سياسة

حديفة: الأهم الضغط لمنع إنهيار الدولة وتفتت الكيان

أكد مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي صالح حديفة أن موقف الحزب ثابت على القناعة بضرورة تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، وعلى القناعة بأن البلاد لم تعد تحتمل أي تأخير أو تمييع أو تعطيل، لأن الأمور بلغت حدًا لا يطاق سواء على المستويات المعيشية أو السياسية أو الإقتصادية، والأخطر من كل ذلك على مستوى تفكك مؤسسات الدولة وشبه انهيار هيكل الدولة، ومن هنا تأتي نداءات رئيس الحزب وليد جنبلاط المتكررة للحفاظ على ما تبقى من الدولة وعلى وجودية الكيان بصرف النظر عن التباينات التي تدخل في إطار الحياة السياسية الطبيعية".  وفي حديث لجريدة "الديار"، قال حديفة: "في ظل كل ما يجري فإن النقاش في الحصص والعدد هو كمن يناقش في كيفية طبخ السمك وهو لم يذهب لاصطياده أساسا، لذلك المطلوب أولا أن تفرج قوى التعطيل عن القرار بتأليف الحكومة، وبعدها لكل حادث حديث"، مضيفاً: "موقفنا واضح مع المبادرة الفرنسية، ودعم الرئيس المكلف في خياره ضمن هذه المبادرة لتشكيل الحكومة".  أما بما يتعلق بجبهة معارضة للعهد، لفت حديفة إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد جبهة معارضة، بل هناك قوى مُعارِضة، ولكلٍّ منها اعتباراتها، والحزب الاشتراكي قوة أساسية من بين هذه القوى، لكن الأهم من قيام مثل هذه الجبهة أو عدمها هو الضغط كل من موقعه لمنع انهيار الدولة وتفتت الكيان ومعالجة المأزق المالي والمعيشي، مشيرا الى أن "هناك تلاقٍ على عدد من هذه العناوين، والأمور مرهونة بالتطورات". وتابع: "أما موقفنا من طرح البطريرك الماروني فهو واضح لناحية التوافق معه على ضرورة تأليف الحكومة ووقف التعطيل وتحميل القوى المعنية مسؤوليتها وحثها على القيام بدورها، وأيضاً لا بد من تلاقي دولي ما لصيانة ما تبقى من هذا الوطن كما حصل في العديد من المرات السابقة من الطائف إلى غيره، لتأمين مظلة حقيقية لحماية لبنان تحت مسمى «الحياد الإيجابي» بما لا يتعارض مع انحيازنا التاريخي للقضية الفلسطينية". وفي الملف الإقتصادي المعيشي، ذكّر حديفة بأن "الحزب بادر منذ سنة تقريباً الى التنبيه لخطورة الأمر، وكان النداء واضحا بضرورة النظر في كل هذه الملفات، بموضوع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تعثرت بسبب الخطط الهمايونية التي قدمتها الحكومة آنذاك، إلى ملف ترشيد الدعم، وقد كنا أول من قدّم اقتراحا واضحاً مفصلاً لمنع استنزاف الدعم في جيوب المحتكرين والمهربين الذي يستفيدون على حساب الشعب الفقير والعائلات التي هي الأَولَى بالحصول على الدعم. لكن لقد وصلنا لما وصلنا اليه نتيجة تعنت وتعامي الفريق الحاكم والحكومة وعدم القيام بالمهمة المطلوبة بالحد الأدنى وهي معالجة المصاعب الحياتية للناس، فحتى بهذا الأمر فشلوا وكأن المطلوب إفقار وتجويع الشعب، إلا ان اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي سيبقيان على مواصلة العمل ضمن الواجب والامكانات لمحاولة تحصين المجتمع". وأنهى حديفة كلامه مؤكدا أن الحديث عن علاقة الحزب التقدمي الاشتراكي مع العهد والموقف منه لا تحتاج الى توصيف، فالامور واضحة ومعلنة. وفي ما يتعلق بمطلب استقالة رئيس الجمهورية أيضا "كان موقفنا واضحا بأننا في ذلك نسير بعد ان يكون هناك قرار واضح من القوى المسيحية في هذا الإطار، وراهناً الأولوية الآن لتأليف الحكومة ومعالجة المشاكل الإقتصادية والإجتماعية، وتأمين حماية لبنان، وتأمين فرصة أمل للشعب اللبناني لكي يعرف الحقيقة بكارثة انفجار المرفأ، وذلك بضمان استقلالية السلطة القضائية لتقديم الأمان والعدالة للشعب اللبناني الذي بلغ به السيل الزبى مما تعرضت له البلاد في ظل هذا العهد وممارساته".