اقليميات

وزير الخارجية الأردني أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي

الأحداث - ألقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طلمة اليوم اليوم امام محكمة العدل الدولية في لاهاي قال فيها:"
" أقف أمامكم اليوم بينما تتبدى شرور  الاحتلال الإسرائيلي دموية ولاإنسانية. يستعر العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي رأت محكمتكم الموقرة أنه يستوجب تحقيقاً في ارتكابه إبادة جماعية. يزهق هذا العدوان آلاف الأرواح، يدمر حيوات أكثر من مليونين وثلاثمئة ألف فلسطيني يعانون قهر الاحتلال من قبل أن ييدأ. نصف مليون فلسطيني في الدرجة الخامسة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، أي في أسوأ مراحل المجاعة. عددهم أكبر من كل البشر الذين يواجهون هذه المجاعة في العالم كله. في غزة، يموت الفلسطينيون قتلا ًمن العدوان الإسرائيلي، ويموتون جوعاً لفقدان الغذاء والدواء، اللذين تستمر إسرائيل في منعهم عن غزة، في خرق للقانون الدولي الإنساني، وفي تحد للإجراءات التدبيرية التي أمرت بها محكمتكم. هذا العدوان يجب أن ينتهي، وأن ينتهي فوراً. يجب أن يواجه مرتكبوه العدالة. لا يجوز أن تكون أي دولة فوق القانون. لكن إسرائيل لا تكترث، وسمح لها أن لا تكترث بالقانون الدولي. هذه حال لا يمكن أن تستمر. الاحتلال غير شرعي. الاحتلال لاإنساني. الاحتلال يجب أن ينتهي. 
لم تتوقف إسرائيل عن العمل الممنهج لتكريس الاحتلال. تنكر من دون اكتراث الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني. وخطواتها الأحادية اللاشرعية تفرض حقائق جديدة على الأرض وتقتل فرص تحقيق السلام. الاستيطان، غير شرعي وفق القانون الدولي، يزداد عدداً، ويتوغل أوسعاً في الأرض الفلسطينية المحتلة. عدد المستوطنين ارتفع من ٢٨٠ ألف في العام ١٩٩٣، حين وقعت اتفاقيات أوسلو، إلى ٧٠٠ ألف اليوم، أي زاد بنسبة أكثر من ١٥٠ بالمئة. وإرهاب المستوطنين شر يتفاقم، ضحاياه هم الفلسطينيون الأبرياء وبيوتهم ومقدراتهم. 
بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، إسرائيل ملزمة حماية المدنيين، والحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري في فلسطين، وملزمة عدم فرض تغييرات ديمغرافية.  لكن إسرائيل تخرق هذا الالتزامات. تفرض إسرائيل التغيير الديمغرافي في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ تدمر الإرث التاريخي والحضاري؛ تصادر الأرض الفلسطينية؛ وتطرد الفلسطينيين من بيوتهم وحقولهم وقراهم ومدنهم. وتعتقل إسرائيل الأطفال والرجال والنساء بشكل غير قانوني. تعذبهم جسدياً وعقلياً، تهينهم، وتعتدي عليهم. تخرق إسرائيل حق المسلمين والمسيحيين في العبادة. تحاصر الحكومة الإسرائيلية حق المسلمين في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، ولا تفعل شيئاً يذكر لحماية رجال الدين المسيحيين من إهانات واعتداءات المتطرفين. 
وعلى مدى عقود من الاحتلال، عملت إسرائيل على تغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للأماكن المقدسة في القدس المحتلة. 
السيد الرئيس، أعضاء المحكمة،
السلام حق لكل شعوب المنطقة. لكن لا سلام ما لم يزل الاحتلال. لا سلام من دون تلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، عبر تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ ، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وعبر اعتراف العالم بهذه الدولة. 
السيد الرئيس، أعضاء المحكمة،
لم تنفك المملكة الأردنية الهاشمية تعمل من أجل السلام. فقد عانينا تبعات الصراع. نعرف قيمة السلام لنا وللمنطقة وللعالم. ونعرف أيضاً شرط تحقيق السلام: زوال الاحتلال، وتلبية حق الشعب الفلسطيني في العدالة والحرية والدولة. يجب تنفيذ حل الدولتين. ويجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. ومن أجل السلام، ومن أجل العدالة، لن يتزحزح الأردن في جهوده لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، والحفاظ على هويتها. تلك هي مسؤولياتنا إزاء المقدسات في ظل الوصاية الهاشمية التاريخية عليها، ودورنا الخاص نحوها. 
السيد الرئيس، أعضاء المحكمة،
يقتل الفلسطينيون بالمئات في غزة والضفة الغربية كل يوم، لأن إسرائيل لا تحاسب على ما ترتكب من جرائم حرب وخرق للقانون الدولي. الأطفال يخضعون لعمليات جراحية من دون تخدير. هند، ست سنوات، أمضت أياماً محاصرة في سيارة مع جثث أقاربها المتحللة. وصلها المسعفون أخيراً. جيش الاحتلال قتلهم، وقتل هند. 
السيد الرئيس، أعضاء المحكمة،
الوحشية التي عذبت هند وقتلتها واقع دائم تحت الاحتلال. لا بد لهذه الوحشية أن تنتهي. احكموا أن هذه الوحشية يجب أن تنتهي. احكموا أن الاحتلال، مصدر الشر كله، يجب أن يزول".