سياسة

منطقة زحلة في القوّات اللبنانيّة تطلق صرخة لإنهاء حوادث السير المميتة

الاحداث - عقدت منطقة زحلة في القوّات اللبنانيّة مؤتمرًا صحفيًا في مقرّ المنسقيّة عقب ازدياد حوادث السير على اتوستراد زحلة بحضور عدد كبير من الصحافيين والمحازبين، بالإضافة إلى عدد من أبناء المدينة والمنطقة وناشطين اجتماعيين ومُهتمّين.

 

استهلّ المؤتمر الصحفي عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النائب جورج عقيص قائلًا: "اجتمعنا اليوم بمناسبة حزينة خضّت الشارع الزحلي وهي خسارة الشابين يورغو البردويل وانطوني العتل اللذين فقدا حياتهما بحادثٍ مؤلم على اوتوستراد زحلة".

 

وتابع: سوء حال الطرقات هو في لبنان عامة، ولكن نتناول اليوم بالأخص اوتوستراد زحلة، ما نسميه اليوم كزحالنة "طريق الموت" الذي يحصد أرواحًا بريئة."

 

وناشد عقيص: "مطلبنا اليوم من وزارة الأشغال، ونتأمل مع بداية العهد الجديد، أن يتم فتح ورش عمل جدّية لصيانة الطرقات وكذلك البنى التحتية الخاصة بها"

 

وتابع عقيص: "نادينا مرارًا وتكرارًا كحزب القوات اللبنانية في زحلة ان يتم وضع اشارات سير وإنارة دائمة على هذا الطريق إضافة إلى وضع المطبّات حيث يجب لتفادي حصد الأرواح، ولوضع حد لما يتعرّض له أبناء مجتمعنا من موت رخيص نتيجة إهمال الدولة"

 

وقال عقيص: "أُطلق صرخة من منسّقيّة القوّات اللبنانيّة في زحلة لكي تتم معالجة هذا الملف جديًا، وأدعو كل الفعليات والقوى السياسية، وبلديات واختصاصيين ورجال اعمال في زحلة للتكاتف بغية تحسين شروط السير على الأوتوستراد، واتوجه بالتعزية إلى أهالي الشابين يورغو البردويل وانطوني العتل في هذا المصاب الأليم".

 

وختم عقيص معلنًا: أننا وبالتعاون مع منسقيّة زحلة في القوّات اللبنانيّة سنطلب من المقدّم ميشال مطران دراسة مفصّلة نرفعها بدورنا إلى وزير الأشغال بالحكومة القادمة، وكذلك لوزير الداخلية إذا اقتضى الأمر، وسنطلب رسميًا تحويل اوتوستراد زحلة بمرسوم الى طريق خدمات، وتأمين الميزانية اللازمة، واذا تمّ رفض مطلبنا مستعدون للطعن بأي قرار رفض عن طريق ربط النزاع أمام مجلس شورى الدولة لتفادي تكرار حوادث السير، ونتعهد بذلك أمام كل الزحليين وباسمهم كوننا نمثّل الجميع".

 

بدوره، أطلق عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النائب إلياس اسطفانصرخة قال فيها: 

"في ظل تزايد أعداد الضحايا نتيجة الحوادث المرورية، نقف اليوم ليس فقط لنرثي الخسائر، بل لنرفع الصوت عاليًا ونقول: كفى موتًا على طرقاتنا! لم يعد من المقبول أن تستمر هذه المأساة وكأنها قدر محتوم، فيما الحقيقة أن الإهمال والتقصير هما السبب الرئيسي وراء فقدان شبابنا يوميًا."

 

وتابع: "ما شهدناه أمس ليس مجرد حادث سير، بل كارثة إنسانية تكررت مرارًا بسبب غياب المحاسبة، الإهمال في تطبيق القوانين، وانعدام إجراءات السلامة. وأصبح الأوتوستراد في زحلة مصيدة موت يومية، يسلكها الآلاف دون أي تدابير لحمايتهم، في ظل غياب حلول جذرية لوقف النزيف المستمر."

 

وناشد اسطفان المعنيين قائلًا: "المسؤولية لا تقع فقط على عاتق السائق، بل هي مسؤولية الدولة والجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الأشغال العامة والنقل، التي بات لزامًا عليها التحرك فورًا لإيجاد حلول مستدامة. إن ما نطالب به ليس مجرد وعود، بل خطة متكاملة تشمل تحسين الطرق، إصلاح البنية التحتية، وتشديد الرقابة على تطبيق قوانين السير."

 

وشدد اسطفان على أنه "لم يعد مقبولًا التذرع بالأعذار. الطريق لم يعد مجرد وسيلة نقل، بل أصبح شريكًا في حياة الناس ومصير عائلاتهم. إن كل تأخير في اتخاذ التدابير اللازمة هو تهاون بحق أرواح أهلنا، وما نريده هو تنفيذ فوري لإجراءات السلامة، بعيدًا عن التسويف والوعود الفارغة."

 

وأكّد اسطفان أننا "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المأساة، بل سنمارس كل أشكال الضغط لفرض إجراءات فعلية، لأن الحلول لم تعد تحتمل التأجيل. ما نشهده اليوم قد يكون مأساة متكررة غدًا، وأي شخص منّا قد يكون الضحية التالية إن لم نتحرك سريعًا."

 

وختم اسطفان: "الرحمة للضحايا، والصبر لأهاليهم، ولعل الصوت الذي نرفعه اليوم يصل قبل أن نخسر المزيد!"

 

بعده، ألقى منسّق منطقة زحلة في القوات اللبنانية آلان منيّر كلمة لفت فيها الى أنّه في إطار الجهود المستمرة لتعزيز السلامة المرورية والحد من حوادث السير المميتة، أطلقت منسّقيّة القوات اللبنانية في زحلة في أيّار 2024 حملة توعوية تحت عنوان “وقفنا العد”، بالتعاون مع جمعية CDDG المرصد اللبناني للسلامة المرورية ومكتب المهندسين في القوات اللبنانية، وبالتنسيق مع بلدية زحلة، وفقًا لمعايير مهنية عالية تهدف إلى تنفيذ طرق أكثر أمانًا. وتضمنت الحملة إقامة إشارات سير، تهدئة مرورية، وتركيب عاكسات ضوئية على طريق سيّدة زحلة، واعتُبرت هذه الخطوات حجر الأساس لاستكمال ومتابعة الحملة كجزء من خطة شاملة لمعالجة المخاطر المرورية في المنطقة.

 

أمّا عن واقع السلامة المرورية في زحلة قال منيّر: "تُشير الإحصاءات إلى أن 10% من ضحايا السير في لبنان هم من قضاء زحلة، وفي عام 2024 وحده، تم تسجيل 2,365 حادث سير بمعدل 7 حوادث يوميًا، ما أدى إلى سقوط 443 ضحية، بمعدل 9 قتلى أسبوعيًا. هذه الأرقام المروّعة تؤكد الحاجة الملحّة لاتخاذ إجراءات فوريّة لإنقاذ الأرواح."

 

وتابع منيّر: "السلامة المرورية تبدأ من التوعية الأسرية، مرورًا بالمدارس والجامعات، وصولًا إلى تطبيق القوانين بحزم من قبل الدولة. وتتطلب هذه الجهود تحوّلًا ثقافيًا في التعاطي مع قوانين السير لضمان حماية المواطنين، خصوصًا الشباب الذين يتنقلون يوميًا عبر الطرقات.

 

ودعا الحكومة لاتخاذ إجراءات فورية وتبنّي رؤية واضحة لمعالجة أزمة السير، وعدم الاكتفاء بردود الفعل بعد وقوع الكوارث. كما طالب الجهات المعنيّة، وعلى رأسها وزارة الأشغال العامة والنقل، بالإسراع في تحويل أوتوستراد زحلة إلى طريق مُنظّم ومُجهّز بالخدمات اللازمة وفقًا للمعايير الدولية.

 

وختم منيّر قائلًا: "إننا في منسقيّة القوّات اللبنانيّة في زحلة والجمعيات المشاركة نؤكد التزامنا بمواصلة العمل على هذا الملف المصيري، حفاظًا على أرواح شبابنا ومستقبلهم، ونطالب الجميع بالمشاركة في هذه الجهود لضمان طرق أكثر أمانًا للجميع."

 

بدوره قدّم رئيس المرصد اللبناني للسلامة المرورية (Justicia) المقدم ميشال المطران شرحًا مفصّلًا بالأرقام والوثائق والدراسات حول واقع السلامة المروريّة في قضاء زحلة وقال: "قضاء زحلة الأسوأ لبنانيًا، هو الأكثر تعرّضًا من حيث عدد القتلى الناتج عن حوادث السير حيث يتصدّر كل أقضية لبنان".

 

أمّا عن أوتوستراد زحلة، فعرض مطران دراسة شاملة على الحضور تُظهر بالأرقام حوادث المرور على هذا الاوتوستراد من عام 2013 حتى عام 2022 من مستديرة كسارة وصولًا الى الحمرا بلازا. هذه الدراسة تؤكِد ان الاتوستراد في زحلة واحدًا من أكثر الطرق خطورة في لبنان، حيث شهد حوادث سير مروّعة أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا والإصابات. ويصنّف الطريق كأوتوستراد سريع رغم وجود مداخل ومخارج عديدة منه ومؤسسات تجاريّة وتعليميّة وجامعيّة على جانبيه."

 

كذلك، شرح مطران كيف وقع الحادث الأليم الذي أودى بحياة الشابين يورغو البردويل وأنطوني العتلّ على الأتوستراد مشيرًا الى انّه نتج عن الاسباب التالية: غياب التصميم الطرقي الآمن (وجود عامود كهربائي لا يجب ان يكون متواجد هناك وغير مطابق للمواصفات)، غياب الردارات والمراقبة الطرقية (غياب الردع بشكل كلّي، سباقات يومية على نفس المساحة الطرقية)، عدم وجود تعليم سوق جَدّي عند الخضوع لفحص القيادة، وانتشار سلوكيات خطرة كالسرعة، القيادة المتهورة وعدم استخدام حزام الأمان.

 

أمّا عن الحلول المتاحة فاقترح مطران تحويل اتوستراد زحلة الى طريق متسامحة عبر فرض إجراءات تهدئة مرورية، واعتبر هذا الحلّ هو الأسرع، الادأوفر، والأجدى من حيث المعايير العالمية والوحيد الذي يمكن تنفيذه، آخذين بعين الإعتبار جميع التعقيدات المالية واللوجستية.