أيّ دور يطمح إليه إبراهيم في جولته الخارجية؟
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"سجَّل المدير العام للامن العام سابقا اللواء عباس ابراهيم، حراكاً سياسياً وجولات إغترابية، تشكل ظاهرة لافتة، نظراً الى الدور الذي اضطلع به في مرحلة مفصلية داخليا، لاسيما أنه كان عرّاب المفاوضات مع جهات سياسية وديبلوماسية وتنظيمات متعددة في سوريا ودول أخرى، حيث كانت له صولات وجولات في إطلاق رهائن من جنسيات مختلفة، وهذا ما أعطاه دوراً مهما في تلك المرحلة.
أما على المستوى الداخلي، فاللواء إبراهيم كان من الذين يقومون بواسطات بين هذا الرئيس وذاك أو هذه الجهة السياسية وتلك، لحل عقد وزارية وحكومية وسياسية، وكان يقوم بخلطة في الحياة السياسية الداخلية من خلال الأدوار التي تدرّج بها في الداخل والخارج.
أما اللافت راهنا فاستمراره بالقيام بجولات خارجية، حيث ثمة جاليات لبنانية مؤثرة، لاسيما في الولايات المتحدة الأميركية التي كانت له جولة في بعض ولاياتها ولقاءاته مع المغتربين اللبنانيين، خصوصاً في ميشيغن ودير بورن حيث الحضور الأبرز للجالية لدى ابناء الطائفة الشيعية، كما كانت هناك مشاركة من أبناء الطوائف الأخرى، وتضمنت لقاءاته مع مسؤولين أميركيين، إلى المواقف التي أطلقها في واشنطن، دعوة للتواصل بين لبنان وسوريا في ملف النازحين السوريين. فهل يعني ذلك أنه مكلف هذه المهمة ويواصل دورا ما؟ أم انه أراد من خلال خبرته واطلاعه على هذه المسائل، إسداء نصيحة للمعنيين الذين يقومون اليوم بهذا الدور، وتحديداً الحكومة الميقاتية؟ من دون إغفال متابعة المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري الملف المتعلق بالنازحين، وتكليفه قضية الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، حيث يعمل على إنجازات وخطوات تمثلت في الآونة الأخيرة من خلال إقفال المحال التجارية للسوريين، وضبط الأمن والحدود، إلى العودة الطوعية التي بدأت وإنْ بأعداد مقبولة، إنما ملف النازحين تحرك مؤخراً بشكل لافت.
والسؤال: ما الهدف من جولات إبراهيم؟ وفق معلومات بعض المحيطين به، انه يملك شبكة علاقات واسعة ولديه أصدقاء كثر، إلى سياسيين في دول عدة عربية وغربية، من خلال المهام التي قام بها خلال ولايته في الأمن العام، والأدوار التي تولاها في المفاوضات لإطلاق الرهائن، وبالتالي، من الطبيعي أن يزور هذه الدول حيث ثمة جاليات لبنانية لديها صداقات مع إبراهيم ووجهت اليه دعوات، وكذلك خلال وجوده في الولايات المتحدة، إلتقى بعض الرهائن الأميركيين الذين أُطلق سراحهم بفعل مشاركته في جهود إطلاقهم، ناهيك عن لقاءات مع مسؤولين اميركيين اطلع منهم على آخر المستجدات على الصعيد اللبناني والمنطقة لاسيما ما يجري اليوم.
وتضيف المعلومات أن دعوة إبراهيم إلى علاقات مباشرة بين لبنان وسوريا حول النازحين، سبق له ان أشار اليها مراراً، علما ان ثمة جهات داخلية تدعو إلى تواصل بين لبنان والنظام السوري بمعزل عن الخلافات، وفي طليعتهم النائب السابق وليد جنبلاط، ناهيك عن التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية، ما يعني أن إبراهيم من خلال ما سبق وقام به من اتصالات ولقاءات وخصوصاً حول موضوع النازحين، يدرك أهمية التواصل بين البلدين.
من هذا المنطلق، فما قاله إبراهيم حول ضرورة التنسيق بين بيروت ودمشق في قضية النازحين، قد يكون من صلب مواقفه السابقة والحالية، لكن ذلك وفق المواكبين والمتابعين لما صدر، ربما له خلفيته ودوره في مرحلة يراها إبراهيم من خلال شبكة علاقاته ومتابعاته، بأنها قد تشهد متغيرات كثيرة في لبنان والمنطقة، ويبقى الطموح كبيرا بالنسبة إليه، ونظراً للدور الذي اضطلع به في أصعب المراحل، ربما يؤسس لدور سياسي وإن كان من المبكر الخوض في هذه المسألة التي لم يشر إليها المدير العام السابق للأمن العام لا من قريب أو بعيد.