سياسة

الراعي: لم ادع أبدا إلى مؤتمر تأسيسي والمطلوب إقرار حياد لبنان

الاحداث- شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على أنه “لم يدع أبداً إلى مؤتمر تأسيسي، بل أن المطلوب اليوم هو إقرار حياد لبنان والعودة إلى الطائف والدستور والحفاظ على العيش المشترك الذي يُمثل رسالة لبنان”، وسأل، “لماذا فريق في لبنان سيتحكم بالحرب والسلم، في وقت يقول الدستور إن قرار الحرب والسلم تُقرره الحكومة اللبنانية؟”.

وحمّل الراعي في مقابلة تبث كاملة عند الساعة 10:05 ‏مساء بتوقيت بيروت على “الحرة”، ‏”كل الطبقة السياسية مسؤولية ما وصل إليه لبنان”.

وأكد البطريرك على أن “المقاومة واجب على كل دولة، وفي لبنان المقاومة بدأت قبل حزب الله، فمقاومة الاحتلال كانت موجودة منذ الـ1975 وحتى قبل ذلك بكثير وهي ليست لفئة دون سواها. فالجيش هو الذي يقاوم وعندما يرى أن هناك حاجة كل الشعب يصبح مقاومة”.

وعبر عن تأييده لمطالب “الثورة التي نريدها ثورة حضارية تعرف كيف تطالب وبماذا تطالب ولا تكون فوضى يدخل عليها مندسون للتخريب وتشويه صورته”، رافضاً المطالبة بإسقاط النظام “وهذا كلام كبير ونحن لا ندعم هذه المطالبات”.

في معرض سؤاله حول من يُرشح لرئاسة الجمهورية، أجاب الراعي “ليس عملي أن أرشح أشخاصاً، ولكن أنا أقول على رئيس الجمهورية أن يكون إنساناً متجرداً من أي مصلحة وحاضر حتى يضحي في سبيل المصلحة العامة وخدمة الوطن”.

وفي موضوع السلام مع إسرائيل، اعتبر الراعي أن “هناك مبادرة بيروت للسلام فليعودوا إليها، ما هي الشروط على الدول التي تريد التفاهم وما هي الشروط على إسرائيل ولكن لدينا ليس الدولة التي تعالج الموضوع، هناك حزب الله الذي يقرر الحرب والسلام مع إسرائيل وليس الدولة”.

وأكد الراعي على أن “لبنان الكبير لم يفشل. ما فشل هم السياسيون ولبنان باقي، عاش مئة سنة وبدأنا بالمئة سنة الثانية ولكن مع الأسف، الجماعة السياسية هي التي فشلت لكن لبنان بحد ذاته لم يفشل أبداً. نستطيع اليوم أن نرى الشعب مستمراً أكثر من السلطة السياسية.”

واعتبر البطريرك أن “ما طرحناه هو أن اليوم لبنان وصل إلى مرحلة خطرة. ظهرت في المؤسسات المشلولة والبرهان على ذلك منذ سنة نتخبط لتشكيل حكومة. الشعب البوم يموت جوعاً ويطالب والدولة غير موجودة. وأسبابه أن لبنان خلافاِ لطبيعته وهويته أُدخل في قضايا دولية وإقليمية تحالفات ونزاعات وحروب أعادته إلى الحالة التي هو فيها اليوم، وحين رأيت أن هذا الوجه الآخر لا تستطيع الطبقة السياسية أن تتواجد على طاولة واحدة وتطرح الحلول رأيت من واجبنا أن نرفع قضتنا إلى الأمم المتحدة حتى يكون في مؤتمر، كمؤتمر الطائف الذي انعقد حين لم يستطع اللبنانيون أن يتفاهموا في ظل الحرب التي كانت دائرة فكان الطائف حتى نوقف الحرب. أوضحت أكثر من مرة أن المؤتمر الذي أدعو إليه الآن، نحن اللبنانيون علينا تحضيره بما معناه علينا تشخيص مرضنا انطلاقاً من أمور ثلاثة: وثيقة الوفاق الوطني الطائف التي مع الأسف لم تنفذ لا بكامب نصها ولا بروحها وهذا التعثر الحاصل منذ 30 سنة أوصلنا إلى أن نقع الآن.

ثانياً، الدستور الذي عدل في ضوء اتفاق الطائف وكلنا نعلم أن هذا الدستور وضعوه إلى جانب ويخلقون أعرافاً وتقاليد خارجة عنه، وفي الدستور هناك ثغرات متروكة، فوصلنا إلى مكان ليس فيه حوار لأن كل واحد منهم خلق دستوره.

وثالثاً ميثاق العيش معاً.  هذه النقاط الأساسية، وأنا لم أدع ولا أدعو ولا سأدعو إلى مؤتمر تأسيسي اطلاقاً. نحن لسنا بحاجة إلى مؤتمر تأسيسي، نحن فقط بحاجة إلى أن نعود لنحافظ على هذه الثلاث ودائع الأساسية التي تكوّن هوية ورسالة لبنان.

وحين تحدثنا عن الحياد، تحدثنا عن 3 مقومات أساسية سمّيناها عناصر مترابطة بعضها ببعض لا تقبل الانفصال، أولاً الحياد وهو عدم دخول لبنان بأي أحلاف أو نزاعات أو حروب إقليمية أو دولية لأنها خارجة عن طبيته وعن تكوينه السياسي والجغرافي وعن هويته الأساسية وهي أنه حيادي. ثانياً، لماذا؟ لأن لبنان لديه دور غير الحرب. لديه دور السلم والسلام كونه مكاناً للتلاقي ولحوار الحضارات والأديان. ثالثاً، لأجل كل هذا، مطلوب أن تكون الدولة اللبنانية قوية بجيشها الخاص من أجل ضبط سيادتها الداخلية أي بمعنى لا يكون لدينا دويلات وجمهوريات في الداخل وأن يكون لديها سيادة وهذا ما نفتقده اليوم لدينا سيادة على الورق فقط. العنصر الثالث والأساسي أن يكون هناك دولة لديها سيادة قوية وأن يكون لديها جيشها القوي الخاص الذي يحفظ سيادتها الداخلية والخارجية أي تستطيع أن ترد أي اعتداء يأتيها من إسرائيل أو من أي دولة أخرى.

هذا كله معناه الحياد، وليس جزءاً من دون آخر أو حياد الضعيف، بل حياد القوي والمتماسك”.

ولفت الى أن “المقاوم ضد إسرائيل في المنطقة العربية، ليست هوية لبنان. كل دولة عليها أن تقوم بمعنى أن تحفظ نفسها من أي اعتداء والمقاومة بدأت قبل حزب الله. بدأت عام 1975. المقاومة الشعبية أي ليس هناك شيء اسمه المقاومة، لفئة من دون سواها. يعني يجب أن كون هناك جيش يقاوم وحين يحتاج، الدولة تقول للشعب تفضلوا معنا”.

وعند سؤاله عما إذا كان يعتبر أن اليوم وبعد 27 شباط بدأن المقاومة اللبنانية لاستعادة الدولة وهيبتها، أجاب الراعي “ما أريد أن أقوله إن المقاومة هي من صميم كل دولة. طبيعة الدول أن تكون جاهزة لمقاومة كل اعتداء عليها ولكن تقاوم بجيشها وليس أي شيء آخر. وهنا أريد أن أسأل سؤالاً بسيطاً، لماذا لم نُقر الاستراتيجية الدافعية المشتركة التي هي تعاون الجيش اللبناني مع سلاح حزب الله. من أيام الرئيس (السابق) ميشال سليمان، دُرست وأُقرت الاستراتيجية الدفاعية المشتركة. في خطاب القسم لرئيس الجمهورية الحالي أيضاً تحدث عن الاستراتيجية الدفاعية”.

وسأل الراعي “لماذا فريق في لبنان سيتحكم بالحرب والسلم في وقت يقول الدستور إن قرار الحرب والسلم تُقرره الحكومة اللبنانية بثلثي عدد الأصوات، لكن فعلياً ما الذي يحصل؟ ولماذا لا نقر الاستراتيجية الدفاعية المشتركة؟ لماذا؟”.

وقال إننا “نريد أن نحرر الدولة من هيمنة الطبقة السياسية التي أخذت الشعب رهينة من دون أن تحل أي شيء. الشعب يجوع وعاطل عن العمل والمسؤولون يريدون تحقيق مصالحهم فقط فيما الشعب في مكان آخر. إذاً، مسؤولو هذه الدولة لا يقومون بواجباتهم في خدمة الشعب.  فكل الطبقة الحاكمة فاسدة، من يحكم المؤسسات الدستورية، من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب، جميعهم.”

=======