اقليميات

بو حبيب: لبنان لم يكن ولن يكون راغباً بالحرب بل يسعى دائماً إلى الحلّ

الأحداث - وزعت وزارة الخارجية والمغتربين نص كلمة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب في  الاجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته غير العادية في  القاهرة  أمس وجاء فيها:"

أبدأ كلمتي اليوم بالإعراب عن تضامن لبنان الثابت مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في غزة. الصور الخارجة من القطاع المحاصر وتحت القصف مؤلمة وقاسية. ونحن ندعو في هذا الاطار جميع الوكالات الإنسانية والمنظمات الدولية وكل الدول إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار والحصار.

إن الهجوم المستمر الذي تشنه القوات الإسرائيلية على غزة هو أكثر من مجرد عملية عسكرية. إنه اعتداء صارخ على المدنيين والبنية التحتية المدنية. ولا يمكن فهم مثل هذه الأفعال إلا من خلال عدسة الانتقام والرعب والدمار. إن التدمير المنهجي للبنى التحتية المدنية، من المدارس إلى المستشفيات، هو عمل مُدان من أعمال الحرب وهو إهانة لكل مبادئ الإنسانية وحقوق الانسان وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

إن هذه العمليات وهذا التصعيد وهذه الحرب لن يؤدي إلا إلى زيادة تعقيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن الأعمال التي نشهدها اليوم تحمل في طياتها احتمالات خطيرة لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ودفعنا  إلى هاوية قد تكون العودة منها مستحيلة.

 

أصحاب السمو والمعالي والسعادة، 

إن لبنان لم يكن ولن يكون راغباً بالحرب بل يسعى دائماً إلى الحلّ. والحلّ العادل والدائم والشامل كان دائماً واضحاً. لقد تم رسم الطريق إلى السلام منذ قمة بيروت ومبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعلينا ألا نبتعد عن هذا الطريق. إننا مدعوون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى اتباع طريق العقلانية وتغليب المنطق السياسي، لتجنيب المنطقة حرباً لا يمكن التنبؤ بنتائجها، ومحفوفة بعواقب مكلفة وخيمة.

إن الحرب الشاملة في منطقتنا لن تؤدي إلا إلى البؤس والدمار والفقر ولسوف تغذي إستدامة دورات لا نهاية لها من الويلات، مما يؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء، والمزيد من العنف والمزيد من الفوضى في المنطقة والعالم. ولا يمكننا، ولا ينبغي لنا، أن نسمح بذلك. ولهذا السبب فإن مسؤوليتنا الأخلاقية وواجبنا هو الضغط على إسرائيل لمن إستطاع لذلك سبيلا"، أو عبر العقلاء في هذا العالم والمجتمع الدولي، لوقف آلة الحرب والدعوة إلى تكثيف الجهود لمنع المزيد من التصعيد، ووقف الاستخدام المفرط للقوة، وإنهاء الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والغذاء والإمدادات الطبية إلى سكان غزة المحاصرين. 


 ختاماً أصحاب السمو والمعالي والسعادة، 
يرزح الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار منذ أكثر من سبعة عقود. وقد آن لهذا الشعب أن يعيش بحريّة وكرامة. 
نحن اليوم هنا لنتضامن مع الأشقاء الفلسطينيين ولنسعى إلى تجنب السيناريو الأسوأ.