ما هي حصيلة جولة اللقاءات المكثفة التي أجراها فرنجية في الخارج والداخل؟
الاحداث- كتب ابراهيم بيرم في صحيفة النهار يقول:"قام رئيس "تيار المردة " سليمان فرنجية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية بحركة سياسية فاقت وفق بعض التقديرات كل حراكه السابق بحثاً عن ابواب مفتوحة تعزز فرص بلوغه هدفه المعلن وهو الوصول الى قصر بعبدا.
فمن لقائه الاول مع السفيرة الاميركية ليزا جونسون التي زارته في بنشعي، الى زيارته الاخيرة الى باريس ومن ثم لقائه سفراء اللجنة الخماسية الذي غاب عنه السفير السعودي وليد بخاري (وقد عُدَّ الامر علامة فارقة ورسالة ذات معنى)، واخيرا وليس آخرا زيارته الى بكركي واجتماعه بسيدها البطريرك بشارة الراعي. والى جانب ذلك، رشحت معلومات عن لقاء غير معلن عقده مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
وبالعموم، ثمة من يقدِّر ان فرنجية ما كانت له هذه الحركة المكثفة إلا بدافعين اثنين: إما ان الرجل الذي بكّر في ترشحه بدعم مطلق من الثنائي الشيعي، وتنافس مع مرشح "التقاطع" جهاد أزعور في جلسة الانتخاب الاخيرة في مجلس النواب ونال 51 صوتاً، فيما بزّه المرشح ازعور بسبعة اصوات فقط، قد وجد في خضم التطورات الساخنة في الاقليم ما يعزز اوراقه، وإما انه تلمّس في الآونة الاخيرة اجواء توحي خلاف ذلك منها مثلا ما سرى عن استعدادات لدى الثنائي أو أحد طرفيه أوحى لمتصلين به انه لم يُسقط من حساباته نهائيا امكان السير في خيار المرشح الثالث كمدخل للحل.
وفي سياق تفصيلي، افادت مصادر على تواصل دائم مع فرنجية انه أفصح امام البطريرك الراعي خلال زيارته الاخيرة الى بكركي برفقة النائب فريد هيكل الخازن، انه التقى ابان رحلته الى باريس اخيرا موفدين اميركيين، في جلسة نقاش طويلة نسبياً تركزت على الاوضاع في لبنان ولاسيما ملف الانتخابات الرئاسية، وذلك في ضوء التطورات المتفجرة منذ اكثر من ستة اشهر في غزة وقطاعها، وعلى طول الحدود الجنوبية للبنان. وبحسب المصادر اياها ان فرنجية قدم خلال هذا اللقاء "مرافعة" انطوت على الاسباب التي تجعله متمسكا بترشحه للرئاسة الاولى والتي تدفعه الى التعاطي بسلبية تامة مع أي دعوات أو مناشدات تُوجَّه اليه لكي ينسحب من السباق الرئاسي تحت مبرر ان مثل هذا الانسحاب هو مقدمة ضرورية لذهاب جميع الافرقاء السياسيين في لبنان بأريحية وسلاسة الى خيار المرشح الثالث الذي يتعين ان يكون مرشحا وسطيا وفاقيا غير محسوب على اي فريق ولا يشكل عنصر استفزاز لأي طرف من اطراف الساحة. وكان اعضاء الوفد الاميركي في وضع المستمع والمكتفي بطرح اسئلة عن بعض التفاصيل والملفات. وعلى ذمة المصادر اياها ان فرنجية عدَّ هذا الحوار والنقاش الذي دار بينه وبين الشخصيات الاميركية تطورا ومؤشرا ايجابيا بالنسبة اليه، اذ وجد فيه استكمالا للقاء الذي جمعه بالسفيرة الاميركية في بيروت في زيارة تعارف بروتوكولية كونها كانت قد بدأت للتو مهماتها الديبلوماسية في لبنان خلفاً للسفيرة السابقة دوروثي شيا. واستناداً الى المعطيات استغل فرنجية اللقاء لكي يعرض للسفيرة الاميركية برنامجه السياسي وتوجهاته المستقبلية في حال قُيّض له بلوغ قصر بعبدا.
وبحسب المعطيات عينها، ان فرنجية قال للسفيرة الاميركية انه صحيح انه مرشح فريق بعينه للمنصب الشاغر منذ عام وبضعة أشهر لكنه يتعهد امرين اساسيين:
الاول، ان لا يكون رئيسا صِداميا أو رئيس تصفية حساب مع أي فريق سياسي بصرف النظر عن توجهاته، وهو قد بدأ منذ اعوام سياسة الانفتاح على الجميع من دون استثناء بمن فيهم خصوم الأمس.
الثاني، انه سيستغل ثقة الاطراف التي أيدت ترشيحه للرئاسة الاولى ولم تتراجع عن ذلك لينطلق بعدها في رحلة "تسييل" سياسي لهذه الثقة في سبيل تبديد الاحتقان وتجسير الهوة تمهيدا لفرض تنازلات على هذا الفريق تؤمّن الوصول الى تسويات للقضايا المتراكمة والملفات العالقة، واستطرادا تؤمّن إنقاذا للبلاد من أزماتها التي تعلو وتتعقد منذ اكثر من اربعة اعوام. وعليه، يضيف فرنجية ان صفة انه مرشح فريق بعينه والتي يتعامل معها البعض كأداة لرفضه، بالامكان تحويلها الى ورقة قوة ودعم وعامل إسناد لولايته الرئاسية انطلاقا من اعتبارين اثنين:
الاول، ان الفريق الذي أصرّ على ترشيحه لن يتخلى عنه مهما كانت الظروف، بل سيؤمن له ظروف نجاح مسيرته وسيسير معه الى النهاية.
الثاني، ان تلك الثقة الممنوحة له من هذا الفريق ستجعله قادرا على انتزاع تنازلات منه اذا وجد لذلك ضرورة، خصوصا انه سيكون رئيس حل وليس رئيس ادارة ازمة. وبالعموم، يشعر زوار فرنجية في الآونة الاخيرة انه يقيم على ثقة بان رياح التطورات في الداخل والخارج على حد سواء تصب لمصلحة ترشيحه اكثر من أي وقت مضى وتعزز حظوظه بالوصول الى سدة الرئاسة الاولى.