سياسة

باسيل: خوفي أن يندموا يوماً من رحيل نظام علماني

الاحداث - أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن “ما يحصل في سوريا يخص الشعب السوري ونحن نأمل ان يكون لخير سوريا ولبنانّ وان يؤدّي لعودة سريعة للنازحين السوريين ولعلاقات ايجابية ومتوازنة تحفظ سيادة البلدين دون تدخل اي منهما بشؤون الآخر، ما سبق كان اوّل تفكير بديهي وتعليق اوّلي سريع لي، لمّا استمعت الصبح في فرنسا على اخبار سقوط النظام السوري، ما سبق ايضا ردة فعل طبيعية لتيار سياسي او مسؤول سياسي مستقل لا رابط مقيّد له بالخارج لا بسوريا ولا بغيرها ولا مصلحة عنده تعلو على مصلحة بلده، وبالتالي ننظر الى الموضوع من زاوية مصلحة لبنان اولاً واخيراً”.

وأشار إلى ان “ما جرى في سوريا تطوّر كبير له تأثير كبير على المنطقة وعلى لبنان بالذات، كون سوريا جارتنا ولذلك يستوجب تعليق وتفكير منا، وبكل مسؤولية وموضوعية، رح اعرض شو الفرص والمخاطر يلّي ممكن تتأتى من هالتغيير، نحنا احتفلنا ورقصنا يوم خرج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005 وهذا هو الاحتفال الوطني الفعلي. امّا احتفالات اليوم فيمكن تفهمها ولكن خوفي ان يندموا يوماً، ومن أقلّ الأمور اعتبار ان سبب النزوح السوري الى لبنان قد انتفى بالكامل، وبالتالي لا داعي ولا موجب ولا تبرير لبقاء اي سوري نازح على الارض اللبنانية، من هنا وجوب عودتهم السريعة الى بلادهم”.

وشدد على ان “لا حجة تستقيم لأحد، خاصةً في المجتمع الدولي، لعدم تحقيق العودة الفورية، لذلك ندعو المفوضية العليا الى اقفال ملف النزوح السوري ووقف كل المساعدات لهم في لبنان الاّ لمساعدتهم على العودة الى بلدهم، ومن الجائز اعتبار ان الاتيان بنظام مقبول من المجتمع الدولي، سيرفع العقوبات عن سوريا اكان العقوبات الاوروبية او الاميركية وسيرفع الحصار عن سوريا ويفتحها على الأسواق العالمية وستبدأ مرحلة اعادة اعمار سوريا، وهذا امر فيه الكثير من المحاسن لسوريا وفرص للبنان واللبنانيين”.

واعتبر ان “ما سبق يمكن ان يساعد لبنان في تحييد نفسه عن سياسة المحاور والصراعات والحروب، شرط ان لا يستفيد المحور الآخر من هذا الأمر لاستجلاب لبنان اليه ليقع ايضاً في سياسات قد لا تخدم وحدته الوطنية وتماسكه الداخلي”. ورأى انه “من الطبيعي ان يتحرّك الخوف الوجودي لدى كل المكوّنات التي تخشى الفصائل الاسلامية المسيطرة الآن على سوريا، وان تطمينات هؤلاء الأولية قد تكون من باب ان يتمسكنوا لكي يتمكنوا، وهذا امر قد يولّد حالة دفاعية في لبنان ويذكّرنا بمرحلة سابقة عندما احتلّ بعض هؤلاء اجزاء من شرق لبنان”، داعيا القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني لاتخاذ كل الاجراءات لمنع تكرار كل ما حصل في السابق من نزوح او احتلال او اعتداء على لبنان وعلى اي لبناني.

وأضاف: “من السهل اعتبار ما يحصل في سوريا من تقاسم النفوذ على ارضها لقوى محلية مختلفة عرقية وطائفية او خارجية، تقاسماً على اسس مذهبية وعرقية ممّا يؤدّي الى تقسيمها ويمس بوحدة اراضيها ويمكن ان يشكّل عدوى تصيب لبنان تؤدّي الى ايقاظ احلام التقسيم فيه، ومن البديهي القول ان الخوف من رحيل نظام علماني واستلام مجموعات دينية وايديولوجية سيهدّد وجود الأقليات في سوريا ويخيفها الى درجة هجرتها وتركها لأرضها، وهذا بالذات يتهدّد الوجود المسيحي في الشرق”.

وتابع قائلا: “في ضوء هذه الفرص والمخاطر المتفاوتة من الأفضل للبنان ان يبعد نفسه عما يجري في سوريا، وان لا يتدخّل في شؤون سوريا وهي لا تتدخّل في شؤونه، وان يأمل ويعمل لبناء علاقات جيّدة معها مهما كان نظامها، اختار البعض التهجم على التيار والمسّ به للاستفادةً والاستثمار بما حصل في سوريا، لأن هذا البعض لا هاجس عنده سوى التيار، ولو كان بامكانه اتهامه بصلب المسيح لا بقصّر؛ نحن نحاول ان نحدثهم بلغة رجال الدولة فيصرون على لغة الشارع… وربما هذه هي اللغة التي يجب ان نتحدث فيها مع بعضهم”.

وسأل “اين كنتم لما كنّا نعتبر السوري احتلالا ووصاية؟ كنتم تعتبرونه ضروريا وشرعيا ومؤقّتا؟، انتو كنتوا بالسلطة عم تقدّموا للنظام السوري مفاتيح بيروت لمّا كنا نحنا بالمنفى والسجون، وبالزمن السوري انتو دخلتوا الحكومات وعتيّنتوا نواب وبعتوا سلاح بالوقت يلّي نحنا ما سلّمنا للاحتلال لا بوزارة ولا بنيابة ولا بسلاح الجيش… وما عطيناه اي شرعية، وانتو كنتوا عم تطلعوا على سوريا كل يوم وبالـ 94 عزيّتوا بعز الاحتلال والوصاية ونحنا ما طلعنا على سوريا الاّ بعد خروج الجيش السوري من لبنان واقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان اعترافاً بلبنان وطن نهائي”.

وأضاف: “انتو تشاركتوا مع الجيش السوري بضرب الجيش اللبناني وبقصف قصر بعبدا رمز الشرعية اللبنانية بالوقت يلّي كان عم يسقط لنا شهداء ابطال من جيشنا ومن شعبنا لمنع الاحتلال من السيطرة على قرارنا، انتو عملتوا 14 آذار موسمي ونحنا كنا بقلبه، وانتو خرجتوا منه ونسيتوا الذكرى والتاريخ ونحنا من الـ 89 لليوم لنا 25 سنة منحتفل بذكرى حرب التحرير ضد الاحتلال، انتو زحفتوا على سوريا بظل وصايتها وحملتوا هدايا وبعتوا حالكم لحكّامها ونحنا واجهنا ها وحدنا بالسجون والطرقات والساحات، انتوا تواطأتوا عليها لمّا خرجت من لبنان ونحنا ما تدخّلنا بشؤونها من بعد خروجها”.

ولفت باسيل إلى ان “كل رؤساء جمهورية لبنان ووزراء خارجيته طلعوا على سوريا، وما في الاّ ميشال عون ما طلع على سوريا لما كان رئيس وانا ما طلعت لما كنت وزير خارجية، نحن لم نستكن بموضوع المفقودين الاّ لما اخذنا كلام قاطع من الرئيس السوري ان لا وجود لأي معتقل سياسي لبناني في سوريا (حتى سهيل حموي اعتقل بالـ 91 وهو سوري، لاحقاً عائلته اخذت الجنسية اللبنانية) وبالرغم من هالشي عملنا قانون، هناك مسجونون لبنانيون بالقانون لأسباب جزائية او غيره ما بعد الحرب، وهذا ما قاله وزير العدل القواتي الدكتور ابراهيم النجار لمّا طلع على سوريا برفقة رئيس الحكومة سعد الحريري”.

وشدد على انه “لم نتاجر بموضوع المفقودين والمخفيين بل عملنا واجبنا بجدّيّة وكنا وراء تقدّم الملف كرمال اهلنا وكرمال الحقيقة واكتشاف المقبرة الجماعية في وزارة الدفاع في اليرزة ، امّا غيرنا فلم يقم به الاّ للبروباغندا”.