رئاسة الجمهورية شأن وطني بنكهة مسيحية ومسؤولية الموارنة كبيرة
مصدر قريب من «الثنائي» لـ «الأنباء»: مطلوب رئيس يعيد صياغة دور لبنان العربي والشرق أوسطي
الاحداث- كتب داود رمال في صحيفة الانباء الكويتية يقول:"على الرغم من الإيجابيات التي حفلت بها الساعات الاخيرة حول مصير الاستحقاق الرئاسي عقب بيان سفراء اللجنة الخماسية العربية والدولية، الذي صدر من مقر السفارة الأميركية في عوكر (بضبية شرق العاصمة بيروت)، الا ان ما تسرب من قبل القوى الأساسية، لاسيما فريق الممانعة، لا يشي بأن الأمور ذاهبة إلى نهاياتها السعيدة القريبة، مع الاصرار على ربط الرئاسة بساحات الصراع المفتوحة.
وفي هذا الاطار، قال مصدر قريب من الثنائي لـ «الأنباء»: «لا جدال في حقيقة لا تقبل النقاش، وهي انه اذا طبق الدستور فإن الرئاسة ليست عقدة انما أمر سهل وطبيعي وانسيابي، ولغاية الآن هناك مرشح وحيد جدي للرئاسة (من قبل الثنائي) هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وسيكمل بمعركته إلى النهاية ولن ينسحب تحت أي ظرف».
وأضاف المصدر: «حتى يعبر فرنجية إلى الرئاسة، يحتاج إلى اتفاق مع القوات اللبنانية او مع التيار الوطني الحر، والافضل مع الطرفين الرئيسيين، لان هناك مشكلة عند المسيحيين تتمثل بالتوافق بين بعضهم البعض، علما ان التوافق ليس بالضرورة الاتيان برئيس جمهورية توافقي. ربما يتوافقون على شخصية غير توافقية، لذا فإن مسؤولية المسيحيين والموارنة بشكل خاص كبيرة، وهذا لا يعني ان الرئاسة الاولى شأن مسيحي، انما موقع وطني بنكهة مسيحية، لأننا لسوء الحظ في بلد طائفي».
وأوضح المصدر «يحتاج لبنان إلى رئيس سياسي محنك له قاعدة شعبية. رئيس قادر على ان يمضي السنوات الست من ولايته الدستورية على خير، لان شروط نجاحه صعبة في ظل التحديات الكبيرة. من هنا تأكيدنا انه بيد التيار والقوات إنهاء عهد خلو سدة الرئاسة وهذه مسؤوليتهما، لأنهما يستطيعان إنهاء الربط بين رئاسة الجمهورية وأي حدث آخر. وأيا كانت الاحداث والتطورات، يجب ان يكون وحده خيار انتخاب رئيس للجمهورية هو الموجود على جدول الأعمال العاجل، وهذا بيد القوتين المسيحيتين الرئيسيتين».
وأكد المصدر «ان ربط رئاسة الجمهورية بأي شروط أمر غير مقبول ويطيل زمن خلو سدة الرئاسة الأولى، وعلينا التمثل من تجربة انتخابات الرئاسة عام 1970 يوم فاز سليمان قبلان فرنجية على الياس سركيس بفارق صوت واحد. وأيضا علينا الإقرار بأنه عندما يحصل توافق داخلي، فإن التأثير الخارجي يتراجع ويخضع للإرادة اللبنانية. وإذا فقد التوافق الداخلي يكبر التأثير الخارجي ويصبح هو المقرر».
واستدرك المصدر بالقول: «مع التأكيد على وجوب عدم ربط الرئاسة بأي شرط مسبق، الا ان ذلك لا يعني عدم وجوب التشاور بعيدا من الأضواء، اما للتوافق على مرشح وانتخابه، وإما لحصر المرشحين باثنين او ثلاثة على الاكثر، والنزول إلى مجلس النواب والاحتكام إلى اللعبة الديموقراطية».
وأشار «إلى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يفضل الحوار والتشاور والتوافق، وهو من مدرسة التوافق الداخلي ومقاومة التدخل الخارجي. للأسف (يتابع المصدر) كان الشعار لبنان اولا واصبحنا امام الرئيس اولا لكي يبقى لبنان. لذا علينا التوافق والإتيان برئيس قادر على إعادة صياغة دور لبنان في محيطه العربي وفي الشرق الأوسط».