واشنطن: هناك احتمال لخفض التصعيد والانتقال إلى ترسيم الحدود
غارات الجنوب تُنذر بالأخطر و"بلطجة" نيابية تُمدّد للبلديات
الاحداث- كتبت صحيفة "نداء الوطن"تقول:" عندما جلس رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس قبالة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عين التينة، ليتبادلا أطراف الحديث حول جلسة البرلمان اليوم، كان الإعلام في لبنان والعالم ينقل تباعاً أنباء الغارات الإسرائيلية الأعنف على الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي.
وعلى هذا النحو عاش لبنان أمس، وسيعيش اليوم. فهو واقع بين سلطة سترتكب اليوم جريمة موصوفة في حق الديموقرطية بالإجهاز في الجلسة النيابية على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، وبين ترك الجنوب في مهبّ «مُشاغلة» أفلتت آلة الإجرام الاسرائيلية من عقالها وأوصلته البارحة الى جحيم الغارات المهولة التي أنزلها الطيران الحربي بالمناطق الحدودية.
وسيكون لبنان هذا النهار على موعد في ساحة النجمة، ظاهره تشريع وباطنه «بلطجة» من أجل إلغاء الاستحقاق البلدي والاختياري الذي دعا اليه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الشهر المقبل. وقدّرت المعلومات أن تنعقد الجلسة النيابية بنصاب سيبلغ 84 نائباً يصوّت من بينهم 67 لمصلحة «تطيير» الاستحقاق، فيما سيعارضه 17 نائباً. أما بقية أعضاء المجلس وعددهم 44 نائباً، فلن يحضروا الجلسة رفضاً لمهزلة الإجهاز على الاستحقاق الانتخابي.
ومن مجزرة الديموقراطية الى محنة الجنوب. فقد أفادت المعلومات الرسمية أنّ إسرائيل استهدفت عيتا الشعب وعدداً من القرى المحيطة بها، وقالت إنّ الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ حزاماً نارياً من الغارات الجوية بلغت أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلّة وردة».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ «هجوماً واسع النطاق طال حوالى 40 هدفاً»، وصفها بأنها مستودعات وبنى تحتية تابعة لـ»حزب الله» في محيط عيتا الشعب في القطاع الغربي من الحدود الجنوبية، بالطائرات الحربية والقصف المدفعي. وتذرّع بأنّ «الحزب» يستخدم وسائله القتالية في منطقة عيتا الشعب لضرب «الجبهة الداخلية الإسرائيلية».
وشنّ الطيران الإسرائيلي أيضاً، غارات عدة على مواقع في الجنوب، وقصفت المدفعية منطقتي كفرشوبا وشيحين، فيما استهدف «حزب الله» تموضعات وتجمعات ومواقع للجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أنّ القوات الإسرائيلية تنفّذ «عملية هجومية» على جنوب لبنان، بعد تبادل إطلاق النار على نحو شبه يومي عبر الحدود بين البلدين. وقال في بيان: «انتشر الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان بأكمله»، من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية.
وأكد أنه تم «القضاء على نصف قادة «حزب الله» في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». وأشار الى «التعامل مع بدائل عدة حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، والفترة المقبلة ستكون حاسمة» .
من جانبه، أكد متحدث من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لوكالة «فرانس برس» أننا «لم نرصد أي عبور بري اليوم (أمس)».
وفي واشنطن، تناولت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في مؤتمر صحافي التقلبات المستمرة والجهود المبذولة لتهدئة التوترات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقالت: «كانت هناك درجة عالية من التقلّب على تلك الحدود، ودرجة مقلقة للغاية من التقلب».
وسلطت الضوء على المصاعب التي تواجهها المجتمعات العالقة في النزاع، مشيرة إلى أنّ «المجتمعات على جانبي تلك الحدود اضطرت للإجلاء إلى أجزاء أخرى من لبنان وإسرائيل للبقاء بعيدة عن الأذى». وإذ لفتت الى أنّ «احتمال التصعيد حاد»، أردفت قائلة: «حذرنا إسرائيل بالطبع من ردّها على الهجمات التي بدأها «حزب الله» في الساعات الأولى مع تطور الهجمات. لقد طلبنا من إسرائيل أن تكون حذرة في الطريقة التي تردّ بها».
وختمت: «هناك بالتأكيد احتمال لخفض التصعيد، ثم الانتقال في نهاية المطاف إلى جهد ديبلوماسي لترسيم الحدود».