سياسة

باسيل أخرج حتّي.. ويستعد لإحراق دميانوس قطّار

الاحداث- كتب منير الربيع في المدن يقول:"كلما تعصف أزمة بحكومة حسّان دياب، ينقسم الرأي في الأزمة: رأي يعتبر أن الحكومة تعيش مأزقاً حقيقياً، وأصبحت على مشارف السقوط. وآخر، يعتبر أن رعاة الحكومة يجعلون الأزمة فرصة جديدة لتجديد عضدها وإعادة إطلاقها مجدداً.

حكومة باسيل ومعاركه الرئاسية
هناك تصور ثابت لدى الجميع بأن جبران باسيل قادر على التحكم بهذه الحكومة وإدارتها. حتى أن رئيسها حسان دياب قال أكثر من مرّة: "جبران هيك بدو". منذ مدة يعمل باسيل على إقناع الأفرقاء المختلفين بضرورة إجراء تعديل حكومي. وهو يضغط عملياً للإطاحة بعدد من الوزراء الذين يختلف معهم، أو لم يكن راغباً توزيرهم.
ويظن بعض المتحمسين أن الهزّات التي تعصف بالحكومة، تشير إلى حجم الأزمة أو الضعف الذي أصاب باسيل. لكن العكس هو الذي يتكشف دائماً. فهو يعمل على تحضير البدائل، والأحرى أنه هو من يُحرِج هذا أو ذاك من الوزراء ليخرجه، أو ينجح في تصوير نفسه على هذه الصورة.

استقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي تريح باسيل كثيراً، بمعزل عن بعض الأسباب التي دفعت حتّي إلى الإستقالة. وهي تشير إلى استمرار الضغوط الدولية على هذه الحكومة، بعد مشاكل ديبلوماسية كثيرة مع الأميركيين والفرنسيين.

والضغوط هذه قد تدفع بعض الوزراء إلى تقديم استقالاتهم. أما حزب الله فلا يريد سقوط الحكومة. ويسعى في هذه الحال إلى تعديل وزاري. والتعديل كان قد اقترحه جبران باسيل مراراً، لكنه لم يلق جواباً. والآن قد يجد الفرصة المناسبة لذلك. وهذا جزء من معركة الأرض المحروقة التي يخوضها جبران باسيل ضد كل من تبرز لديهم طموحات رئاسية. ومعركته مع حتّي لا تختلف عن معركته مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومعركته المقبلة مع وزير البيئة دميانوس قطار.

باسيل في "الخارجية" دوماً
شطر من المشكلة التي وقعت بين ناصيف حتّي وجبران باسيل، هي التشكيلات الديبلوماسية. فباسيل أصر على تعيين السفير هادي هاشم سفيراً في واشنطن. إضافة إلى أن حتّي لم يتمكن من توقيع أي قرار ذي أهمية في وزارته. ففريق باسيل وطاقمه في الخارجية، يشبه إلى حدّ بعيد فريقه وطاقمه في وزارة الطاقة والمياه. والطاقمان يتحكمان في طريقة إدارة الوزارتين. وفي الخارجية، معظم الديبلوماسيين محسوبين على باسيل.

الأزمات الديبلوماسية والإشكالات في العلاقات مع الدول والخروج على الأصول، وعمليات التطويق والحصار، أخرجت حتّي من المعادلة الحكومية. وكان رياض سلامة قد احترق في الهجوم المتكرر والعنيف عليه.

والآن هناك تحضير لمعركة جديدة مع وزير آخر من الطائفة المارونية، يُهمس باسمه مرشحاً للرئاسة، باعتباره مقرباً من بكركي. إنه الوزير دميانوس قطار، وهو بالمناسبة وزير الخارجية بالوكالة في حكومة حسان دياب. لكن باسيل كان جازماً بأنه لن يسمح لقطار بأن تطأ قدماه وزارة الخارجية، وهو الذي جهّز سريعاً البديل عن حتّي، فتم تعيين شربل وهبة في وقت قياسي، كما لو أن الأمر كان محضّراً سلفاً.

التحضير لإحراق قطار
مشكلة النفايات تتهيأ للانفجار في وجه قطّار. وهذا مشروع جديد لإحراقه وإغراقه في المطامر والمحارق والمكبات، وفي النفايات التي ستجتاح الطرق في عزّ حر الصيف. وحرارة باسيل قادرة على إحراق الجميع، ضمن سياسته "أنا أو لا أحد".

وهذا ما يؤكد مجدداً، أن من أسباب استقالة حتّي تلك المحاولات المتعمّدة والدائمة لتهميشه: تلافي حضوره لقاءات ديبلوماسية إلى جانب رئيس الحكومة. وإرسال مدير عام الأمن العام إلى دول عربية وخليجية، لعقد لقاءات كان يفترض أن تكون من مهمة وزير الخارجية. وهذا شطر من سلسلة الإهانات المتعمّدة التي أحرجت حتّي فأخرجته.
وهذا هو حال لبنان في زمن "العهد" وصهره.

========