جريمتا سليمان وسرور فتحتا ملفي النزوح السوري و"الموساد"
الاحداث- كتب داود رمال في صحيفة الانباء الكويتية:"لم تتوقف ترددات عملية مقتل القيادي القواتي باسكال سليمان والصيرفي المقرب من «حزب الله» محمد سرور.
وعلى الرغم من هدوء الصخب الذي رافق الجريمتين، الا ان المتابعات السياسية والامنية الرسمية والحزبية مستمرة، انطلاقا من خطورة ما حصل، ومؤشراته السلبية جدا على الواقع اللبناني المعرض دائما للاستهداف من جهات معادية.
وأوضح مصدر لبناني مأذون له لـ«الأنباء» ان «قضية باسكال سليمان التي ثبت أنها جنائية وليست سياسية، وهذا أمر أراح الاجواء الداخلية على رغم بشاعة الجريمة، الا انها حركت ملف النزوح السوري في لبنان، لا بل اعتبرت جرس الانذار الذي دفع بالمستويين السياسي والامني إلى التحرك السريع داخليا وخارجيا، كل انطلاقا من مسؤولياته ومهامه، وتم وضع ملف النزوح على طاولة البحث وفي رأس سلم الاولويات».
وأكد المصدر «ان ملف النزوح الذي فتح بقوة بعد جريمة قتل باسكال سليمان لن يقفل بعد اليوم، انما سيشهد تطورات متسارعة، بدأت بوادرها مع زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى لبنان، والبحث في ملف النزوح مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، واستكمل طرح هذا الملف على طاولة الاليزيه في اللقاء الذي امتد لثلاث ساعات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وميقاتي، والذي استكمل إلى غداء عمل موسع بمشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون. وهذا الزخم عبر عنه مجددا الرئيس القبرصي بإعلانه انه يتجه إلى زيارة بيروت في الثاني من مايو المقبل، برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين، لاطلاق مبادرة تتضمن دفعات مالية مغرية للنازحين الراغبين بالتوجه إلى قبرص للبقاء حيث هم، فضلا عن تعزيز وضعية الجيش اللبناني، على ان تكون ذروة الاهتمام والمتابعة في مؤتمر بروكسيل حول مستقبل سورية، والذي سيشارك فيه لبنان بوفد رسمي رفيع يترأسه ميقاتي ويحمل معه مقترحات عملية قابلة للتنفيذ».
واشار المصدر إلى انه «في قضية الصيرفي محمد سرور، ثبت ان الذي مكن فريق الخطف والاغتيال من أخذ وقته وراحته، هو الاسترخاء والتأخير في عملية التبليغ عن فقدان سرور، فهناك تقصير من قبل الدائرة الضيقة وصولا إلى الدائرة الاوسع».
وكشف المصدر عن ان «استدراج سرور هو للحصول على كامل داتا المعلومات لديه والمتعلقة بالصرافين وعمليات الصيرفة ومصدرها، وجهة وصولها بالاسماء والارقام والاماكن. والاخطر ان الإسرائيلي سبق وعمد إلى تنفيذ عمليات قتل لمجموعة كبيرة من الصرافين في قطاع غزة».
واعتبر المصدر ان «الاخطر في عملية خطف وقتل سرور، هو الانكشاف الامني وقدرة الإسرائيلي على التحرك بسهولة، واختياره منطقة ذات لون طائفي معين لتنفيذ العملية، في استعادة لما درج القيام به من الاستثمار على التناقضات والخلافات لإحداث شحن اضافي يؤدي إلى توتر خطير، الا ان هدفه في الاثارة الطائفية فشل فشلا ذريعا».
ولفت المصدر إلى ان «عملية استدراج وخطف وقتل الصيرفي محمد سرور، اعادت فتح ملف شبكات الموساد الإسرائيلي في لبنان بقوة، وتم استنفار كل الاجهزة المعنية لمواجهة هذا الخطر الدائم على لبنان واللبنانيين».