من الصحف

رسالة إلياس المرّ: "أنا موجود"... وخصومه: "ارتمى"

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم يكن الراحل #ميشال المر صاحب الالقاب واللاعب السياسي العتيق و"شيخ الانتخابات" على مستوى البرلمان فحسب، بل كان شريكا مساهما في وصول اكثر من رئيس للجمهورية وإن لم يكن هذا الاستحقاق بأصابع لبنانية مئة في المئة. وفي المقابل لم يكن يحبذ انشاء حزب ولا الانخراط مع اي جهة بل كان يفضل العمل على طريقته وفق مدرسة اسس دعائمها في عرينه في المتن الشمالي الذي طبعه باسمه في اكثر من دورة انتخابية بعد التسعينات رغم نشأته في احضان حزب #الكتائب.
أطل نجله الياس المر في مقابلة على "الجديد" واطلق جملة من الافكار والمشاريع وصوّب سهامه السياسية على الكتائب و"#القوات اللبنانية" معلنا استعداده لمواجهتهما في الانتخابات النيابية مع تحييده "التيار الوطني الحر"، ومؤكدا ان علاقته "متينة" مع رئيسه جبران باسيل في وقت يقطع الاخير آخر خيوطه مع نائب رئيس المجلس الياس بو صعب مقدما على فتح دفتره وكاتبا على صفحة منه اسم الياس المر حيث يجمعهما التصدي للكتائب و"القوات".

ما لم يفعله المر الأب يعمل الابن على تحقيقه في اطلاق "حركة الجمهورية" محاولا اثبات حضوره على المستويين الطائفي والوطني وتعبيد الطريق امام ابنه النائب ميشال المر. وثمة رسالة يطلقها الى كل من يهمه الامر على المستوى الارثوذكسي مفادها انه لا يوافق على وجود مفاتيح مواقع الطائفة في الدولة في ايدي الموارنة، وان لا يكونوا جوائز ترضية للاحزاب. واذا كان من الملاحظ ان كثيرين يفهمون دعمه للمرشح سليمان فرنجية، إلا أنهم لم يتقبلوا كلامه بارتياح وخصوصا لدى البيئات المسيحية من نوع ان ابنه "وديعة" لدى "حزب الله"، فضلا عن مغازلته الرئيس السوري بشار الاسد. وكانت البدعة الكبرى تمثلت في اعلانه عدم ثقته بالمحكمة الدولية الخاصة رغم انها اصدرت قرارا ظنيا يفيد ان افرادا من الحزب حاولوا اغتياله. 

ولو صدر هذا الكلام على لسان قيادي في "حزب الله" لفُتحت اوسع الابواب الاعلامية والسياسية ضده، الا ان مواقف المر هذه تعزز وجهة نظر معارضي المحكمة لانها تصدر اولا من شخصية مسيحية تعرضت للاغتيال ونجت بأعجوبة. ولم يكتفِ بذلك بل يعتبر ان الحزب يحمي لبنان بفتحه جبهة الجنوب. ولا حاجة للتطرق الى علاقته منذ ايام والده مع الرئيس نبيه بري. كل هذه المواقف تجعله في قلب ميدان جبهة 8 آذار. ويريد ان يقول ان الساحة المسيحية ليست حكرا على الاحزاب ولا يقبل مصادرتها موقع الارثوذكس معلنا عتبه على البطريرك الارثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي. 

وترد مصادر على تماس مع المر بان الهدف كان اطلاق حركته التي تضم ناشطين وكوادر شبابية يزيد عددهم على الالف، وهم ليسوا من المتن الشمالي فحسب. وجرى وضع الهيكلية المطلوبة لهذا المشروع الذي سيتعاطى بطريقة وطنية وجامعة وان كانت ستركز اولا على دور الارثوذكس في البلد وتذكير المعنيين بان طائفتهم مؤسِّسة للاستقلال وانه لا يحق لاي جهة مصادرة موقعها. ولن تكون هذه الحركة على شكل حزب وان كانت لا تخلو من الهوية السياسية بل ستركز في مندرجاتها على الانماء ولا مانع لديها من الالتقاء مع الآخرين على بناء الدولة ومؤسساتها.

ومرد هجوم المر على الكتائب و"القوات" انهما يعملان على محاصرته بعد التضييق على والده قبل الانتخابات الاخيرة واستعمال الاسلوب نفسه مع نجله ميشال. وتقول المصادر انه لا يرفض المنافسة السياسية . ويعترف المر بعلاقاته الجيدة مع قوى 8 اذار لكن مصادره ترفض القول انه يرتمي في احضان هذا الفريق رغم عامل الصداقة الموجودة بينه وبين بري، و"جرى تفسير عبارة الوديعة بغير المفهوم المتعارف عليه". ويتحدث عن استقلالية يمارسها من دون اي ضغوط. واذا كانت لديه ملاحظات على "التيار" فانه لا يمانع التلاقي مع باسيل من دون الحسم من اليوم كيفية تعاونهما في انتخابات المتن المقبلة سواء كانا في لائحة واحدة او اذا افترقا على غرار الدورة الاخيرة لضرورات يفرضها قانون الانتخاب نفسه. ويقول سياسي مسيحي عتيق لا يتولى اي مسؤولية في صفوف "القوات" ولا الكتائب، ان الياس المر لن ينفعه الارتماء في صفوف الثنائي "أمل" و"الحزب" ولا سوريا التي تختلف اليوم عن ايام والده، ولا يقدر ايضا على تحقيق ما يدعيه، فضلاً عن انه ما زال يتكل على ارث والده من دون ان يراكمه، ولا يستطيع تأمين الخدمات التي كان يوفرها "أبو الياس" مع اختلاف في طبيعة الرجلين وظروفهما، ورغم كل ما يقدمه "سيبقى تقليديا" في السياسة في بيئة سياسية معقدة في المتن الشمالي مع تصاعد حضور الاحزاب، حتى لو أبقى على قناة دافئة مع باسيل، وان يحافظ على مقعد نجله في دورة 2026 لا اكثر وسط مناخات تسيطر على البلد حبلى بالمتغيرات. ويقول المر انه مضى على اسرته 90 عاما في السياسة. ولا شك في انه امام امتحان صعب في الحفاظ على هذا الموروث، وقد يذهب من يديه عند اي "دعسة ناقصة" حيث ينتظره خصومه في بتغرين وكل بلدات المتن.