم يعد تأثيره في السنوات الاخيرة يقتصر على مساحة لبنان، مشيرا الى انه لا يتجاهل "حكمة الحزب" في كيفية تعاطيه في الجنوب ومقاربته للمواجهات العسكرية، وكيف انه يتحاشى فتح مواجهة كبرى في جنوب لبنان، وإن كان لا يقلل من اخطار الضربات المتبادلة على الحدود بين لبنان واسرائيل. ويستند المسؤول الاول في الامم المتحدة الى ما يتلقاه من معلومات وتقارير يومية من "#اليونيفيل"، وهو يعتبر ان #القرار 1701 في حال تطبيق مندرجاته يصب في مصلحة الجانبين اللبناني والاسرائيلي. ولا يدلي غوتيريس بكلامه عن الحزب من باب "الاعجاب" به بل من زاوية انه تفادى طوال الاشهر الاخيرة ولايزال اعطاء الحجة لاسرائيل لكي تقدِم اذا توافرت لها الظروف المساعدة على شن عدوان كبير ضد "حزب الله" على غرار عدوان تموز 2006. وعندما يرفع غوتيريس لواء الدفاع عن الفلسطينيين وضرورة توفير الحماية لهم من المجتمع الدولي، يجري اتهامه من اسرائيل بانه يساهم في حماية "حماس" في وقت لمس ان اكثر من جهة عربية وغربية تؤيد اسرائيل في حربها ضد "حماس'" للقضاء عليها، لكنها ما زالت تمسك بزمام المبادرة في غزة.
ويُنقل عن غوتيريس انه لا يمكن التنبؤ بما سيقدم عليه نتنياهو في رفح وجنوب لبنان.
ويتلاقى تعليق المسؤول الاممي التشاؤمي في نظرته النقدية للحكومة الاسرائيلية وجيشها مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف (حضر قمة البحرين) الذي تعارض بلاده اداء نتنياهو لكنها لا تقف في وجهه بقوة جراء انشغالها بحرب اوكرانيا. ولدى سؤال بوغدانوف: لماذا لا تقدِم موسكو انطلاقا من موقعها وعضويتها في مجلس الامن؟ يرد بالدعوة الى توجيه هذا النوع من الاسئلة الى واشنطن "غير القادرة بدورها على لجم نتنياهو".
ويقدم الديبلوماسي الروسي الذي يتوقف بدوره عند الاداء الهادىء للحزب صورة سلبية عن اداء نتنياهو، حيث يعتقد ان مسلسل الحرب الدائرة لا يؤشر الى وقف لاطلاق النار في وقت قريب وقد تمتد الى اشهر اخرى اذا استمرت حكومة تل ابيب بهذا النهج. ومن هنا تجتمع رؤية الديبلوماسية الروسية مع غوتيريس على مسألة ان نتنياهو قد يعطي اوامره لوحدات جيشه باجتياح رفح، مع تأكيدهما انعكاس مثل هذا "الخيار الخطير" على كل المشهد في المنطقة إذ ستكون له جملة من الارتدادات السلبية على مسار كل القضية الفلسطينية وتدحرجها وجبهة جنوب لبنان.