سياسة

لا وعود دولية جديدة خارج مواجهة كورونا

الاحداث- كتبت صحيفة "النهار " تقول : مع ان المؤشرات اللبنانية التي حملها مطلع الأسبوع حيال انتشار فيروس كورونا لم تخرج عن الوتيرة التي تؤكد ‏ان الوضع لا يزال تحت السيطرة قياسا بمؤشرات النسب اليومية للإصابات، فان ذلك لا يكفي بطبيعة الحال ‏للركون الى هذه المؤشرات لإشاعة أجواء متفائلة ومبكرة قد تكون شديدة الخطورة اذا شهدت البلاد مزيدا من ‏التفلت والتراخي وانتهاك الحجر المنزلي ومنع التجمعات والاختلاط. وليس ادل على الصدقية التي يكتسبها عامل ‏التحذير هذا من عاملين اثنين أساسيين برزا امس مع مؤشرات التقارير اليومية لوزارة الصحة وهما ارتفاع عدد ‏الوفيات بسبب كورونا الى 19 الامر الذي وضع لبنان في منحنى التصنيف بين الدول بعد إيطاليا وإسبانيا وفرنسا ‏والصين وقبل الولايات المتحدة وألمانيا وذلك قياسا الى نسبة الوفيات بعدد السكان، اذ أظهر تقرير وزارة الصحة ‏ان نسبة الوفيات في لبنان بالنسبة الى الإصابات بلغت3.5 في المئة بما من شأنه ان يرسم علامات الشك عن ‏الظروف الحقيقية لإجراء الفحوص بالكثافة اللازمة الضرورية في مختلف المناطق. والعامل الاخر المواكب ‏للأول هو العدد المحدود للفحوص التي أجريت في اليومين الأخيرين ولو بذريعة عطلة نهاية الأسبوع الامر الذي ‏يبقي باب الشكوك والحذر مفتوحا على الغارب. بطبيعة الحال هذه المؤشرات لا تحجب تلك الإيجابية التي يبرز ‏معها عدم تسجيل اعداد تؤشر الى فقدان السيطرة وارتفاع حالات الشفاء الكامل او الخروج من المستشفى الى ‏الحجز المنزلي بعد زوال عوارض الإصابة. وكان التقرير الأخير للوزارة افاد امس عن ارتفاع حالات الإصابات ‏الى 541 إصابة بزيادة 14 حالة عن اليوم السابق بعد اجراء 242 فحصا من دون احتساب الفحوص التي أجريت ‏للبنانيين العائدين من الخارج. ومع تسجيل وفاة جديدة ارتفع عدد الوفيات الى 19. اما عدد الشفاءات فارتفع الى ‏‏60. اما العامل الإيجابي الثالث فتمثل في ان نتائج الفحوص التي أجريت على اللبنانيين العائدين في الدفعة الأولى ‏أظهرت عدم وجود أي إصابة بينهم علما انها شملت نحو 400 راكب عادوا على طائرات شركة طيران الشرق ‏الأوسط من الرياض وأبو ظبي ولاغوس وابيدجان. وستكمل الشركة اليوم برنامج إعادة اعداد إضافية من ‏اللبنانيين اذ ستسير الشركة اربع رحلات الى باريس ومدريد وإسطنبول وكينشاسا‎.‎

اجتماع بعبدا

وسط هذه الأجواء بدا غريبا فعلا ان ينبري العهد والحكومة الى محاولة استدراج الدعم الدولي للبنان فيما هما ‏يصعدان حملات التشفي من مؤسسات كبيرة. كما ان باب الغرابة لا يقفل هنا اذ ان مداخلتي رئيس الجمهورية ‏ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب امام ممثلي مجموعة الدعم الدولية للبنان في الاجتماع الذي دعا اليه ‏الرئيس عون امس في قصر بعبدا ارتكزتا الى "انجاز" الإعلان عن اجراء تدقيق في حسابات المصرف المركزي ‏في حين ظلت الخطة الإصلاحية وعدا ينتظره الجميع‎.‎

وحاولت الجهات الرسمية المعنية إضفاء مسحة تفاؤلية على نتائج الاجتماع خصوصا لجهة نفي الكلام عن سقوط ‏مقررات "سيدر" او عدم وجود استعدادات دولية حاليا لمساعدة لبنان‎.‎

وتقول الأوساط الرسمية المعنية ان ما حققه اجتماع بعبدا مع سفراء دول مجموعة الدعم للبنان "كان اكثر من فتح ‏باب للحوار الشفاف. فالتقارير التي عرض فيها الجانب اللبناني الوضع المالي والاقتصادي وانعكاسات مسالة ‏النازحين وأخيراً تحديات وباء كورونا قدمت صورة شفافة وواقعية للواقع الذي يرزح تحته لبنان بشكل عام. ‏وبذلك حصل ممثلو مجموعة الدعم الدولي على تفاصيل وأرقام تضاف الى ما لديهم من معلومات ومعطيات، سواء ‏من خلال التقريرين الماليين المقدمين من وزير المال والمدير العام لوزارة المال او من خلال التقرير الصحي الذي ‏عرضه وزير الصحة والمسؤولة في الوزارة، او من خلال التقرير الاجتماعي الذي عرضه وزير الشؤون ‏الاجتماعية‎".‎

وعددت المصادر نقاطا اعتبرتها "ايجابيات تحققت نتيجة الاجتماع " منها تأكيد ممثلي المجموعة الحاضرين ان ‏هناك مساعدات للبنان ستقدم غير التي قدمت له في أزمته الاخيرة في مواجهة كورونا. وبعض الدول مستعدة ‏لتقديم المزيد تبعاً لقدرتها لاسيما وانها تواجه هي ايضاً تحديات داخلية في مواجهتها لوباء كورونا. كما ان دول ‏مجموعة الدعم أصبحت اكثر تفهماً لموقف لبنان في مواجهته لأزمته المالية والاقتصادية، وبما يتعلق بالتزامه ‏خطة اصلاحية مالية واقتصادية، وبالتفاوض مع مالكي سندات الاوروبوند وسندات الخزينة الأخرى وبما يتعلق ‏بإدارة الدين ككل". ولفتت الى ان ممثلي مجموعة الدعم حصلوا على الشروح المفصلة بالارقام والوقائع من ‏الجانب اللبناني بكل ما يتعلق بالدين وبالإجراءات التي تلتزمها الحكومة في معالجة هذا الدين في المرحلة المقبلة ‏من خلال خطتها الاصلاحية التي قطعت شوطاً في التحضير لها وتبدأ بتطبيقها قريباً‎.‎

وتحدثت المصادر الرسمية نفسها عن "التزام الدول دعم لبنان وهذا ما ترجمه اعلان ممثلي هذه الدول التضامن مع ‏لبنان واستفهامهم عن حاجاته، بحيث يعود كل سفير الى بلاده بتصور واضح في تحديد الحاجات التي يمكن ‏الاستجابة لها". ولفتت أيضا الى ان "ممثلي جميع اعضاء المجموعة اكدوا استمرار التزام تعهدات "مؤتمر سيدر" ‏خلافاً لكل ما يشاع عن وفاة هذا المؤتمر والتزاماته. وطلب في هذا الإطار، التجهيز لـ 18 مشروعاً للبدء بتنفيذها ‏كمرحلة أولى‎ ".‎

وتحدثت المصادر عن اعادة الاهتمام الى ملف النازحين بعدما وضعته التطورات الاخيرة جانباً، من خلال ما ‏عرضه كل من رئيس الجمهورية ووزيري الصحة والشؤون الاجتماعية عن مخاطر وتداعيات هذه الازمة على ‏الواقع اللبناتي مالياً واقتصاديا واجتماعياً وصحياً في ظل ازمة تفشي وباء كورونا‎.‎

وكان كل من الرئيسين عون وإياب حرصا في كلمتيهما على ابراز عمل الحكومة على انجاز خطة إصلاحية مالية ‏واقتصادية واجتماعية ضمن برنامج إنقاذي قريبا كما جرى عرض مفصل شارك فيه وزراء للازمات التي ‏يرزح تحتها لبنان والحاجة الى المساعدات الخارجية الملحة لمواجهتها. اما تعليقات السفراء ممثلي مجموعة الدعم ‏الدولية فلم تتضمن واقعيا أي تعهدات او وعود بل تركزت في مجملها على تشجيع إجراءات الحكومة في مواجهة ‏ازمة كورونا وابداء الاستعداد للاستمرار في تقديم المساعدات الصحية الى لبنان حاليا فيما لوحظ ان السفير ‏الفرنسي برونو فوشيه اكد دعم بلاده لإجراءات الحكومة في كل ما تقوم به‎.‎

حملات واحتدام

في غضون ذلك بدا واضحا لجهات سياسية معارضة ان الحكم والحكومة أرادا من الإيجابية الظرفية التي طبعت ‏الخطوة الأولى من إعادة اعداد من اللبنانيين في الخارج توظيفها في تعويم الصورة المهتزة والمتراجعة بقوة عقب ‏معارك اهل السلطة انفسهم على التعيينات. وفي هذا السياق أدرجت هذه الجهات اشتداد الحملات التي تولاها ‏‏"التيار الوطني الحر" على شركة "الميدل ايست" اسوة بحملاته على مصرف لبنان. وكان رئيس مجلس إدارة ‏شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت رد امس بقوة على الحملات التي تستهدف الشركة متعهدا حمايتها وعدم ‏السماح بالسيطرة عليها من أي طرف. وبعد هجوم لـ"التيار الوطني الحر" على الحوت رد "تيار المستقبل" عليه ‏فاتهمه بانه "لا يترك مؤسسة وطنية ناجحة الا ويرميها بسهام التجني". واعتبر ان "الأجدى بالتيار ان يبدأ ‏ملاحقة الملفات الذي تزكم انوف اللبنانيين جراء فساده من ملف الكهرباء الى فضائح السدود وسواها‎ ".‎‎ ‎

وفي السياق نفسه استنكر النائب مروان حمادة "باسم "اللقاء الديموقراطي" الحملة التي اطلقها التيار الوطني ضد ‏رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط" واصفا إياها بانها "حملة قديمة جديدة نابعة من أطماع فئوية ‏تستهدف أنجح شركة في لبنان وتحاول القضاء من خلالها على النجاح التاريخي الذي قاده حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة مع السيد محمد الحوت بدعم ورعاية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

======