قيومجيان: على الحكومة تولي المفاوضات ووضع استراتيجية جدية لتطبيق القرارات الدولية
الاحداث ـ أشار رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق د. ريشار قيومجيان الى انه "يبدو ان الولايات المتحدة هي من ستقدم الضمانات لجميع الاطراف بمن فيهم "الحزب" وهذا من سخرية القدر"، مضيفاً:" واشنطن هي من سترأس لجنة الاشراف على تطبيق الاتفاق وما يبحث هو آلية جدية لتنفيذ الـ1701. الخلاف القائم هو على الآلية وليس على المبدأ".
وفي مقابلة عبر "صوت كل لبنان"، أكد ان على "الحزب ان يقتنع ان عليه تسليم الوضعية القائمة للجيش اللبناني والدولة الللبنانية. حينها على الحكومة أن تظهر جدية في العمل على تطبيق الـ1701 لأن تكرار تجربة تطبيقه كما في العام 2006 لم تعد تجدي نفعاً. إسرائيل مستمرة في حربها وجميعنا يعلم الخلل في ميزان القوى وكل ما حكي عن وحدة ساحات وردع وتوازن رعب سقط. فلنتوقف عن انتظار المبادرات من الخارج ولنسلّم زمام الامور للدولة وعلى "الحزب" مسؤولية تسليم سلاحه ومواقعه الى الجيش اللبناني وينكفئ عن الجنوب تطبيقاً للـ1701".
في ما يتعلق بحركة المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستاين، أوضح قيومجيان أن هوكستاين إعتبر أننا "على قاب قوسين من وقف إطلاق النار لأنه حضر الى لبنان بعد ان أخذ موافقة مبدئية من قبل الرئيس نبيه بري المكلف بالتفاوض عن "الحزب" بأن الامور مسهّلة"، مضيفاً: "بري ادخل تعديلات على الورقة المقترحة لا تمس بالجوهر. كما ان انتقال هوكستاين الى تل ابيب اوحى بأن الامور سالكة. غير ان عودته الى واشنطن من دون الادلاء بأي موقف في تل ابيب، يشير الى اننا ما زلنا في الدوامة نفسها. يبدو ان الطرف الاسرائيلي متمسك بشروطه غير القابلة للبحث ومطالبته بضمانات بأنه متى تم وقف اطلاق النار سيكون هناك تطبيق كامل ودقيق وجدي للقرار 1701 ".
تابع: "للأسف الدولة اللبنانية غائبة فالمفاوضات كان يجب ان تتم من خلال الحكومة كما جرى عام 2006 مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وفي العامين 1993 و1996 مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. نحن لا ننكر ضرورة التواصل مع الحزب فهو الطرف الاساسي المعني لأنه هو من فتح هذه الحرب ولكن التفاوض يجب ان يكون من خلال الحكومة".
كما اشار قيومجيان الى أن "إسرائيل تسعى لتأمين مصالحها ومن اهدافها إبعاد "الحزب" بأكبر مسافة عن الحدود، ضبط المعابر مع سوريا لمنع اي إمكانية لإعادة تسليحه، والمحافظة على حق التدخل في حال اخلّ "الحزب" بالاتفاق". أردف: "بالتالي علينا نحن كلبنان ان نسعى لمصلحتنا وبالتالي على الحكومة اللبنانية الا تنتظر ان يشرف احد على اي إتفاق بل أن تعلن نيتها الجدية بتطبيق الـ1701. كما على "الحزب" أن يقرّ بأن سلاحه فقد مبرّر وجوده. فقبوله الانكفاء عن الحدود يعني انّ سرديته أن هذا السلاح الذي إعتبر انه للمقاومة وتحرير القدس ولإزالة إسرائيل ورميها في البحر سقطت".
ختم قيومجيان: "فليسلم "الحزب" سلاحه للجيش اللبناني بعدما فشل في مساندة غزة أو تحرير شبر من مزارع شبعا لا بل لم يستطع ان يحمي نفسه وكوادره وعلى رأسهم امينه العام نصرالله ولا بيئته ولا القرى من الجنوب وصولا الى البقاع. هذا السلاح لم يستطع ردع إسرائيل. نحن لا ندعو "الحزب" الى الاستسلام بل الى تسليم الإمرة للجيش اللبناني. وعندما تتولى الحكومة المفاوضات حينها يصبح هناك ورقة بيد المفاوض اللبناني وتستطيع الدولة ان تضع إستراتيجية لتنفيذ ال١٧٠١
وباقي القرارات الدولية بعكس اليوم حيث يفاوض الرئيس بري بإسم "الحزب" ولا يملك ورقة بيده. لا عودة لما قبل 7 أكتوبر، نريد ان نبني دولتنا بمؤسساتها وان ينهض مجتمعنا بشكل بناء إذ تعب اللبنانيون من الوضع القائم منذ 50 عاماً".