سياسة

عودة للمسؤولين: المطلوب التخلي عــن العناد… الشعب جائع!

الاحداث - اعتبر متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنّه "لــبــنــان أصبح مَــقــبَـــرَةً لِــمَــنْ تَــبَــقّــى مِــنْ أبــنــائِــه الــذيــن يُــمــاتــون كــلَّ يــومٍ ألــفَ مــرة. فَــمِــنَ الــتــفــتــيــشِ عــن الــدواءِ الــمــفــقــود، إلــى اقــتــنــاصِ بــعــضِ الــطــعــامِ بــأســعــارٍ جُــنــونــيــة، إلــى الــوقــوفِ ســاعــاتٍ مــن أجــلِ قَــطَــراتِ وقــود، إلـــى العــيــشِ فــي الــظــلامِ، والــنــومِ أو بــالأحــرى عــدمِ الــنــومِ بــســبــبِ الــطــقــسِ الــحــار الــذي اكــتــوى نــوابُــنــا بــبــعــضِ لــهــيــبــهِ فــي إحــدى جَــلَــســاتِــهــم. لــكــنَّ الــمــصــيــبــةَ أنّــنــا لا نــعــانــي مِــنْ حــرِّ الــصــيــفِ فــقــط، إنــمــا نَـــكــتــوي بـأعــمــالِ الـمـسـؤولـيـن وفــســادِهــم وســوءِ إدارتِــهــم ونَــرْجـِـسِــيَّــــتِـــهــم فــي كــلِّ لــحــظــة".
وأضاف عوده، في عظة قداس الأحد، أنّه "سَــمِــعــنـــا فـــي رِســـالَـــةِ الــيَـــوم كَـــلامًـــا يَــجِـــبُ عــلـــى كُـــلِّ مَــســـؤولٍ أَنْ يَــســيـــرَ بِــهَـــدْيِـــهِ. يَــقـــولُ الـــرَّســـولُ بـــولُـــس لِــتِــلــمــيـــذِهِ تــيــطُـــس: "صـــادِقَـــةٌ هِـــيَ الــكَــلِــمَـــةُ وإِيَّـــاهـــا أُريـــدُ أَنْ تُــقَـــرِّرَ، حَــتَّـــى يَــهــتَـــمَّ الَّـــذيـــنَ آمَــنـــوا بـــاللهِ فـــي الــقِــيـــامِ بِـــالأَعــمـــالِ الــحَــسَــنَـــة ... أَمَّـــا الــمُــبـــاحَــثـــاتُ الــهَـــذَيـــانِــيَّـــةُ والأَنــســـابُ والــخُــصـــومـــاتُ والــمُــمـــاحَــكـــاتُ الــنَّـــامـــوسِــيَّـــةُ فَـــاجــتَــنِــبْــهـــا، فَـــإِنَّــهـــا غَــيـــرُ نـــافِــعَـــةٍ وبـــاطِــلَـــةٌ... وَلــيَــتَــعَــلَّـــمْ ذَوونـــا أَنْ يَــقـــومـــوا بِـــالأَعــمـــالِ الــصَّـــالِــحَـــةِ لِــلــحـــاجـــاتِ الــضَّـــرورِيَّـــةِ حَــتَّـــى لا يَــكـــونـــوا غَــيـــرَ مُــثــمِـــريـــن"، معتبراً أنّ "الإثــمـــارُ الــسَّـــريـــعُ مَــطــلـــوبٌ فـــي لــبــنـــان قَــبـــلَ الـــوُصـــولِ إلـــى الــفـــوضـــى والإضــمــحـــلال".

وتوجّه عوده إلى المسؤولين بالقول: "اتَّــقـــوا اللهَ فـــي عَــبــيـــدِهِ، يـــا أَيُّــهـــا الــمَــســـؤولـــون، إِنْ كُــنــتُـــمْ مَــســـؤولــيـــن، وَاعــمَــلـــوا عــلـــى إِحــقـــاقِ الــحَـــقِّ ونَــبـــذِ الــتَّــجـــاذُبـــاتِ والـحـقـدِ والــمُــنـــاكَــفـــاتِ والــخــصـــومـــاتِ والــمــمـــاحــكـــاتِ لأَنَّــهـــا لا تَــنــفَـــعُ أَحَـــدًا".

وأضاف: "إن تــغــلــيــبَ الــعــواطــفِ الــشــخــصــيــةِ الــســلــبــيــةِ لا يُــجــدي ولا يَــبــنــي بــلــداً. الــمــطــلــوبُ مــن الــجــمــيــع، بــلا اســتــثــنــاء، الــتــخــلّــي عــن الــعِــنــادِ، واعــتــمــادِ الــحــوارِ والــــتــواصــلِ الإيــجــابيِّ الــبَــنّــاء، وتــقــديــمِ الــتــضــحــيــات"، وقال: "الــشــعــبُ جــائــعٌ، الأطــفــالُ بــلا حــلــيــب، الــمــرضــى بــلا دواء، الــظــلامُ دامــسٌ، الــحــرُّ حــارقٌ، الــلــيــرةُ فــي أدنــى مــســتــويــاتِــهــا ولــم نــشــهــدْ تــنــازلاً لإنــقــاذِ الــبــلــدِ مــن هــذا الــجــحــيــم. لــقــد سَــرَقْــتُــم حــيــاةَ الــلــبــنــانــيــيــن وآمــالَــهــم وقــضــيــتُــم عــلــى طــمــوحــاتِــهــم وأوصَــلْــتُــم الــبــلــدَ إلــى أقــصــى الــجــحــيــم"، متسائلاً: "مــا هــذا الــعَــبَــثُ الــصــبــيــانــيُّ بــمــصــيــرِ الــبــلادِ والــعــبــاد؟ ألا تــعــرفــون الــرحــمــة؟ والــتــوبــة؟ والــبــكــاءَ عــلــى الأخــطــاء؟ تــذكَّــروا أنّ اللهَ «كــمــا أنــه كــثــيــرُ الــرحــمــةِ هــكــذا هــو شــديــدُ الــعِـــقــاب، فَــيَــقْــضــي عــلــى الــرَجُــلِ بــحــســبِ أعــمــالِــه» (يشـوع بــن ســيراخ 16: 13)".

وختم عوده عظته بالقول: "فـــي الأَخــيـــر، دَعْـــوَتُــنـــا أَنْ نَــتَــشَــبَّـــثَ بِـــإيــمـــانِــنـــا، وأَنْ نَــثِـــقَ بِـــأَنَّ الـــرَّبَّ الَّـــذي ســـاعَـــدَ آبـــاءَ الــكَــنــيــسَـــةِ عــلـــى الإطـــاحَـــةِ بِـــالــهَـــرطَــقـــات الــسَّـــامَـــةِ، سَــيُــســـاعِـــدُنـــا فـــي أَيَّـــةِ مِــحــنَـــةٍ نَــمُـــرُّ بِــهـــا، مَــهــمـــا اشــتَـــدَّتِ الــعَـــواصِـــفُ وحـــاوَلَـــتْ اقــتِـــلاعَــنـــا، آمــيـــن".

====