كيف يقرأ ريفي وسعيد وهاشم دعوة نصرالله لفتح البحر؟
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"يبقى موضوع النازحين بمثابة الزاد اليومي، والمادة الأساسية التي تشغل وتربك الساحة السياسية الداخلية، وبالتالي مع جلسة مجلس النواب العامة اليوم المخصصة لمناقشة موضوع النازحين، حيث المخاوف تتعاظم من أن تتحول إلى تفجيرية، أو ضبطها من قبل "المايسترو" رئيس مجلس النواب نبيه بري بات محسوماً، الأمر الذي أكده لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته لعين التينة، ولقائه ببري، بمعنى أن رئيس الحكومة يرى أن كل الحملات موجهة ضده بعد هبة المليار يورو، وبالتالي بدأ بهجوم معاكس، خصوصاً بعد زيارة عين التينة، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم.
لكن بعد هذه الأجواء وخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ودعوته لفتح البحر أمام النازحين، عاد خلط الأوراق وربما سيكون لذلك تأثيراته على جلسة اليوم، ولكل ما يتصل بموضوع النازحين بصلة، ما يعني أننا ما زلنا ندور في حلقة مفرغة، وهذا الملف يثقل كاهل اللبنانيين ولا أفق له في هذه المرحلة، فماذا ما بعد كلام نصرالله على الصعيد السياسي وحالة الانقسام التي تتفاعل يوماً بعد يوم على هذه الخلفية؟
في السياق، يقول النائب اللواء أشرف ريفي لــــ"النهار"، "إننا لا نتعاطى مع موضوع النازحين من الأساس إلا بصفة إنسانية لا عنصرية، ولا تحمل أي خلفيات، إلا ضرورة أن يعود هؤلاء إلى ديارهم معززين مكرّمين، لكن ما قاله السيد نصرالله عبر دعوته لفتح البحر أمامه، وكل ما أشار إليه في خطابه، يبقي الأمور تدور في حلقة مفرغة، لا بل إنه يتماهى مع النظام ويزايد عليه في هذه المسألة، وبالتالي يقطع الطريق على مناقشة موضوع النازحين في مجلس النواب وفي المحافل الدولية وعلى كل المستويات، لذلك" يضيف ريفي، "السيد حسن نصرالله أطلق أمس أمر اليوم حول هذه القضية، وهو الآمر الناهي في كل شاردة وواردة، فهو يشاغل إسرائيل في الجنوب، ويفرمل البلد لأهداف واضحة المعالم تتعلق بالأجندة الإيرانية وكذلك في موضوع النازحين، فكيف لنا أن نقوم على المستوى الوطني من لقاء بكركي إلى مجلس النواب وسواهم وكل ما يتصل بمؤسسات الدولة والشرعية بصلة، فيما هو يفرض أجندته على الجميع، وهذا برأيي ستكون له عواقب وخيمة على صعيد موضوع النازحين وعلى كل الصعد فهو يشرع باب البحر والبر والسماء وكل شيء، بمعنى أنه يرهن لبنان لأهدافه وأجندته وعقيدته على حساب النازحين وكرامة اللبنانيين وكل ما يتصل بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحديداً السيادية".
في الإطار عينه، يلفت النائب السابق فارس سعيد إلى أن "ما دعا إليه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، من فتح البحر لعودة النازحين، إنما لفرض شروطه إن كان هناك مفاوضات لوقف الحرب والوصول إلى هدنة، وذلك ليحاور الغرب والخارج ويخيفهم بأنه يريد فتح البحر ليغادر النازحون إلى بلادهم، وعندها يأتي هؤلاء لمحاورته، وبالمحصلة هذا ما يريده، أي محاورة الغرب وذلك الهدف الأساسي من خلال خطابه حول هذه المسألة"، ويتابع سعيد "ما يريده فقط الحوار مع الخارج في ظل حالة الارتباك التي قد تتفاقم بعد هذا الكلام". ويخلص سعيد متسائلاً: "لماذا جلسة مجلس النواب ما دام السيد نصرالله رفع سقف شروطه وحدد خياراته، فهذه الجلسة لا لزوم لها وقد وُلدت ميتة بعد كلام السيد نصر الله".
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، يقول لـــ"النهار"، "إن ما نسمعه من بعض القوى السياسية، إنما هو مزايدات شعبوية، والبعض يطلق مواقف عنصرية وغير إنسانية، أما بالنسبة لكلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فهو أحد الحلول الأساسية والضغط على الدول الأوروبية التي يخيفها وصول النازحين إليها، فكلامه سيكون له دوره ووقعه من أجل تسريع عودة النازحين إلى ديارهم، وذاك يكون برفع العقوبات، لأن المشكلة اقتصادية، وأؤكد لكم أن أكثر من تسعين بالمئة من النازحين، إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية بعد رفع العقوبات، سيعودون إلى ديارهم، وليس ثمة عوائق سوى المسألة الاقتصادية، فكلام السيد كان واضحاً عبر الضغط على الغرب، وبشكل أساسي على الأوروبيين الذين يخشون من تدفق النازحين إلى بلدانهم، لذلك وضع الأمور في نصابها الصحيح، وهذه الصرخة التي أطلقها باعتقادي ستكون بمثابة الضاغط الأبرز والأساسي من أجل عودتهم إلى ديارهم، وعلى الجميع أن يتلقف ما قاله في هذا الإطار".
ويبقى أخيراً، أن ما قاله نصرالله حول فتح البحر هو محاولة ضغط لرفع العقوبات عن سوريا، وتحديداً قانون قيصر، وبشروطه، وإلّا فكل ما يقال ويطلق من مواقف في الداخل إلى مؤتمر هنا وآخر هناك، لا يقدّم أو يؤخر، وبمعنى أوضح إن نصرالله قال كلمته، والأيام المقبلة كفيلة بتوضيح الأمور من مؤتمر بروكسيل إلى القمة العربية في المنامة وكل ما يتصل بموضوع النازحين.