لقاء عوكر تقييمي: ماذا دار في اجتماع الخماسية؟
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"اتجهت الأنظار مجددا نحو اللجنة الخماسية المولجة بالوصول إلى توافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، واللافت أن لقاء السفراء عُقد في السفارة الأميركية، ما أعطاه أكثر من دلالة في هذا السياق.
ثمة معلومات تؤكد أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون تحمل صلاحيات من بلدها بمثابة الوزير المفوض حول الملف الرئاسي، وتواكبه وتتابعه، وليس الأمر بحاجة إلى موفد أميركي، على غرار ما يحصل في دول أخرى مثل فرنسا، حيث يتولى موفدها الرئاسي جان - إيف لودريان الملف إياه. وعُلم أن جونسون، التي يصفها أحد السفراء بالحازمة والحاسمة والمتابعة بقوة لكل نقاط الملف، ما يشي بأن اللجنة الخماسية لم توقف محركاتها أو ان دورها انتهى، كما تم تسريب ذلك، بل هي ستواصل مساعيها وسط تساؤلات: ماذا فعلت؟ وأين رئيس الجمهورية؟
إذ لم يحصل أي توافق حتى الساعة بين المكونات اللبنانية على انتخاب الرئيس، على رغم وجود خمسة سفراء يمثلون أبرز الدول العالمية والخليجية والعربية، إنما المعلومات المستقاة من جهات بارزة تؤكد أن هناك آلية جديدة تم وضعها في اجتماع الخماسية في السفارة الأميركية، ومؤداها بعد تقييم عمل اللجنة وكل المستجدات، أن يكون هناك لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، ويمكن أن يُدعم ذلك بلقاء على مستوى وزراء خارجية الدول المشاركة في اللجنة، أو مؤتمر في الداخل أو الخارج، عبر حض كل الأطراف على انتخاب الرئيس مع إجراءات حازمة في حق كل من يعرقل هذا الاستحقاق، وبمعنى أوضح، ستخرج اللجنة من الرتابة بعدما وصلت الأمور إلى وضع ينذر بقلق ومخاوف في لبنان من استمرار الشغور الرئاسي.
توازياً، تشير مصادر سياسية الى ان لقاء #عوكر يندرج في إطار اللقاءات الدائمة والتشاور حول آخر المستجدات، وليس ثمة جديد سوى تقييم كل الخطوات السابقة، وبالتالي تم وضع آلية للتحرك في المرحلة المقبلة، وفي وقت قريب جداً، وقد تكون هناك زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري ولرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومرجعيات أخرى، إذ ثمة ظروف إستثنائية يجتازها لبنان والمنطقة ستدفع الى تطوير ورفع منسوب تحرك اللجنة للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وكالعادة ليس هناك مرشح للجنة على الإطلاق أو "فيتو" على أحد، خلافا لما يقوله البعض، بل الأكيد هو أن الخيار الثالث تم بحثه في مرحلة سابقة، وسيصار مجدداً الى البحث في هذا الخيار مع كل الأطراف، ومواقف جميع القوى السياسية في لبنان باتت واضحة. وثمة أرشيف للجنة دوّن كل ما طلبه القادة السياسيون في لبنان من مواقف ومقترحات حول الإستحقاق الرئاسي، ولكن بعد التطورات الأخيرة في الجنوب وما يحصل في غزة، وصعوبة الوضع في لبنان، فان الامر بات يحتاج إلى حسم هذا الخيار، من دون إغفال أن يكون هناك دور للموفد الفرنسي، الذي زار واشنطن والقاهرة والرياض، وقد يعود إلى بيروت إذا كانت لديه معطيات جديدة، بحيث بات كل طرف خارجي لا يرغب في زيارة لبنان إلا إذا كان الحل بين يديه، وهذا ما سيفعله لودريان الذي ردد أمام أحد أصدقائه أنه غير راضٍ على الوضع القائم في لبنان والنتائج حتى الساعة غير مقبولة. لذا فان إجتماع السفارة الأميركية كان مغايراً للقاءات السابقة لناحية إنطلاق وثبة جديدة. تلك هي المعطيات، ولا تسمية لمرشحين، ولا اقتراحات جديدة، بل آلية للتحركات، وخصوصاً أن كل السفراء مزودون بدعم من حكومات بلادهم حول ضرورة الإسراع في حض الأطراف اللبنانية على انتخاب الرئيس.
وتضيف المصادر نفسها انه لا بد من التوقف عند ما أشار إليه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عشية انعقاد القمة العربية في المنامة، واجتماع اللجنة الخماسية في السفارة الأميركية، إذ دعا إلى توافق اللبنانيين والشروع في توافق سياسي وإطلاق رزمة إصلاحات، وهذا هو موقف اللجنة الخماسية التي تتبنى ما أشار إليه الوزير السعودي، ما يعني ان الأمور متجهة إلى تفعيل الدور والخطوات المقبلة، من خلال ما تم التوافق عليه في عوكر.
يبقى أخيراً ما رشح من أجواء ومعطيات حول لقاء عوكر وكل ما يجري على خط الخماسية، بان الأنظار متجهة إلى ما يجري في غزة والجنوب، لأن ذلك يعيق دور اللجنة وانتخاب الرئيس تحديداً، بمعنى ان ثمة صعوبة لفصل هذه المسارات، ولكن ثمة مقترحات وآليات جديدة يعمل عليها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وكذلك الفرنسي لودريان من أجل الوصول إلى صيغة تسوّق دولياً وإقليمياً وفي إطار اللجنة الخماسية، من شأنها تسهيل انتخاب الرئيس خوفاً من أي تطورات أمنية دراماتيكية، إذ إن لبنان لم يعد بوسعه تحمّل الشغور الرئاسي في ظل ما يعانيه من أزمات سياسية واقتصادية وسواها.