سياسة

جعجع في عشاء منسقية زحلة: العالم يراقب لبنان عن كثب وقد يتخلى عنه ما لم تثبت الدولة فعاليتها

الاحداث- أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن العالم يراقب لبنان عن كثب، سائلاً: "كيف سيثق بنا المجتمع الدولي والمجتمع العربي إذا لم نضبط حدودنا ونثبّت سيادة الدولة؟"، محذراً من أن العالم قد يتخلى عن لبنان خلال أشهر قليلة إذا لم تثبت الدولة فاعليتها.

وأوضح أن لبنان لم يتوغل بعد في برّ الأمان الكامل رغم انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، مشدداً على أن الأوضاع لا تزال محفوفة بالمخاطر، وأن البلاد بحاجة إلى إصلاحات جذرية وإلى حصرية السلاح بيد الدولة لبناء دولة فاعلة ومجتمع مزدهر.

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي الذي أقامته منسقيّة زحلة في حزب "القوّات اللبنانيّة" في المقر العام للحزب في معراب، في حضور النائبين جورج عقيص والياس اسطفان، الوزير السابق سليم وردة، النائبين السابقين انطوان ابو خاطر وجوزف المعلوف، عضو الهيئة التنفذية ميشال تنوري، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، مدير عام شركة كهرباء زحلة اسعد نكد، المرشح لرئاسة بلديّة زحلة في الإنتخابات البلديّة والإختياريّة المقبلة المهندس سليم غزالة، منسق زحلة آلان منير، المنسقين السابقين لمنطقة زحلة طوني قاصوف وميشال فتوش، وفعاليات من المنطقة دينية واجتماعية واعلاميّة واقتصادية ومخاتير ورجال اعمال.

وأشار جعجع إلى أن الأحداث الأخيرة على الحدود الشرقية مع سوريا عكست خللاً بنيوياً خطيراً في سيادة الدولة اللبنانية. وقال: "منذ نحو شهر ونصف، تدخل الجيش اللبناني وانتشر على الحدود الشرقية بطلب من الأهالي لضبط الوضع، إلا أننا فوجئنا منذ يومين بانطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية نحو سوريا".

وأوضح جعجع أن "الجيش اللبناني تدخل فوراً، وتواصل مع الجانب السوري عبر وساطة مشكورة من الطرف السعودي، وطلب منهم وقف إطلاق النار موقتاً إلى حين معرفة مصدر إطلاق النار من الجانب اللبناني، فأوقف الجانب السوري إطلاق النار. لكن وبعد استمرار انطلاق القذائف من لبنان، ردوا عليها من داخل سوريا، فتخيّلوا: الجيش منتشـر وهناك قذائف تنطلق من خلفه!".

وتساءل جعجع: "هل يعقل أن تكون هناك مجموعات مسلحة وسلاح خارج سيطرة الجيش؟ لا يُعقل! حين نقول إن الدولة يجب أن تحتكر السلاح، هذا بالضبط ما نقصده".

ورأى جعجع أن هذه الحوادث تظهر الخلل العميق في بنية الدولة، معتبراً أن "وجود مجموعات مسلحة وسلاح خارج سيطرة الجيش اللبناني أمر غير مقبول"، مضيفاً أن "احتكار السلاح من قبل الدولة ليس مطلباً عدائياً بل إنه مطلب سيادي، ولا يمكن بناء دولة فاعلة من دونه".

وإذ أثنى جعجع على زيارة رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون إلى السعودية وما تبعها من لقاءات مع مسؤولين لبنانيين وسوريين، قال: "بعد الزيارة واللقاءات فوجئنا مجدداً بانطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية نحو سوريا. كيف سيكون انطباع العالم عنّا؟ هل سيثق أحد بدولة لا تستطيع أن تضبط حدودها؟ بالطبع لا. لذا حين نطالب باحتكار السلاح من قبل الدولة، لا نفعل ذلك من باب المزايدات السياسية، بل لأنه من دون ذلك لا يمكن قيام دولة فعّالة. لا يمكن أن نبني دولة تُحترم إذا بقي السلاح مشرعاً خارج مؤسساتها".

وفي الشق الاقتصادي، شدد جعجع على أهمية الإصلاحات المالية والمصرفية، مشيراً إلى أن "لبنان بحاجة إلى إصلاحات شاملة في إداراته كلها، ولكن الإصلاح الأهم حالياً يتمثل في إعادة هيكلة القطاع المصرفي وتعديل قانون السرية المصرفية".

وأوضح أنه تم التصويت على مشروع تعديل قانون السرية المصرفية في مجلس النواب بدعم مكثف من "القوات اللبنانية"، ما شكل عاملاً محفزاً لبعض الكتل النيابية الصغيرة والمستقلين لاتخاذ موقف مماثل. وقال: "صوّتنا لصالح المشروع لأنه أساسي لاستعادة ثقة الأسواق المالية العالمية".

وأكد جعجع أن ختم صندوق النقد الدولي على برنامج الإصلاحات الاقتصادية ضروري للحصول على استثمارات جديدة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، مشدداً أيضاً على ضرورة إجراء إصلاحات قضائية جذرية وسريعة، ولافتاً إلى أن ما يعيشه لبنان اليوم هو نتيجة مسار طويل من حكم "محور الممانعة"، الذي أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة.

أما في ما يتعلق بالانتخابات البلدية والإختياريّة المقبلة، فقد خصص جعجع حيزاً واسعاً من كلمته للرد على الحملات التي تناولت حزب "القوات اللبنانية" في زحلة. وفي ردّ مباشر على من يطرحون شعار "نريد قرار زحلة في زحلة"، قال جعجع: "أي منطق هذا؟ أليس من الطبيعي أن يكون القرار بيد أكثريّة الزحليين؟ أين هو قرار زحلة؟ ومن هم الأكثريّة في زحلة؟".

وتابع: "أنا، ومهما كان الأمر، مع أنه يعزّ عليّ أن أقول هذا، أنا غريب عن زحلة. ولكن في قلبي لا أشعر أنني غريب عن زحلة، اما فعلياً، فأنا لست من زحلة. عندما بدأت أتعاطى بشؤون زحلة منذ العام ٢٠٠٥ وصاعداً، لم أكن أعرف الآلاف من الأشخاص في المدينة، وإنما قلّة قليلة، واقول ذلك بمعنى أنني شخصياً لا أفرض شيئاً على زحلة. أنا أعتمد خيار زحلة وأدعمه وأسير فيه".

واستطرد: "هناك البعض يطرحون الأمور بطريقة معاكسة، وكأن شباب وصبايا ونساء ورجال زحلة جالسون لا يفعلون شيئاً، وفجأة يتصل بهم سمير جعجع ليقول لهم قوموا بفعل كذا وكذا، مع أنهم لا يعرفون لماذا. هذا غير صحيح أبداً".

وأشار جعجع إلى أن قرارات "القوات اللبنانية" في زحلة تُتخذ بعد الإجتماع والتشاور والتنسيق الكامل مع القيادات الحزبيّة المحلية في المدينة، قائلاً: "قبل أي قرار في زحلة، يجتمع شباب زحلة المسؤولون طبعاً، المسؤولون الأساسيون، وأحياناً تشمل الاجتماعات مستوى رؤساء المراكز أيضاً. هذه المرة التقيت شخصياً رؤساء المراكز، لأنهم الحلقة الأهم بالنسبة لنا في زحلة. سألنا الشباب: ماذا تريدون وماذا لا تريدون؟ ما رأيكم بهذا ولماذا ترفضون ذاك وتقبلون هذا؟ سألنا عن كل الأمور، قبل اتخاذ أي قرار".

وشدد جعجع على أن "قرار زحلة، دائماً وأبداً، مع القوات اللبنانية، والقوات هي التي تسير بقرار زحلة". وأشار إلى أنه يعيد ويكرّر دائماً هذا الكلام عند كل استحقاق انتخابي "لأن هناك من لا يسمع"، وقال: "البعض لا يريدون أن يسمعوا: القوات اللبنانية هي التي تسير بقرار زحلة، وليست زحلة التي تسير بقرار القوات اللبنانية، طبعاً في ما يتعلق بالقضايا الخاصة بزحلة مباشرة. أما في القضايا الوطنية، فزحلة والقوات واحد، وبالتالي خيارهما واحد".

وفي سياق توضيحه لزيف الحملات المغرضة المتصلة "بقرار زحلة"، شبّه جعجع بعض الأشخاص في زحلة بالملك لويس الرابع عشر الذي كان يقول "أنا فرنسا وفرنسا أنا"، وقال: "بعض الأشخاص في زحلة يعتبرون أنفسهم هم زحلة. وبالتالي، عندما يقولون "القرار من خارج زحلة"، يعني أنهم يعتبرون أن أي قرار لا يتخذونه هم شخصياً هو قرار خارج زحلة، فبالنسبة لهم قرار زحلة ليس أبداً قرار الناس والأهالي والأولاد والنساء والرجال والكهنة والمطارنة الذين يشكلون زحلة. بالنسبة لهم، هم وحدهم زحلة، وبالتالي، أي قرار لا يتخذونه هم يعتبرونه قراراً خارج زحلة. ولكننا اليوم لسنا في زمن لويس الرابع عشر، نحن في القرن الحادي والعشرين. من ينتخب ويقرر هم الزحليون، أهل زحلة أنفسهم".

كما أكد جعجع أن "القوات اللبنانية" لم تسعَ يوماً إلى مراكز أو مناصب من أجل السلطة بحد ذاتها، وقال: "على سبيل المثال لا الحصر، مررنا بمراحل عدة كان يتم فيها تشكيل حكومات، ولم نكن نشارك فيها. وحين تشكلت الحكومة بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٦، جرت محاولات عدة لإدخالنا إليها، وقلنا لا، لن ندخل لأننا لم نكن مقتنعين بها. بالتالي، لم نسعَ يوماً إلى السلطة من أجل السلطة. ولا سعينا يوماً إلى مركز بلدي أو رئاسة بلدية أو نيابة أو وزارة، إلا عن قناعة، عندما يكون لدينا شخص قادر على تحمل المسؤولية. وكذلك الأمر في موضوع بلدية زحلة، وهنا أتحدث عن قوات زحلة، وليس عن القوات المركزية، فهم لم يلهثوا يوماً للوصول إلى بلديّة زحلة فقط لمجرّد السعي وراء المناصب، وأكبر دليل على ذلك سنة ٢٠١٦: من الذي خاض معركة أسعد زغيب تحديداً؟ نحن خضناها. وأنا شخصياً تكبدت عناءً كبيراً في المعركة، ففي حينه كنا متحالفين مع "التيار الوطني الحر"، ولسبب من الأسباب، لم يكن "التيار" يريد أسعد زغيب، فقلت لهم: "لن نسير إلا مع أسعد زغيب"، لأنه في حينه كانت الأوضاع تحتم ذلك. وأسرد هذا لأقول: لقد كان بإمكاننا ببساطة أن نختار أي مرشّح من حزب "القوّات اللبنانيّة"، وكان التيار سيوافق، لأنه أصلاً لم يكن يريد وصول أسعد زغيب، ولكننا تمسكنا بموقفنا لأن أسعد زغيب كان مطروحاً في حينه والامور كانت ذاهبة في هذا الإتجاه. وهذا حصل "لأنو مش بعيننا"، ولم يكن هدفنا، في أي يوم من الأيام، مركزاً ولا مكسباً، أبداً. فمن يكون طامعاً بمركز ما، لا يترك المراكز كلها ويقبع في السجن أحد عشر عاماً".

وتوجّه جعجع إلى كل من يسوقون الحملات اليوم بحق "القوّات"، قائلاً: "المنافسة السياسية طبيعية وأمر جيد وصحي ولكن يجب أن يكون فيها حد أدنى من المنطق والحقيقة والواقعية. 

ورأى جعجع أن هناك موجة تغيير في زحلة انطلقت منذ سنوات، بعيداً من الاعتبارات الحزبية الضيقة، وقال: " منذ سنتين أو ثلاث سنوات، هناك موجة طويلة عريضة في زحلة تطالب بالتغيير. موجة حقيقية داخل زحلة، بعيداً من الأحزاب والشخصيات السياسية، تُظهر اتجاهًا كبيرًا نحو التغيير. وأكبر دليل على ذلك أن بعض الفرقاء السياسيين الذين لم يكونوا يوماً أصحاب مواقف مبدئية، يحاولون اليوم المناورة، ويحاولون مقايضة لائحة أسعد زغيب، ولكنهم يفشلون، لأن جزءاً كبيراً من مناصريهم لا يجارونهم في هذا الأمر، والسبب أن الناس في زحلة يريدون التغيير".

وأوضح جعجع أننا "عندما رأينا هذا المنحى التغييري لدى أهل زحلة، طرحنا الخيارات مراراً وتكراراً، حتى استقررنا في نهاية المطاف على ترشيح سليم غزاله، الذي حظي باستحسان كبير في أوساط المدينة ولدى القواعد القواتية، حيث أصبح صراحةً من الصعب التمييز ما بين الرأي العام الزحلي وما بين قواعدنا". وقال: "عندما كنت أسأل رفيقنا ألان منيّر عن الأوضاع العامة والرأي العام في زحلة، كان يجيبني دائماً: "شبابنا يقولون كذا وكذا"، فكنت أجيبه لست في صدد السؤال عن رأي شبابنا وإنما عن الرأي العام في زحلة، فكان يجيبني: "شبابنا هم من يحددون الرأي العام في زحلة، لا تسألني عن شبابنا، بل اسأل عن الرأي العام الزحلي"، وهذا صحيح وبكل تواضع".

وشدد جعجع على ان "هدف المعركة الانتخابية هذه المرة كان التغيير الحقيقي في زحلة. ليس لأننا نريد التغيير فحسب، بل لأن الأكثرية في زحلة هي التي تطالب به. ومن هذا المنطلق خضنا المعركة".

ووجّه جعجع في المناسبة تحيّة لرجل الاعمال هيكل العتل، وقال: "أود أن أوجه تحية كبيرة لرفيقنا هيكل العتل، الذي عمل لسنتين بعد أن كنا قد اخترناه كمنسقيّة زحلة وكقوات لبنانية كمرشح عنّا. ولكن تعلمون أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، ولأن كل شيء فيه منطق إلا الانتخابات، فهي بلا منطق محدد، لا تعرف لماذا ولا كيف، تماماً كالقول المأثور: "القلب له أسبابه التي لا يعرفها العقل"، وأنا أقول لكم: "الانتخابات لها أسبابها التي لا يعرفها العقل". في أي حال، أوجه له تحية كبيرة لكل ما قام به، فقد تعب سنتين، ولكن في نهاية المطاف، لم يساعدنا الجوّ في زحلة".

وختم جعجع حديثه عن الانتخابات بالتأكيد أن المعركة ليست مجرد معركة بلدية بل معركة تغيير حقيقية.

وكان جعجع قد بدأ كلمته بالتأكيد على أهمية عدم خسارة "المقاوم الذي بداخلنا". وقال: "أهم شيء ألا نخسر المقاوم الذي بداخلنا. انتبهوا لهذه المسألة: قد نربح معركة انتخابية ونخسر أخرى، ولكن ليس في زحلة باعتبار أنه ممنوع الخسارة فيها، إذا كان لا بد من الخسارة، نخسر شيئاً خارج زحلة. نربح هنا، نخسر هناك، نمرر مشروع قانون هنا، اقتراح قانون هناك. هذا كله جيد وكلّه ضروري ولا بدّ منه. ولكن الأهم، الأهم حقاً، ألا نخسر المقاوم الذي بداخلنا".

واعتبر جعجع أن المحافظة على روح المقاومة هي الأساس الذي يمكن من خلاله خوض مختلف المعارك، مشدداً على ضرورة نقل هذا النموذج للأجيال المقبلة كما ورثناه من أسلافنا.

واختتم جعجع كلمته بتحية للرفاق في حزب "القوات اللبنانية" في زحلة، مثنياً على جهودهم المستمرة في التحضير والاستعداد، قائلاً: "أنا فخور جداً بشبابنا وشاباتنا الذين، في الوقت الذي ينام فيه الناس، يكونون مجتمعين، يخططون، يعملون، ويحضّرون اللوائح انتخابية"، مشيراً إلى أن التحضيرات للانتخابات في "القوّات" تبدأ قبل سنوات من موعدها، ما يعكس مدى التزام "القوات" بقضيتها. وأضاف: "المقاومون الحقيقيون موجودون بيننا، في مجتمعهم، يحمون أهلهم وأسرهم ومحيطهم. تأكدوا تماماً أن وجودكم هو ضمانة لجميع المواطنين من حولكم".

وذكّر جعجع بأن زحلة، التي كانت توصف بمقبرة الأحزاب، باتت اليوم "زهرة الأحزاب" بفضل الالتزام والنشاط الذي أظهره أبناء المدينة والقواتيون فيها.

وختم قائلاً: "لا يزال أمامنا عمل كثير، بقدر ما عملنا للوصول إلى هنا. ندعو الله أن يديمكم بألف خير. يعطيكم مئة ألف عافية، وإلى اللقاء في مناسبات أخرى".

جورج عقيص

بدوره ألقى النائب جورج عقيص كلمة استهلّها بالترحيب بجميع الأحباء الموجودين "معنا في لقاء المحبة والإلتزام وتجديد العهد، في لقاء زحلة الحرية والسيادة، زحلة القوات اللبنانية، دائماً وأبداً".

وقال " بعدما فقدت والدي منذ سنتين تقريباً، تبدّلت أمورٌ مهمة في حياتي، وبدأت أشعر بالانكشاف الذي لم يقلّصه سوى وجود أخٍ كبير إلى جانبي آمن بي كوالدي ومنحني الحكمة والنصيحة واهتم بمصلحتي وهو الحكيم، سمير جعجع الذي أعتبر وجوده في حياتي كمواطن ورفيق نعمة، فهو عنوان طفولتنا وشبابنا وماضينا، وما زال عنوان حاضرنا، "وانشالله الله يطول بعمرو" ليبقى عنوان مستقبلنا".

وتطرّق عقيص إلى الإنتخابات البلدية والاختيارية، مبدياً الحاجة الماسة لزحله وبلدات القضاء كلها لهذا الإستحقاق. وقال "في ظل وضع إنمائي متردٍّ وخدمات بلدية متراجعة وتنمية إقتصادية تحت الصفر، واضح على من تقع المسؤولية وجاء وقت المحاسبة، مذكراً بما قاله أينشتاين" ما فيك تعمل الأعمال ذاتها وتتوقع نتيجة مختلفة"... وبالتالي "ما فيك تجيب  رئيس البلدية ذاتو وتتوقع نتيجة مختلفة".

أضاف "صراحة، لسنا في وارد تغيير شخص الرئيس أو أعضاء البلدية فحسب، لأن طموحنا يكمن في تغيير النهج والأسلوب، من خلال رؤيتنا لدور زحلة مع جوارها على مستوى الوطن، تغيير الاستراتيجيات والمقاربات كلها، نريد إعطاء هوية لزحلة. وهنا نسأل "هل زحلة اليوم مدينة سياحية متقدمة؟ هل زحلة مدينة تجارية منافسة؟ هل زحلة تشعّ ثقافةً وفناً وأدباً وشعراً كما كانت منذ خمسين سنة؟ الجواب "أكيد لأ. "لذا نريد أن نعيد إلى زحلة هويتها السياحية والتجارية والثقافية، لأنها "اجمل مدينة واطيب لقمة واهضم عالم وأرقى ثقافة".

وتابع "خضنا مفاوضات بلدية، "تعبنا فيها وتعّبناك حكيم"، ولكن "ولا نهار كنا الا منشبه حالنا،" فحين كان من الواجب أن نكون "ليّنين، كنّا " وفي الوقت الذي كان يجب الوقوف في وجه المساومة وقفنا ولم نخضع للابتزاز ، "بقينا مطرح ما لازم نكون"، فيما غيرنا ذهب إلى المكان الذي لا يشبهه رغم أن جمهوره لا يريدونه أن يكون فيه".

ورأى عقيص أنه في "18 أيار سنفوز لأن الحق والناس معنا، الريح ومياه البردوني وسيدة زحلة وقباب الكنائس وأجراسها معنا. وفي 19 أيار سوف نقول لكل من خذلنا وحاربنا إن زحلة" إلنا كلنا،  بتساعنا كلنا وبتحبنا كلنا" وسنمد يداً لهم واليد الأخرى للبدء في العمل".

وإذ شدّد على أن اختيار المهندس سليم غزاله لموقع رئاسة البلدية خيار حكيم وسليم، أكد عقيص أن جميع الشباب التي طُرحت أسماؤهم للرئاسة هم من خيرة أبناء زحلة، آملاً أن لا يصبحوا خصوماً للقوات على خلفية عدم الإستمرار بترشيحم، بل أن يبقوا رأسمالاً تراكمياً بشرياً لحزب يعطي كل شاب ناجح فرصة في الوقت المناسب وفي المنصب أو المسؤولية المناسبة، لأن حزب "القوات اللبنانيّة" يقيّم جيّداً صبر الإنسان وإلتزامه بالمبدأ وليس السعي إلى المنصب".

وأردف" القوات اللبنانية تنمو وتكبر، حتى باتت مؤسسة وطنية كبيرة في لبنان والاغتراب، ولكن يجب ألا ننسى يوماً المقاوم الذي في داخلنا ، ولا طالب الجامعة الذي يوزع صوراً ومناشير بالسر، ولا  القاضي الذي يقاوم النظام، أو الأستاذ الذي يبشّر بالحقيقة والقضية، أو الراهب الذي يضيئ شمعة على نية الشهداء، من الواجب أن يبقى جميع هؤلاء في دمنا وعقلنا وضميرنا ونحن ننمو ونكبر. فمن سبقنا كانوا هكذا، ونحن يجب أن نبقى كذلك، حتى يتسلم من يأتي بعدنا حزب المقاومة اللبنانية الحقيقية".

وأشار إلى انه أمامنا اليوم فرصة للفوز في الإنتخابات البلدية والإختيارية، مهمٌ جداً أن نربحها ولكن من دون أن نخسر "المقاومين اللي فينا." لا يمكن أن يفوز خصمنا في هذه المعركة، إلا في حال قررنا أن نخسر. انطلاقاً من هنا، "تعوا نوعّي المقاوم اللي فينا، ونحط ايدينا بادإيدين بعض"، كي نبني زحلة الحلوة التي تليق بنا، فنطوي صفحة الإستحقاق البلدي والإختياري، ونبدأ بالتحضير للإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها بعد عامٍ، ربما نحقق المصالحة في زحلة بين السياسة والإنماء، ممكن لما ترتاح "امّ الصبي، بينطلق الصبي يبيّض وجّ اهلو".

وختم "زحلة على موعد معنا، زحلة لها دين معنا ، علينا إيفاؤه عبر صوتنا في 18 ايار. لا تتأخروا، اهجموا على المعركة واربحوا، إرفعوا الراية، راية زحلة وراية "القوات اللبنانية".

الياس اسطفان

أما النائب الياس اسطفان فقج رحب بدوره بالحضور وتحديداً كل مشارك يؤمن بأنه "شريك… مش متفرّج".

وقال: "زحلة مدينة لا تموت، فهي قاومت، قاتلت، صبرت، وقامت كل مرّة من تحت الركام. زحلة اليوم، رغم التعب، ما زالت تحلم ولكن الحلم لا يكفي إذا لم نحمله ونحميه. زحلة ليست بحاجة إلى خطابات بل إلى ناس تفي بوعدها، تقف إلى جانبها، تعمل من أجلها وتحبّها "مش بالقول… بالفعل".

وإذ أكد أن القوات تحمل هذا الحلم، لأنها تتمتع بالإيمان والإرادة والمسؤولية وليس لأن لديها وصفة سحرية، ردّ اسطفان على كل من يسأل ماذا فعلت القوات طيلة 3 سنوات بالقول: "لقد عملنا بصمت وواجهنا بصوت عالٍ، كنا إلى جانب الناس، وسط الهموم، في قلب كل حيّ، في الشارع، كنا متواجدين في المؤسسات، في البرلمان وفي البيوت والأزمات. لم نَعِد المواطنين بالعجائب بل بتكثيف الجهود في العمل و"الحكي بصوت زحله مش باسم حدا غيرها".

وفي سياق الإستحقاق البلدي والإختياري، رأى اسطفان أنه لا يمكن الإستمرار في سياسة الصمت ولا بسياسة “منيح اللي فينا نضلّ هون”، باعتبار أن البلدية ليست ورقة بل هي مرآة المدينة، فإما نلّمع هذه المرآة أو نغرق أكتر في الظلمة".

وقال "وصلنا إلى مرحلة مفصلية، بلدية زحلة تحتاج إدارة جديدة، دماً جديداً، فريقاً يعرف ويحب العمل وليس المساومة، من هنا نحن واقفون وراء لائحة تشبهكم، لائحة نظيفة، واضحة، وجاهزة للعمل، لائحة من قلب المجتمع "ومش من عالم فوق الناس،" أسماء من الماضي، بل وجوه جديدة تعي كيف تبني، لديها رؤية وضمير حيّ يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الناس. هذه اللائحة ليست ورقة إنتخاب، لا بل بداية صفحة بيضاء، نحو مشروع إنقاذ".

وأضاف: "لا يتحقق النصر من دون ناس تنتخب وتشارك وتدعم، لأن الفرق "بيعملوه الناس"، وأنتم الناس والفرق والفرصة، أنتم الأمل بعدم عودة زحلة إلى الوراء، بل بالتقدّم بخطوات فعلية وجديّة. أنتم قادرون على تغيير المشهد بصوت صادق وقرار حر وقلم نظيف، باعتبار أن صوتكم هو هوية زحلة المقبلة. من هنا، دعونا نربح هذه المعركة من أجل مدينة إسمها زحلة تستحق الأجمل والأفضل والأنظف والأشرف".

اسطفان الذي لفت إلى أن القوات "ليست بحاجة إلى تبرير وجودها في زحلة، لأن هذا الوجود من نسيج المدينة، شدّد على أهمية دعم الزحلاويين للقوات "لتضلّ واقفه وتقدر تكفّي، لازم تكونوا حدّا، مش بالكلام بالفعل".

وتابع: "القوات في زحلة ليست حملة أو موسماً أو ظرفاً يُفتح ويُقفل، بل هي حضور ونبض وعمل وجهد بشكلٍ يومي، وكي يستمر تواجدها الفعّال تحتاج إلى دعم حقيقي لخطّ واضح، لموقف جريء ولصوت غير مرتهن، وليس دعما من أجل البلدية فقط". وهذا الحضور ما هو إلا شهادة على وجود ناس لا يهربون من المواجهة، وما زال هناك سيدات ورجال لديهم ضمير وإيمان ويريدون أن يُحدِثوا فرقاً، وبالتالي هذا هو الدعم الذي نطلبه اليوم، دعم لإستمرارية مشروع سياسي نظيف، مشروع إنمائي صادق ومشروع وطني واضح".

وختم" هذه اللحظة هي  لحظة شراكة حقيقية، كونوا سنداً، كونوا ظهراً، كونوا جزءاً من النهوض وليس من الذكرى، لأن زحلة لم تعرف الضعف يوماً واليوم زحلة تنادينا، لذا "كلنا لازم نرد "لتحيا زحلة".

كلمتا الترحيب والمنسق

وكان قد استهل العشاء بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب "القوّات اللبنانيّة" وبعدها ألقت مسؤولة الإعلام في منسقية زحلة سابين الصافي كلمة قالت فيها: "من زحلة جئنا، لا زائرين، بل عائدين إلى البيت، إلى معراب التي لا تحتاج إلى من يُعرّف عنها، لأنها مكتوبةٌ في ضميرِ كل حرّ، محفورةٌ في ذاكرةِ كل مقاومٍ، وحاضرة في وجدانِ كل زحليّ، وحين تلتقي زحلة بمعراب، يلتقي العقلُ بالقلب، والإرادةُ بالإيمان، والموقفُ بالمسؤولية".

وتابعت: "أيها القادمون من مدينة الكنائس، مدينة الشهداء والهويّة العنيدة، أهلاً بكم في معراب، حيث لا نصافحُ يدَ الحكيم فحسب، بل نصافحُ تاريخًا كاملاً من الثبات. وحين تصافحُ زحلة يدَ معراب، فذلك عهدٌ جديدٌ يُبنى ومسارٌ طويلٌ يُستكمل وثقةٌ متبادلة تُترجم في كل ساحةٍ من ساحات زحلة وفي كل مركز من مراكزها، وفي كل بيت من بيوتها. ما بين زحلة ومعراب لا يُختزل بكلمات، بينهما أكثرُ مِن مجرّد علاقةٍ سياسيّةٍ، بينهما لغةُ المقاومةِ والوفاءِ في زمنٍ كثُر فيهِ قليلو الوفاء".

وأضافت: "زحلة، تلتقي اليوم بمعراب، ككل يوم تلتقي بمعراب، ومن يظنّ أنّ في الإمكان زعزعة ثباتهما، لَمْ يقرأ التاريخَ جيدًا. ونحنُ هنا لنؤكّدَ أنّ المسافةَ بينهما ليست سوى طريقٍ طويلٍ معبّدٍ بالمبادئ، بالرؤية، بالمشروع وبإيمانٍ لا يتزعزعُ بأنَّ لبنان الذي نحلمُ بهِ ممكن ولكن ليس بأيدي المرْتجفين، إنّما بأيدي الشّجعان، بأيدي الحكيم، بأيدي "القوّاتاللبنانيّة".

ومن ثم كانت كلمة لمنسق منطقة زحلة ألان منيّر اعتبر فيها أن "المعركة البلدية لم تعد مجرّد إستحقاق عادي أو تنافس بين لوائح، بل أصبحت معركة بين من يريد لزحلة أن تبقى كما هي حالياً، متعبة، مهمّشة، متروكة للصدف والمصالح، وبين من يحمل مشروعًا واضحًا للتغيير الحقيقي".

وبعدما شرح مشروع "القوات اللبنانيّة" بأنه "مشروع التغيير، تغيير في النهج، في الإدارة، في مفهوم الخدمة العامة وفي كيفية النظر الى البلدية على أنها ليست مجرد مؤسسة لإدارة اليوميات بل ورشة دائمة لتصبح زحلة تليق بأهلها، أكد أن "رؤية القوات اللبنانيّة لم تكن يومًا ضبابية، وأثبتت طيلة  السنوات الماضية كلها، أنها ليست حزب شعارات بل إنها شريك فعلي في الإنماء والشفافية والتنفيذ على الأرض، ووجودها في أي مسؤولية كان دائمًا ضمانة".

وقال: "موقف القوّات في الانتخابات البلدية اليوم واضح: إنها مع الناس، ومع خيار التغيير. وأضاف: لا تعتقدنّ بأن الصوت في الإنتخابات البلدية هو صوت عابر، خياركم اليوم هو قرار بمصير المدينة لـ6 سنوات مقبلة، ومصير أولادنا لسنوات طويلة، لأن البلدية هي أقرب سلطة إلى حياتنا اليومية ومن شوارعنا ومدارسنا وأحلام أولادنا. وانطلاقا من هنا، فلنحسن الإختيار كي نضع زحلة على السكة الصحيحة، ولنحمّل البلدية مشروعًا، ليس من أجل إدارة زحلة فحسب، بل في سبيل إستعادة نهضتها".