انطلاق فعاليات الكونغرس العالمي للاعلام في أبو ظبي
نهيان بن مبارك: تقدير الإمارات لقيم الصدق والوضوح والالتزام
الاحداث- انطلقت صباح اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أعمال الدورة الثانية من "الكونغرس العالمي للإعلام 2023" برعاية نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي افتتح معرض الكونغرس وألقى كلمة الافتتاح، وقال فيها:" إن الدولة في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تقدّر قيم الصدق والوضوح والالتزام والتفاني في سبيل المصلحة العامة، وأن وسائل الإعلام والتكنولوجيا أصبحت بفضل توجيهاته وقيادته الرشيدة من المجالات الرئيسية للأنشطة الاقتصادية والنمو في الإمارات التي تعمل باستمرار على خلق ودعم الفرص التي تعزز الإبداع والابتكار وتدعم دور وسائل الإعلام.
وأشاد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بمبادرات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، في دعم قطاع الإعلام، التي تنطلق من فهمه العميق لقوة الإعلام في تشكيل المواقف والتصورات، وهو الدعم الذي كان العامل الأساسي والفاعل في عقد الكونغرس العالمي للإعلام، بانتظام في أبوظبي وضمان أهميته ونجاحه المستمر.
وقال لشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في الكلمة الرئيسية التي ألقاها في افتتاح اليوم الأول من النسخة الثانية للكونغرس العالمي للإعلام 2023، اليوم في أبوظبي، إن مشاركة هذا الجمع الكبير من قادة قطاع الإعلام ومسؤولي المؤسسات الإعلامية من حول العالم، تعكس تطلعاتنا الجماعية ورغبتنا العميقة في تزويد وسائل الإعلام حول العالم بالتميز والقوة، لافتا إلى أن بإمكان وسائل الإعلام تعزيز التعاون الدولي وتبادل القيم والمصالح الأساسية، وأن تساعدنا جميعاً على تقدير الإنجاز البشري بطريقة تتجاوز حدود الجنسية، والعرق، والدين، والثقافة.
وأضاف "يسعدني بصفتي وزيراً للتسامح والتعايش في دولة الإمارات أن نحتفل معاً باليوم العالمي للتسامح في 16 نوفمبر الجاري، إذ نقدّر دور الإعلاميين في مساعدتنا على تعزيز قيم العمل الجماعي والتعايش السلمي والاحترام المتبادل والتفاهم ولقد تعلمنا في دولة الإمارات أن الالتزام بهذه القيم الإنسانية المشتركة يكوّن بيئة لتبادل المعرفة والاستفادة من التطورات التكنولوجية بشكل صحيح".
وأردف "أدركنا أيضاً أن التسامح والتعايش السلمي هو قوة ناعمة تشكّل فرصاً للمشاركة المجتمعية المحلية والدولية المتكاملة التي تعزز السلام والرخاء للجميع، كما أدركنا أن قيم التسامح والسلام تمكّننا من التعامل بشكل عقلاني مع القضايا البيئية المهمة مثل تغير المناخ العالمي، وإدارة النفايات، وإعادة التدوير، والمياه الصالحة للشرب، ومصادر الطاقة المتجددة".
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن سعادته بمناقشة الكونغرس تغير المناخ والاحتباس الحراري، ودور وسائل الإعلام في دعم أهداف مؤتمر COP28 الذي تستضيفه الإمارات في نهاية الشهر الجاري، وقال: "بصفتكم رواداً في مجال الإعلام لديكم الفرصة بل المسؤولية لإلهام الأمل والتفاؤل بالنجاح في مواجهة تحدي تغير المناخ، ولديكم القوة للترويج والشرح وتوعية الناس بالإجراءات المفيدة في مجتمعاتكم وحول العالم. لقد ألهمني التزامكم الواضح بمعالجة تحدي حماية البيئة وهو تحدٍ للإنسانية نفسها لا يقتصر على دولة أو منطقة معينة".
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن المؤسسات الإخبارية وشركات الإعلام ستواصل الاستفادة من التقنيات الرقمية وتوسيع وجودها على شبكة الإنترنت، لإيصال مضامينها الإعلامية بشكل أسرع وتحسين توقيتها وأهميتها، والوصول بشكل أوسع إلى الجماهير، بالإضافة إلى متابعة اتجاهات وتفضيلات القراء والجمهور وزيادة الإيرادات وتقليل التكاليف، وأن الوسائط الإلكترونية، بما فيها القائمة على شبكة الإنترنت، والتلفزيون، والإذاعة، والتقنيات المحمولة وتقنيات الأقمار الصناعية، وأشكال أخرى من أشكال التوصيل الحديثة، ستستمر في توفير المعلومات والترفيه لشريحة واسعة من الجماهير.
وأضاف "نظراً لتغير صناعة الإعلام بسرعة يجب أن نتفق على أن أهم شيء في وسائل الإعلام هو المحتوى، وليس التقنية المستخدمة، وعلى عاتق الإعلاميين مسؤولية مهمة في تقديم محتوى عالي الجودة يلبي احتياجات الجماهير الوطنية والدولية المختلفة، فهم مسؤولون عن تقديم مزيج متوازن من الأخبار ، والمعلومات، والتعليم، والترفيه من جميع المصادر المحلية والوطنية والدولية، ويجب أن يلتزموا بالسلوك الأخلاقي الحميد والبحث عن الحقيقة، كما يجب أن يعزز عملهم القيم المهمة مثل الصدق والنزاهة والسلام وتجنب العنف".
وأكد أن نجاح صناعة الإعلام أمر حيوي للنمو في المستقبل لمجتمع المعلومات؛ إذ سيساعد ذلك في تعزيز رفاهية الإنسان والسلام والتفاهم الدولي، فيما يتطلب نجاح هذه الجهود الاستثمار في تعليم وتطوير الإعلاميين وخبراء الاتصال، والتعاون والتنسيق في مكافحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، وفي الوقت ذاته ضمان وصول واسع النطاق إلى فوائد أشكال التوصيل الجديدة للمعلومات، فيما يجب مناقشة قضايا البنية التحتية التكنولوجية والمعرفة والمهارات الحاسوبية وسياسات الاتصالات باستمرار وحلها.
وأضاف أيضاً أن من الضروري معالجة القضايا التي تهم وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها تفتح عوالم جديدة، وتخلق مجموعة جديدة من الروابط العالمية لتبادل المعرفة، وللتعليم بدون حدود وللحوار الدولي والسياسة العامة.
وتنظم وكالة انباء الإمارات "وام" و"كابيتال" للفعاليات التابعة لمجموعة "أدنيك"، فعاليات الكونغرس على مدى ثلاثة أيام. وبدأت الفترة الصباحية الأولى بكلمة رئيسية ألقاها وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان .
وستتم مناقشة مواجهة تحديات المناخ وسيكون هناك أيضاً نقاش إعلامي دولي حول توعية الجماهير حول التغير المناخي، كما تناقش جلسة أخرى الدور المهم الذي تلعبه مؤسسات الفكر والرأي في العمل المناخي.
إشارة إلى أن عدد العارضين والعلامات التجارية المشاركة في الدورة الحالية من الكونغرس العالمي للإعلام ارتفع بنسبة 33%، لتصل إلى 257 علامة تجارية مقارنة مع الدورة الأولى للكونغرس العام الماضي.
كما ارتفع عدد الدول المشاركة بنسبة 22% لتصل إلى 172 دولة، حيث تشهد الدورة الحالية مشاركة 31 دولة للمرة الأولى، بالإضافة إلى ذلك، زادت المساحة الكلية التي يغطيها المعرض بنسبة 78%، لتصل إلى ما يفوق 32 ألف متر مربع. ويستقطب الحدث أكثر من 13,500 مشارك و5,500 مندوب و200 رئيس تنفيذي من مؤسسات إعلامية عالمية.
يشمل الكونغرس الحالي فعالية مخصصة لكبار المشترين في قطاع الإعلام، إذ يُتوقع حضور ما يزيد عن 400 من كبار المشترين من كل أنحاء العالم.
ويشارك كذلك في جلسات المؤتمر التي ستنعقد على مدار الأيام الثلاثة المقبلة أكثر من 77 متحدثاً يمثلون أقطاب الإعلام من 18 دولة. وسيضم الكونغرس 36 جلسة رئيسية وستتناول مواضيع رئيسية منها: الإعلام البيئي والاستدامة، الابتكار وأحدث التقنيات في أقطاب، ومشاركة الشباب في مستقبل الإعلام، والتدريب والتطوير في مجال العمل الإعلامي.
كما سيشهد الكونغرس إقامة 5 فعاليات مصاحبة، ينعقد بعضها لأول مرة، ومن أبرزها منصة الابتكار والشركات الناشئة التي تشارك فيها ما يفوق 24 شركة ناشئة، وتشكل الشركات الوطنية فيها ما نسبته 36% من الشركات. وسيتم تخصيص منصة ثانية للتدريب والتعليم تشمل أكثر من 30 ورشة تدريبية ستضم ما يصل إلى 40 متدرباً عالمياً في كل ورشة تحت إشراف 25 خبيراً ومؤسسة عالمية متخصصة في القطاع.
بينما تستضيف الفعالية الثالثة، مختبرات مستقبل الإعلام، مناقشات لنخبة من المديرين التنفيذيين وصانعي السياسات ورجال الأعمال ضمن القطاع من كل أنحاء العالم في ست جلسات مغلقة.
وسيتمّ تخصيص ميزة رابعة لابتكار المؤثرين عن طريق منصة إبداعية لمطوري المحتوى تتيح لهم التواصل والتعاون ومشاركة خبراتهم وأهدافهم مع المؤثرين الصاعدين عبر 21 جلسة حوارية ومشاركة 19 متحدثاً.
أما المنصة الخامسة فستتضمن 4 جلسات إعلامية جديدة ومناقشات الطاولة المستديرة التي تنعقد بمشاركة 32 خبيراً ومتحدثاً لدراسة تحديات القطاع وفرصه بحضور مجموعة من المبدعين وصانعي القرار من مختلف القطاعات الإعلامية عبر أنحاء العالم.
وستتوزع تغطية الكونغرس العالمي للإعلام على كل أنحاء العالم عبر استقطاب ما يقارب 800 إعلامي من 58 دولة، بزيادة قدرها 8% مقارنة مع العام الماضي.