سياسة

الأمين ل"الاحداث24" : انسحاب الحريري فتح المجال لوجوه جديدة وحزب إيران في لبنان يسيطر على البلد مع أو من دون أكثرية نيابية

الاحداث- رأى رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين ربيع الأمين في حديث خاص الى وكالة "الاحداث 24 " الإخبارية  "أن قرار الرئيس السابق سعد الحريري كان متوقعًا وغير مفاجئ، والحريري أوضح في بيانه أنه وصل الى حائط مسدود في العمل السياسي نتيجة النفوذ الايراني في لبنان والتخبط العالمي وتخبط الأوضاع الداخلية في لبنان"، معتبرًا "أن خطوة الحريري هي جزء من الحالة والتراجع الذي وصل اليه البلد والأزمة التي وقع فيها، وإن خطوة الانسحاب من الحياة السياسية وفتح المجال لوجوه جديدة أمر جيد، ونتمنى أن يستمر مع جميع الأطراف السياسية التي حكمت البلد سابقًا وما زالت، فالشباب التي لديها أفكار جديدة ومتطورة لديها الحق بأن تستلم السلطة من دون أن تكون وارثة المقعد السياسي ومن دون أي ضغط طائفي. أما في الشق الاقليمي، فمن المعروف أن لبنان واقع على خط زلازل بأزمة المنطقة، وفريق إيران في لبنان ما زال يقدم القرابين للمصالح الايرانية على حساب اللبنانيين ولذلك تبقى تمنياتنا على أرض الواقع صعبة في الوقت الحالي".

سيطرة "حزب الله"

وعما إذا كان قرار الرئيس الحريري قد يدفع  بالبلد الى الوقوع تحت سيطرة "حزب الله"، قال:"سبب الأزمة في لبنان اليوم ليس مشاركة طرف معين في الحياة السياسية أم لا، فالبلد بأكمله ينهار، وهناك أزمتان في لبنان متداخلتان:
أولاً، إن حزب إيران في لبنان مسيطر على البلد، ثانيًا، هنالك أزمة داخلية في لبنان وهي أننا غير قادرين على التعايش مع بعضنا البعض، فالأطراف التي تقول أنها ضد الهيمنة الايرانية في لبنان كثيرة جدًا ويمثلون ثقلاً وطنيًا وازنًا ولكنهم لا يتكلمون مع بعضهم البعض وليس لديهم أي مشروع  مواجهة، ولا يمكننا حل أزمة من دون الثانية، والسؤال اليوم ليس من سيأتي مكان الرئيس الحريري، إنما الى أين ذاهب البلد؟ 
فلا يذهب أحد إلا ويكون له بديل، ولا مهاجمة لأحد في ذلك، ولكن المشكلة لا تكمن هنا بل إنها مسألة وجود البلد.
وللاسف حزب إيران في لبنان يسيطر على البلد مع أو من دون أكثرية نيابية، فتسجيل مقعد أو مقعدين نيابيين لا يغير شيئًا ، وأبواق حزب ايران في لبنان تقول أنها ستبقى على سيطرتها مع أو من دون أكثرية نيابية، ولا نقصد بذلك أن لا معنى للانتخابات النيابية، بل على العكس يجب إن تخاض هذه المعركة ولكن الامور لا تنتهي هنا، لأنه ما من طرف سياسي يحدد الخطوات لمواجهة "حزب الله" ما بعد الانتخابات النيابية، فإن نجحوا بأكثرية نيابية من دون خطة مستقبلية، لن يكون هناك أي مغزى من "الأكثرية النيابية"، ومشروع المواجهة لا يعتمد على شخصية أو حزب واحد، بل يعتمد على الرؤية الإدارة التي للاسف لا وجود لها حتى الآن.

المبادرة الكويتية ممتازة وعقلانية

ورداً على سؤال عن المبادرة الكويتية ورضى ان السعودية عنها، وصف الأمين  "المبادرة الكويتية بالممتازة والعقلانية، معتبرًا أنها "مبنية على أساس القرارات الدولية وإتفاق الطائف وعدم التدخل بشؤون لبنان وعدم تدخل لبنان في شؤون الآخرين .

وقال:"المبادرة تتضمن  اثنتي عشرة نقطة وهي مبادرة هادئة وطبعًا حسب ما قاله الوزير الكويتي إن هناك تنسيقًا خليجياً ، ما يعني أن المملكة العربية السعودية راضية عنها، ولكن السؤال الأساسي هو كيف سيتم تعاطي لبنان مع هذه المبادرة؟ وماذا سيحمل معه وزير خارجية لبنان في رحلته الى الكويت السبت؟ وهل سيكون قادرًا على تأكيد التزام لبنان ببنود المبادرة، أو حتى أي طرح ما سيكسر الجمود ويفتح الحوار مع دول الخليج؟  وهل الأطراف اللبنانية وتحديدًا حزب إيران في لبنان ستتفاعل مع هذه المبادرة بشكل إيجابي؟"

العلاقات اللبنانية- السعودية 

وردًا على سؤال ، عن الحل الممكن لاعادة احياء العلاقات بين لبنان والسعودية وهل من الممكن ان تعود قريبًا، قال: "نحن حاليًا إنتقلنا من مرحلة الى أخرى، ففي السابق كان لبنان  يسأل: "ما الذي تطلبه السعودية منا"، ولكن اليوم مع المبادرة الكويتية التي على رأسها السعودية أصبحنا في مرحلة يُسأل فيها لبنان: وما الذي تريده أنت؟ فالمطلوب قد بات معروفًا في نقاط المبادرة ال١٢، ويجب أن نذكر أيضًا أن الكويت هي من الدول التي تأثرت كثيرًا من التدخلات الايرانية من الثمانينيات: من خطف طائرات وخلايا إرهابية الى الكثير من المشاكل، ما يؤكد أن الكويت معنية كالسعودية، ‏ومبادرة الكويت خطوة كبيرة جدا ومع مشارفة عهد الرئيس عون على نهايته، لا معنى للدعوة الى طاولة حوار، وهناك حل من اثنين لحل أزمة لبنان مع الخليج، إما صياغة الحكومة اللبنانية رد وفتح حوار منطقي مع الخليج، كما وهنالك مرجعية حوار لبنانية جاهزة وهي إعلان بعبدا الذي اتفق عليه الجميع بما فيهم حزب إيران في لبنان وتخلوا عنه بعد ٢٤ ساعة، يمكن اعتماده كمنطلق ويحتاج الى تعديل".
أضاف:"اليوم العالم كله يتطور ولا احد يبالي بغيره من البلدان،  فالإمارات   والسعودية والكويت مثلًا لا يبالون بشؤون غيرهم لانهم يهتمون ببناء وتطوير بلادهم، فعلى لبنان أن يهتم بأموره من دون أن يتدخل بشؤون غيره وعدم ضخ شروره الى الخارج.

حزب الله مسؤول عن الأزمة

وردًا على سؤال عن استمرارية  التيار في تحالفه مع "حزب الله" من خلال اتفاق مار مخايل،  قال الأمين:" إن اتفاق مار مخايل هو غطاء لتشبيك مصالح بين حزب إيران في لبنان والتيار الوطني الحر، وكل من الطرفين يستعملان الاتفاق للاستفادة منه على قدر الامكان، ولكنه اتفاق بين طرفين ضد مصلحة البلد".

أضاف:" إن حزب إيران في لبنان هو المسؤول الأول عن الأزمة بين لبنان والسعودية، فهو عمل على تدمير منهجي للعلاقات منذ العام  2010 حتى الآن وذلك على مراحل عدة ووفق تخطيط ممنهج، بقصد تدمير العلاقات".