
العبسي في رسالة تعزية بالبابا: دافع عن المحتاجين والمهمّشين
الاحداث - وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي من الفاتيكان الى ابناء الكنيسة رسالة تعزية بقداسة البابا فرنسيس جاء فيها:
المسيح قام! حقًّا قام!
بهذا السلام الفصحيّ نتوجّه إلى أبناء كنيستنا وإلى كل المسيحيّين عمومًا لأقدّم تعازيّ القلبيّة الأخويّة الحارّة بانتقال قداسة البابا فرنسيس في الساعة السابعة والنصف من صباح الاثنين، اثنين النصح، اثنين الباعوث، إلى الأخدار السماويّة، إلى فرح القيامة التي لامساء لها، بعد عمر قضاه في العمل في حقل الربّ بكدّ وأمانة، بفرح وشجاعة، بتواضع وابتسامة. عمل ما في وسعه على ما كان يرى أنّه يستدعي الإصلاح في الكنيسة مستوحيًا كلام الربّ للشفيع الذي اختاره بعد انتخابه أسقفًا لرومة، للقدّيس فرنسيس: "أصلح كنيستي". دافع عن المحتاجين والمهمّشين واللاجئين والمهاجرين مناديًا بحقوقهم وباحترام كرامتهم. دعا إلى الأخوّة البشريّة الشاملة وإلى السلام بين الشعوب والتعاون والتكافؤ. وتضامن مع الشعوب والبلدان المتألّمة وصلّى من أجلها. ناضل من أجل أن يكون "الجميع" مشمولين بمحبّة الكنيسة وعنايتها ورحمتها. كان نشر الإنجيل هدفه، نظير القدّيس بولس، وأن يصوّر الربّ يسوع في كلّ إنسان.
التعزية البشريّة، في نظرنا نحن المسيحيّين، تبقى ناقصة، أمّا التعزية الإلهيّة فهي التعزية الحقيقيّة التي تبلسم قلوبنا بالرجاء الذي لا يخزى، على ما يعلّمنا القدّيس بولس القائل: "تبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح أبو المراحم وإله كلّ تعزية، الذي يعزّينا في كلّ ضيقة لنا لكي نستطيع، بالتعزية التي نصيبها نحن من الله، أن نعزّي الذين هم في ضيقة" ( ٢ كور 3:١ - ٤ ).
في يوم الفصح السابق لوفاته خرج إلى ساحة القدّيس بطرس في حاضرة الفاتيكان وفرح المؤمنون برؤيته وبمعايدته وكأنّي به أراد أنّ يودّع أبناءه وبناته ويلقي عليهم نظراته الأخيرة المليئة حنانًا وعطفًا وحبًّا. وقد كان في يوم الجمعة العظيمة، في درب الصليب، كتب بنفسه كلمات المحطّات جامعًا فيها خلاصة فكره وصيّةً لنا.
بانتقال قداسة البابا فرنسيس تفقد الكنيسة راعيًا صالحًا أحبّ خرافه وبذل نفسه عنها لتنال الخلاص وتكون لها الحياة.
فيما يتعلّق بالمطلوب منّا في هذا الظرف من حيث الصلوات والترتيبات، نلتزم في كلّ بلد بالعمل بما يُتّفق عليه في مجلس بطاركة وأساقفة هذا البلد، من حيث الحداد وإقامة الصلوات.
أكرّر تعزيتي لكلّ واحد منكم وأرفع صلاتي معكم إلى الربّ القدير، سيّد الأحياء والأموات، منشدًا: "مع القدّيسين أرح أيّها المسيح، نفس عبدك البابا فرنسيس، حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهّد بل حياة لا نهاية لها".