التّعليق الأوّل لنائب من "الحزب" على الأحداث في سوريا
الاحداث - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، "أن ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد، وكيف ولماذا حصل ما حصل، هذا يحتاج إلى تقييم، ولا يجري التقييم على المنابر، وبمعزل عن كل ما حصل في سوريا هناك من بدأ يتحدث عن التأثيرات على لبنان والتأثيرات على المقاومة و"حزب الله"، وليس من باب الطمأنة، إنما من باب الحقيقة والواقع وطبعًا ما حصل أمر كبير جدًا ولا أحد يستطيع التخفيف من تأثيراته".
أضاف: "ولكن بالنسبة لنا، نحن "حزب الله" والمقاومة وأهل المقاومة وبيئة المقاومة حضورهم وقوتهم مستمدة أولا من الله عز وجل من إيمانهم قبل كل شيء ونحن ننتمي إلى هذه الثقافة، إيماننا وعقيدتنا وانتماؤنا وهي من أهم عناصر القوة، الأمر الآخر نحن نستمد قوتنا بعد الله من شعبنا وأرضنا وهؤلاء الناس الطيبين الثابتين الصابرين الصامدين، ولا يستطيع أحد أن يهزهم أو يكسرهم، يحزنون على من فقدوا ولكن لا يهتزون ومن عاد إلى قراه فجر الأربعاء بهذه الطريقة رغم كل التهديد كما عادوا في 2006، لا يستطيع أحد أن يهزه، وثالثا قوة المقاومة من وجودها وحضورها وتشكيلاتها وقدراتها ومن كفاءاتها العالية على الرغم من كل ما أصابها في هذه الحرب".
وأكد فضل الله "أن كل ما يجري في سوريا على خطورته لا يمكن أن يضعفنا، نحن أبناء هذه الأرض وهذا البلد، وكما كان يقول سماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله "الأساس هناك هو الجيش السوري والقيادة السورية والدولة السورية، ونحن عنصر مساعد"، وعندما كانت هناك إمكانية للمساعدة ساعدنا، الآن وضع سوريا المستقبلي والتطورات فيها والتحالفات الداخلية والمشاكل الداخلية وما سيحصل نتركه لوقته ولا يستعجل أحد بالحكم على الأمور، ولننتظر المسار وإلى ما ستؤول إليه، ولكن نحن نعرف كيف نحمي بلدنا وكيف نواجه التحديات وكيف نتجاوز الصعاب مهما كانت، وقد مررنا في تاريخنا بتجارب أصعب وأمر وتجاوزناها وبقي هذا الجبل العاملي وبقيت هذه البيئة على امتداد مساحة الوطن".
وتطرق الى الخروق الإسرائيلية لوقف النار، فقال: "واجهت المقاومة العدوان الإسرائيلي بإرادة صلبة وبتضحيات جسيمة ومنعت العدو من تحقيق أهدافه بالقضاء على "حزب الله" واحتلال جنوب الليطاني ووصلت إلى وقف إطلاق النار، ويحاول العدو بتماديه واعتداءاته وخروقاته أن يفرض معادلة جديدة على البلد، والمقاومة في هذه المرحلة قالت أن المنطقة أصبحت في عهدة الدولة لجهة التصدي للعدوان والمقاومة ستتخذ الموقف والإجراء في إطار ما تراه مناسبا، لكن هناك مسؤوليات أخرى على الحكومة والجيش واليونيفيل".
وأضاف فضل الله: "هم كانوا دائما يقولون لنا في لبنان حتى بما يسمى المجتمع الدولي، أن من يحمي هي القرارات الدولية، وهذا كله كلام فارغ، وأن من يحمي هي الدولة فلتتفضل الدولة، لقد استهدفت إسرائيل بلدة حاريص بغارة ما أدى إلى ارتقاء شهداء وفي بيت ليف ومناطق أخرى، ما هو الموقف؟ ماذا ستفعل الدولة؟ ألم يقولوا لنا اتركوا الدولة لتحمي! وقلنا لهم قوموا بدوركم، ماذا تريدون أن تفعلوا؟ وهذا سؤال طرحناه مباشرة على رئيس الحكومة وطالبنا كل المعنيين وقلنا لهم هذا الموضوع بعهدتكم، وما يتعرض له لبنان من اعتداءات واحد من الأدلة على الحاجة الضرورية إلى المقاومة وأن حماية البلد تحتاج إلى تكامل بين المقاومة والجيش والشعب، والمقاومة تتابع هذا الموضوع بالأطر المناسبة وهي معنية، ولكنها تريد أن تكمل في المسار الذي له علاقة بتطبيق الإتفاق المحصور في جنوب الليطاني، أما كيفية متابعته والآليات والطريقة فهذا الأمر غير متروك على الإطلاق، والمقاومة تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه شعبها، وشعبنا لا يترك ولن يترك".
وتابع: "هذه المقاومة تأخذ الدروس والعبر وتدرس كل ما حصل وتناقش داخليا كل ما حصل وتعيد بناء القوة وتعيد إعمار ما تهدم بالتعاون مع الحكومة والجهات المانحة، وتقوم بواجباتها ومسؤولياتها".
وختم: "هذا الحزب قوي بعقيدته وشعبه وانتمائه، وبصلابة الأرض التي يتحرك عليها، وبدماء شهدائه، ومن لديه هؤلاء الأبطال لا يمكن أن يتزحزح ولا يمكن أن يخاف، وأغلب الذين يقاتلون هم من الجيل الذي ولد في ال 2000، وبعضهم الجيل الدي ولد في 2006، وجيل هذه المقاومة يسلم الراية إلى الجيل الذي يأتي وتستمر وتبقى، هناك مرحلة جديدة وظروف جديدة، ولكننا سنعبر سوية هذه المرحلة إلى ما هو أفضل وسنبقى أعزاء ومرفوعي الرأس".