إسرائيل توسّع اعتداءاتها، هل بدأت الحرب على لبنان فعلياً؟
الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"في رصد للتطورات العسكرية على الحدود اللبنانية ال#إسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، وكلام وزير الدفاع الإسرائيلي أمس في أعقاب غارات كثيفة طيلة النهار عن أن "الفترة المقبلة ستكون حاسمة في #جنوب لبنان وأنه تم القضاء على نصف قادة #حزب الله"، فضلاً عن رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب وإقفال الطرق المتاخمة للحدود، يبدو واضحاً أن التصعيد بدأ يأخذ منحى خطيراً جداً يشير إلى أن كل قواعد الاشتباك التقليدية وغير التقليدية التي ارتسمت منذ السابع من تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء الحرب في غزة، وإعلان "حزب الله" حرب المشاغلة والإسناد، كل تلك القواعد سقطت، وانتقلت إسرائيل فعلاً إلى تنفيذ تهديداتها المتصاعدة ضد لبنان، على نحو يشي بما لا لبس فيه إعلانها الحرب على لبنان.
تثير تطورات اليومين الماضيين والاستهدافات المركزة لمواقع الحزب وكوادره، تساؤلات مقلقة حيال ما ترمي إليه إسرائيل في اعتداءاتها، خصوصاً أن تلك الاعتداءات تخالف كل الضغوط الدولية التي تمارس من أجل منع انزلاق طرفي المواجهة إلى الحرب الموسعة، فيما تهديدات تل أبيب لم تقف عند حدود الحزب، بل ذهبت أبعد إلى إبلاغ السلطات اللبنانية عبر الموفدين الدوليين والقنوات الديبلوماسية بأن الحرب ستؤدي إلى تدمير لبنان، أي إنه لا تمييز بين الحزب والحكومة التي ترى فيها إسرائيل حليفاً للحزب. والمعلوم أن إسرائيل في كل اعتداءاتها أو عدوانها على لبنان تستهدف البنى التحتية فيه من أجل تعطيل أنشطته الاقتصادية والخدماتية وإعادته عقوداً إلى الوراء، كما يأتي دائماً على لسان قادتها بالرغبة في إعادة البلد إلى العصر الحجري.
تسارع وتيرة الاعتداءات وتوسع رقعتها بات يطرح سؤالًا ملحاً هل دقت ساعة الصفر فعلاً أم لا يزال التصعيد قابلاً للاحتواء، ويمكن للجهود الديبلوماسية والسياسية أن تجنب الانفجار الكبير.
في رأي مصادر سياسية مراقبة، إن إسرائيل تجاوزت في اعتباراتها في شأن حربها على لبنان عموماً والحزب خصوصاً أي جهود أو وساطات من شأنها أن تلجم التصعيد وتفتح الباب أمام مفاوضات لتسوية سياسية. وهي بذلك تسعى إلى تحقيق نقاط أو مكاسب تعزز وضعها التفاوضي، خصوصاً أن هذه المفاوضات وإن لم تكن بدأت بعد في شكل علني، فإنها جارية في الكواليس الديبلوماسية إن من خلال وساطة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الذي يتولى ملف تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ وتثبيت الحدود البرية، أو من خلال المساعي التي تبذلها باريس من خلال الورقة الفرنسية التي تتضمن خريطة طريق تنفيذ القرار الدولي عبر ثلاث مراحل أولاها تبدأ بخفض التصعيد ومن ثم وضع آلية تطبيق القرار وأخيراً بدء المفاوضات حول تثبيت الحدود البرية.
وترمي باريس من خلال وساطتها إلى تقديم الجهد الديبلوماسي من أجل الحل السياسي على الحل العسكري الذي تسعى إليه إسرائيل، مع إدراكها الكامل أن لا حل من خارج القرار الأميركي أو التنسيق مع واشنطن، وهو ما حصل أخيراً في اللقاء الذي جمع هوكشتاين بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان في واشنطن، كما تبلور في التعديلات التي طرحتها باريس على الورقة، بعد تبلغها الرد اللبناني الرسمي، علماً بأن لبنان سيستقبل يوم السبت وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في إطار المسعى الذي تقوم به بلاده من أجل ضبط التصعيد. وأفادت معلومات أن سيجورنيه الذي سيلتقي كلاً من رئيس المجلس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، سيحمل إلى المسؤولين اللبنانيين التعديلات المقترحة على الورقة الفرنسية ويستمع إلى الموقف اللبناني في شأنها، علماً بأن الساعات الفاصلة عن موعد الزيارة قد تحمل مزيداً من التطورات، إذا استمرّت إسرائيل بوتيرة الهجوم عينه، أو قرر الحزب توسيع دائرة استهدافاته كما حصل أمس مع بلوغ صواريخه حيفا. إلا أن المصادر السياسية لا تزال تستبعد الحرب الموسعة على قاعدة أن أياً من الفريقين لا يتحمّل عواقبها.