«الخماسية» تعيد الرئاسة إلى الأذهان: لقاء لمجرد اللقاء
الاحداث- كتبت غادة حلاوي في صحيفة نداء الوطن تقول:"لقاء جديد للجنة الخماسية. يحلّ السفراء ضيوفاً على زميلتهم السفيرة الأميركية ليزا جونسون. للمكان رمزيته السياسية، تفتح شهية البعض على التحليل وإضفاء أبعاد غير واقعية على الاجتماع. لقاء للّقاء يندرج في إطار التأكيد على الدور. قال السفير المصري علاء موسى إنّه سيشكل خارطة طريق لعملهم.
ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها السفير المصري عن سعي «الخماسية» إلى وضع خارطة طريق للمستقبل. العبارة ذاتها سبق أن كرّرها قبل شهر تقريباً. وعقب كل لقاء أو زيارة لمسؤول سياسي يخرج مبشّراً بنتائج إيجابية. حريص على إشاعة فائض تفاؤل يميّزه عن زملائه سفراء الدول الأخرى الممثلين في «الخماسية».
مداورة تعقد «الخماسية» اجتماعاتها بين فترة وأخرى، في مقر إقامة أحد أعضائها، وتكون الغاية التداول في المراحل التي قطعت وإعداد جدول الزيارات المقبلة. المفترض أن يتجاوز البحث سفراء «الخماسية» إلى وزراء الخارجية، لكن ما الجديد الذي سيبحث فيه وزراء الخارجية ما دامت «الخماسية» لم تستطع تحقيق أي خرق في الاستحقاق الرئاسي، ولن تستطيع طالما الحرب على غزة مستمرة. يرفض «حزب الله» فصل جبهة الجنوب عن غزة. كان خطاب أمينه العام السيد حسن نصر الله واضحاً أن لا فصل أبداً، وأنّ هذا الموقف في متناول الأميركيين والفرنسيين، فأي خرق يمكن أن يتحقق والهدنة لم تتحقق بعد، يعني لا رئيس ولا انتخابات.
يتوقع المعنيون أن يفتح النقاش الرئاسي بقوة بعد نجاح مباحثات الهدنة. وأي بحث في الأسماء أو بإمكانية الدعوة إلى جلسة انتخاب غير واردة ما دام الوضع على حاله. خلف الكواليس يرصد هؤلاء آثار صراع كبير بين مرشَحين غير معلنين، هما: المدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وقائد الجيش العماد جوزاف عون. يضع الأميركيون «فيتو» على الأول، بينما لـ»حزب الله» اعتراض مبطّن على قائد الجيش يتجنّب التعبير عنه. حالياً يستبعد «حزب الله» أي بحث في الشأن الرئاسي وهو كغيره لا يرى نضوجاً قريباً ولا ظروفاً تساعد في الاتفاق على رئيس، نافياً ما تردّد عن احتمال انتخاب رئيس في غضون الأشهر القليلة المقبلة. ومردّه إلى ما تطمح اليه الولايات المتحدة، بتعبير وسطاء، عن رغبة في إنجاز الإستحقاق الانتخابي الرئاسي في لبنان في الفترة الفاصلة بين وقف الحرب على غزة وانتخابات الرئاسة في أميركا. أراد موفدها الرئاسي آموس هوكشتاين القول في السابق إنّ نهاية حرب غزة قد تكون مناسبة لذلك، وتحدث عن سلة كاملة متكاملة على الحدود ضمنها رئاسة الجمهورية، وهذا ما أوحى به سفراء الدول الخمس المعنية بملف الرئاسة، ولذلك لا يتوقف المرشح سليمان فرنجية عن تأكيده المضي بترشيحه ظنّاً منه أنّ الاتفاق على صفقة ستمنح الرئاسة لـ»حزب الله» الذي سيخرج من المعركة رابحاً، لكن من السابق لأوانه معاودة البحث قبل الهدنة. و»حزب الله» الذي قال سابقاً إنّه لا رئاسة قبل غزة لا يرى أنّ الوقت سيساعد على انتخاب رئيس في الفترة التي ترتئيها فرنسا أي بين 15 تموز و15 أيلول، لأنّ الظروف لن تكون ناضجة على النحو المطلوب، خصوصاً متى كان المطلوب الاتفاق على سلة متكاملة.
اليوم يلتقي سفراء «الخماسية» لتقييم الموقف واستعراض مرحلة ما بعد الهدنة وامكانية انتقال البحث الجدي إلى وزراء الخارجية، وهذا يلزمه إنجاز اتفاق أو تسوية هي في متناول هوكشتاين الساعي لبلورة الاتفاق على تطبيق القرار 1701 وانتزاع موافقة اسرائيلية بوقف الطلعات الجوية في سماء لبنان وتثبيت النقاط الـ 13 على الحدود البرية، يواكب هذه المرحلة الاتفاق على انتخاب رئيس كشرط أساسي للإستقرار. نتائج كل هذا لا تزال في علم الغيب.
وحده نشاط «الخماسية» يعيد الملف الرئاسي إلى الأذهان في ضوء انغماس الجميع بالبحث في ملف النازحين وهبة المليار يورو والجلسة النيابية اليوم التي دُوزن بيانها الختامي أو التوصية التي ستصدر عنها، وإن كان متوقعاً أن تشهد مواقف عالية النبرة تشجب وتستنكر ويتبارى أصحابها في سرد الواقع ومخاطره، ثم تنتهي، ليكون «الغد يوماً آخر».