معركة «ليّ الأذرع» تحتدم جنوباً.. استباحة البقاع ودعوات لضرب الضاحية
بري لجلسات متتالية.. وقبرص تحذر من انهيار لبنان.. والمفوضية تعترض على الإجراءات الأمنية
الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء" تقول:"احتدم الموقف الميداني بين اسرائيل وحزب الله، بدءاً، من بعد ظهر امس، بعد غارات معادية استهدفت مدنيين، فرفع الحزب من وتيرة ردّه، عبر عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنات الجليل الأعلى والجولان.
وليلاً، كثف الاحتلال الاسرائيلي غاراته، فلاحق سيارة في مجدل عنجر، كما شن غارات على اطراف عيناتا وكونين وعديسة، كما استهدفت حولا، الامر الذي أدى الى سقوط شهداء وجرحى.
وقالت مصادر معنية أن ما يجري هو عملية «ليّ أذرع، من غزة الى الجنوب الى سائر الجبهات في ظرف دخلت فيه حرب غزة مرحلة الحسم، سلباً أو ايجاباً، في ضوء الفشل الذريع لجيش الاحتلال والمأزق المتفاقم داخل الكابينت (أو مجلس الحرب).
وربطت مصادر دبلوماسية بين تطور الوضع الجنوبي، كوضع هو أقرب الى الحرب من المناوشات، وبالتالي فصل لبنان التقاط الفرصة، وعدم الإنتظار، بعدما بات البقاع بعد الجنوب مستباحاً، وان ثمة دعوات معادية وأميركية ايضاً لاستهداف الضاحية الجنوبية – بيروت.
وحسب مصادر الخماسية فعلى اللبنانيين الاختيار بين الجلوس على طاولة المفاوضات أم لا، لأن بعد حزيران ستكون الدول قد انشغلت بملفاتها.
وما تستبعد المصادر أن يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان طهران، وعرض الموقف المطالب بدعم إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان من المسؤولين الايرانيين.
ونقل عن الرئيس بري قوله، أنه سيدعو الى جلسات بدورات متتالية، وليس الى جلسة واحدة بدورات متتالية.
وفي المعلومات أن سفراء الخماسية سيقومون بزيارات الى عدد من القوى السياسية بالتنسيق مع نواب كتلة الاعتدال، في محاولة لحل العقات التي تقف أمام جلسة للحوار.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى أن بيان اللجنة الخماسية احال تحريك ملف الرئاسة إلى القوى السياسية المحلية التي تقع عليها مسؤولية التشاور قبل جلسات الانتخاب المفتوحة، ورأت أن البيان لم يحمل أي طرح قديم وكان تكرار لهذه المسؤولية ، مؤكدة في الوقت نفسه أن المجال ترك لترتيب المرشحين دون فيتوات على احد.
وقالت هذه المصادر أن الخلاف على مبدأ التشاور لا يزال قائما، كما أن المواقف من التمسك ببعض الأسماء المرشحة لم تتبدل، ولكن ثمة اشارات واضحة إلى دخول أسماء جديدة في المرحلة المقبلة ،لافتة إلى أن هناك استحالة لانتخاب رئيس الجمهورية في نهاية الشهر الحالي، إلا إذا ركن الجميع إلى التشاور في القريب العاجل ووضعت مهلة زمنية لحسم الخلاصة قبل جلسة الانتخاب.
تخوف قبرصي
وفي موقف يخدم لبنان، قال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو أن بلاده مع 8 دول أوروبية ترى أنه حان الوقت لاعلان أماكن آمنة في سوريا لاعادة النازحين السوريين اليها، بعد 13 عاماً من الصراع.
ودعا الوزير القبرصي الى تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان، وقال: «إذا ترك لبنان ينهار، فإن العواقب على الاتحاد الاوروبي بأكمله ستتكون لا تحصى»، مشيراً الى أن تدفق المهاجرين السوريين بشكل غير نظامي أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الاقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين.
استغراب تدخل المفوضية
وفي خطوة أثارت استغراباً طالت المفوضية السامية للاجئين من وزير الداخلية والبلديات، بموجب كتاب بوقف اجراءات البلديات لمنع التجمعات والاعمال غير الشرعية للنازحين السوريين، فضلاً عن توقيف الدراجات النارية غير المستوفية لشروط القيادة والسلامة.
وفي السياق، تمكنت البحرية القبرصية من توقيف مركب على متنه 20 سورياً كان متجهاً إلى قبرص قبل 4 أيام من السواحل السورية وتمّت مطاردته، فوصل إلى السواحل اللبنانية عند العريضة الحدودية. وقامت البحرية اللبنانية بتسليمه إلى البحرية السورية في إطار التعاون بين الجانبين في هذا الصدد.
غالانت في الشمال
على جبهة احتدام المواجهة، جال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت على مناطق شمال اسرائيل (قبالة الحدود الجنوبية).
ونقلت «يديعوت احرنوت» عن غالانت قوله: «ادرك حجم الاضرار هنا، لكن الاضرار وعدد المسلحين الذين تم القضاء عليهم يفوق ما تعرضنا له».
وشدد غالانت على أن دولة الاحتلال «ملتزمة بالاستعداد لكل الاحتمالات والخيارات» وطالباً بضرب مطلقي الصواريخ والمسيرات من لبنان. مشيراً انه قال يوما ما للجنود: انتظروا سوف نعمل حتى ——- (في اشارة للمنطقة الحدودية مع لبنان).
الوضع الميداني
ميدانياً، وسّع العدو الاسرائيلي من دائرة عدوانه على الجنوب حيث تعمق بالضرابات فاستهدف منطقة الزهراني والنجارية حيث اصاب النادي الحسيني وبيك آب واغار على بؤرة للخرضوات، مما اسفر عن استشهاد مواطن لبناني وطفلين سوريين اضافة الى عدد كبير من الجرحى، وسرعان ما ردت المقاومة باكثر من 80 صاروخاً اصابت اهدافها بدقة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي سلسلة غارات على منطقة الزهراني قرب بلدة العدوسية والمصفاة في منشآت النفط وفي بلدة النجارية حيث أصاب النادي الحسيني وبيك أب تابع للبلدية وافيد عن إصابات في صفوف المواطنين، كما اغار على بورة فرحات.
بدوره، وسع حزب الله من نطاق رده، فاستهدفت المقاومة الاسلامية كذلك موقع الراهب، كما استهدف مرابض العدو في الزاعورة، بدفعة من صواريخ الكاتيوشا.
واستهدف حزب الله موقع جل العلام بالاسلحة الصاروخية بالقذائف المدفعية، كما استهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.
ونعت حركة «حماس» الشهيد شرحبيل علي السيد (أبو عمرو) الذي قضى على طريق المصنع بين لبنان وسوريا.