لبنان يتكبّد المزيد من تكاليف ترقّب التطورات... وهذا ما يحصل على خط "التيار" و"الحزب"
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"يجتاز لبنان أصعب مرحلة وأدقّها في تاريخه المعاصر، فالحروب على حدوده، والأزمات متراكمة إقتصادياً ومعيشياً ومالياً، ناهيك عن الشغور الرئاسي والإنقسامات والخلافات الداخلية وقضية النازحين التي تثقل كاهله، وكل هذه الملفات عالقة، وتحديداً على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، فيما تبرز على الضفة الأخرى معالم اصطفافات جديدة، وسط الأحداث المتسارعة والتي فرضت تحالفاً مغايراً للمرحلة السابقة.
مصادر سياسية مواكبة لهذه المسارات تشير إلى أن الوضع على الحدود الجنوبية مع #إسرائيل، بات محسوماً ولن ينفصل عن غزة، مهما حصل من وساطات ولقاءات ومساعٍ دولية وإقليمية، وهو من المسلّمات بالنسبة الى"#حزب الله"، الأمر الذي أكده مرارا أمينه العام السيد حسن نصرالله في أكثر من محطة ومناسبة. أما إلى أين ستتجه التطورات، فيُنقل وفق المتابعين والمواكبين أنه أياً تكن نتائج الضربات أو الرد الإيراني على إسرائيل، وكل ما قيل ويقال في هذا الإطار، فالأهم أن العمق الإسرائيلي وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، بدأ يتعرض لقصف صاروخي من "حزب الله" أو إيران، ما يعني تبدل قواعد اللعبة، وباتت الأمور تتجه نحو تطورات دراماتيكية إذا استمرت الأمور على ما هي، وإن كانت واشنطن تسعى مع باريس لمنع حرب إقليمية، في وقت تظهر الولايات المتحدة موقفا مغايراً لما كان عليه بعد عملية السابع من تشرين الاول الماضي، بمعنى انها لم تعد تجاري إسرائيل في حربها مع "#حماس" أو مع "حزب الله" أو قيامها بغارات تستهدف لبنان، لان الإدارة الأميركية لا تريد اتساع الحرب.
وفي ظل هذه الأجواء الضبابية، يؤكد سفير لبناني سابق في واشنطن أن الإستحقاق الرئاسي في لبنان وتطورات المنطقة، بات ورقة رئاسية انتخابية أميركية، وثمة سباق محموم بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب على دعم إسرائيل ولكن مع العمل والسعي الى منع حرب في الشرق الأوسط، بغية تحقيق مكاسب انتخابية، والأمور قد تتبدل وتتغير وفق مجريات العملية الانتخابية، لذا ثمة وقت ضائع ولبنان سيبقى مترقباً ومنتظراً مآل هذه التطورات والإستحقاقات، وقد يدفع فواتير باهظة بفعل ظروفه الاقتصادية البالغة الخطورة، وعدم القدرة على تلقف الدعم الدولي أو حتى الخليجي الذي كان يشكل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني.
في موازاة ذلك، برزت حركة اصطفافات سياسية تظهر إلى العلن، بناء على ما يحصل ميدانياً في المنطقة، وصولاً إلى الإستحقاق الرئاسي، ما كشف عمق الخلافات وحدة الانقسام العمودي، ولهذا فان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، لم يكسر الجرة مع "حزب الله"، وإنْ خرج من التفاهم، وبعض الأوساط في "الحزب" تقول: "نحن لم نتركه، هو تركنا، وإنْ أراد العودة فليعد". أما بشأن دعمه في انتخابات نقابة المهندسين فتؤكد أنه نجح بأصوات "الثنائي" وتحديداً "حزب الله"، وفي الحصيلة "هدفنا ليس فوز باسيل بقدر ما هو إسقاط مرشح حزب القوات اللبنانية، وقد نجحنا في ذلك، لكن ليس على خلفية الإنتقام السياسي، فالإستحقاقات الانتخابية من المهندسين إلى المحامين والنيابية والبلدية، لعبة ديموقراطية والتحالفات تأتي بين الخصوم أحياناً، فما المشكلة في ذلك؟".
وتخلص المصادر الى أن باسيل "يحصن وضعيته السياسية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولايزال تحالفه مع حزب الله عالقاً على "الشوار"، فإما تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ولو كان في ذلك صعوبة، أو ينقطع حبل التوافق بين الفريقين، علما ان ثمة مساعي واتصالات تحصل بعيداً من الأضواء، بغية ترميم العلاقة، ولهذه الغاية فان التواصل بين الرئيس بري ورئيس التيار الوطني الحر قد يساعد في عودة العلاقة مع حزب الله. وما جرى من أحداث وتطورات في الآونة الأخيرة، إلى ملف النازحين والتوجه لتأجيل الانتخابات البلدية وصعوبة انتخاب رئيس للجمهورية، قد يؤدي إلى حالة سياسية جديدة في البلد على مستوى التحالفات. لكن في الخلاصة تبقى الأنظار شاخصة إلى ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة، وخصوصاً بعد الرد الإيراني على إسرائيل ومن ثم ما قامت به الأخيرة من رد على إيران، واللعبة أصبحت مفتوحة على كل الإحتمالات، وثمة من يترقب حصول أحداث دراماتيكية في هذه المرحلة واستغلال الوقت الضائع على كل الصعد".