متى تتقدم الرئاسة على "مَن..." وخيارات "الخماسية" ليست واحدة
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"تنشغل الكتل النيابية في الوقت الضائع على هامش حركة جولات سفراء المجموعة "#الخماسية" في غياب حصول أي تبدل في خيارات الافرقاء المتنازعين حول الاستحقاق الرئاسي المعطل والمفتوح على المزيد من رفع جدران الخلافات والسجالات في ما بينهم. وما يدور من تبادل للاتهامات والردود المتبادلة بين "#التيار الوطني الحر" و"#القوات اللبنانية" الى "حرب" الاخيرة مع حركة "أمل"، تشكل دلائل ساطعة على استبعاد امكان اقتراب موعد جلسة الانتخاب المنتظرة. ولم يعد اعضاء "الخماسية" من خلال تقارير سفاراتهم يعتقدون ان اللبنانيين جادون في انتخاب رئيس للجمهورية حيث لكل كتلة خيارها الذي تقاتل من اجله ولو تم القفز فوق احترام القواعد الديموقراطية وعدم الركون الى اللعبة الدستورية على غرار تجربة العام 1970 التي اوصلت سليمان فرنجية الجد بفارق صوت واحد الى قصر بعبدا، مع فارق آخر هو ان زعامات الأمس ونوابه كانوا اكثر حرصا على البلد.
وتكمن المشكلة لدى المرشحين للرئاسة في انهم يبنون قصورا على الاوهام من دون ان يلتفتوا الى تبدل المناخات في المنطقة، وان ما يحصل في غزة منذ اكثر من ستة لشهر ارخى بظلاله وأثقاله على حسابات الدول المواكبة والمعنية بالاستحقاق الرئاسي في لبنان والذي تجري متابعته من قِبل سفراء "الخماسية"، مع ملاحظة عدم ارتياح لكثرة تصريحات السفير المصري علاء موسى التي لا تخدم المساعي التي يُعمل عليها، وان المملكة العربية السعودية لم تعد تكترث بالملف اللبناني كما يجب ومثلما كان يحصل في عقود سابقة ولو انها لا تعارض اتمام هذا الاستحقاق
وقبل الرد على "مَن" هو المرشح الاوفر حظا للفوز بسدة الرئاسة الاولى، بات السؤال "متى" موعد الاستحقاق، وهل المجلس الحالي قادر على الانتخاب؟
وترى جهات متابعة لحراك "الخماسية" وعلى تماس معها انه جرى التوصل في معرض "تشريح" نقاط قوة كل مرشح وضعفه الى الخلاصات الآتية حيال المرشحين:
- لا يمكن لسليمان فرنجية ان يتنازل بسهولة عن محاولة انتخابه ما دام يستند الى قاعدة النواب الشيعة الـ27 وتمكّنه في آخر جلسة انتخاب من الحصول على 51 صوتا مع تعويل مؤيديه على رفع هذا الرقم، ومهما اعترضته صعوبات لن ينسحب بسهولة من السباق الرئاسي، وهذا ما قاله لـ"الخماسية" وبكركي التي لم تولد وثيقتها السياسية بعد لبلورة موقف مسيحي واحد.
ومن نقاط ضعف فرنجية ان اكبر تكتلين مسيحيين يختلفان حتى على لون شجرة الارز، لكنهما يلتقيان على عدم السير به. ويبقى من غير المنطق الدستوري وآداب الحياة السياسية وضع شرط انسحاب فرنجية من المعركة بحسب الكتائب والاستعداد للدخول في اي اسم توافقي آخر. وفرنجية لن يغادر السباق رغم كل هذه العوائق، علما ان عواصم "الخماسية" لا "تقاتل" من اجله، ولا سيما بعد سحب باريس يدها من تبنّيه له لدرجة دفعت موفدها جان - ايف لودريان الى الاعلان قبل اشهر عن ضرورة البحث عن خيار ثالث. واذا كانت الدوحة والقاهرة لا تبديان رأيهما في الرجل، إلا ان واشنطن والرياض تريان فيه أنه لا يلبي رؤيتهما.
- أما العماد جوزف عون فيواجه بدوره عقبات عدة في الداخل والخارج. وهو اذا كان يلقى معارضة شديدة من "التيار الوطني الحر"، فانه لا يحظى بالاحتضان السياسي الكافي من الدكتور سمير جعجع، ولو انه لا يعترض على اسمه اذا تثبت من ازاحة فرنجية من بورصة المرشحين. ويُنقل عن جعجع انه لا يمانع في انتخاب عون اذا لبى له مجموعة من الشروط ابرزها ما يتعلق بسلاح "#حزب الله".
وثمة من يتهم المتحمسين لانتخاب قائد الجيش بانهم ينشطون بدورهم على خط قطع الطريق على المرشحين اللواء الياس #البيسري والسفير السابق جورج خوري. ولم تبدِ اي من العواصم المعنية "حماسة" كبيرة في اظهار التبني الرسمي لاسم عون ولو انها لم تضع "فيتوات" في وجهه.
- بالنسبة الى البيسري، يلاحظ بحسب مصادر ديبلوماسية انه يتعاطى مع ترشيحه بهدوء مع تفرغه لادارة مديرية الامن العام من دون اعتراض على المهمة التي يقوم بها من اي من الافرقاء. وهو يحظى بقبول لدى اكثر من جهة في الداخل والخارج. والى جانب هذه الاسماء، يبقى النائب نعمت افرام في المشهد وإن لم تخض اي من الكتل الكبرى معركة الرجل حيث لم يتلق دعما واضحا وصريحا من حزبي "القوات" والكتائب، كما ان "حزب الله" لا يظهر الحماسة المطلوبة حياله. ولا تغيب عن هذه البورصة اسماء مارونية اخرى ترى ان من الافضل ان تبتعد عن الواجهة الى حين حلول الوقت المناسب لها.
وفي زحمة "الفيتوات" والشروط المرفوعة بين الكتل، تستمر "القوات" و"التيار" والكتائب على"تقاطعها" على المرشح جهاد ازعور لضرورات تخص كلاً من مؤيديه حيث يلتقي ثالوث نيابي مسيحي، الى كتلة "تجدد" ومستقلين و"تغييريين" على رفض فرنجية ومحاربته، والذي رغم الاعتراضات المزروعة في طريقه لا يزال يتصدر بورصة المرشحين الى جانب قائد الجيش.
وفي زحمة حراك "الخماسية" وجولاتها على الكتل، بحسب مصادر على تماس معها، يظهر ان اركانها ليسوا على "قلب رئاسي" واحد ولو انهم لا يعترفون بهذا الامر مع ملاحظة دخول دولة الامارات على الخط الرئاسي اللبناني من دون ضجيج.
وفي موازاة كل ذلك: اين الدوحة صاحبة التجربة في لبنان في السنوات الاخيرة؟
تفيد المعلومات ان موفدها "ابو الفهد" قد تحدد قيادته حضوره الى بيروت في الايام المقبلة. وتنفي مصادر لبنانية ما يحكى في بعض الكواليس من ان ثمة رأيين قطريين امني وديبلوماسي يتعاطيان مع لبنان، وان "هذا الكلام لا اساس له من الصحة، لأن الدوحة تقودها قيادة واحدة"، وهذا ما لمسه بالفعل معاون رئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل واجتماعه مع سياسيين وأمنيين اثناء زيارته الاخيرة الى الدوحة المشغولة قيادتها اليوم بتطورات الاحداث في غزة والتي قد تتجه فيها الامور قبل نهاية الشهر الجاري الى مسار التوصل الى هدنة بين اسرائيل و"حماس"، او تدهور الوضع على خلفية تصميم بنيامين نتنياهو على تنفيذ دخول جيشه الى رفح في وقت لا يدرك افرقاء في لبنان حقيقة الاخطار التي تهدده حيث تنتظره وقائع جديدة في حال اتجهت الامور الى سخونة اكبر بين اسرائيل وايران. انا